منذ عدة أيام ووسائل الأعلام الاقليمية والدولية، المرئية منها والمسموعة والمكتوبة منشغلة في الأحداث التي تجري بين الفلسطينيين والأسرائيليين في غزة. وطبعاً الكل يلوي بدلوه وينحاز إلى طرف دون الآخر غير مبالين للأضرار المادية والمعنوية التي تحدث بين الطرفين.
أن قتل الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء وتدمير البنية التحتية للمجتمعات وقصف المدنيين وعمليات الأغتيال ونشر الرعب والخوف في الشوارع هو مرفوض قالباً ومضموناً مهما كانت الحجج والأسباب التي تقف ورائها، فليس من حق أي شخص أن ينهي حياة شخص أخر مهما كانت الأسباب، وبأي حق يقوم بذلك؟.
لا لنشر الخوف بين صفوف الشعب، ولا لنهب ولتدمير الممتلكات العامة ولا للتمييز العنصري بين البشر. عندما يشاهد المرء منظر تلك الصور التي تبثها وسائل الاعلام المرئية ينتابه شعور بعدم إنسانية تلك الفئات التي تقوم بهذه الأعمال بغض النظر عن الجهة التي تصدر عنها تلك الأفعال الشنيعة، وهنا لست بصدد الدفاع عن أحد، فالقتل بالنسبة لي هو جريمة يقوم بها الجاني ويجب محاسبته قانونياً مهما تكن صفته، ولكن في البعض من الأحيان هناك الكيل بمكيالين من قبل المنظمات والهيئات الدولية، في الحين ترى بعمل ما في منطقة معينة دفاع مشروع وفي مكان أخر تراه جريمة وأرهاب.
شاهد العالم بأسره ماتعرض له الشعب الكردي في سوريا والعراق بمختلف أطيافه وأديانه إلى الإرهاب، حيث هاجم داعش كل من كوباني( عين العرب) في سوريا وكذلك هاجم هذا التنظيم الإرهابي منطقة الشنكال وفتك بأهلها ونهب وسرق الممتلكات وسبى النساء وقتل الأبرياء، وهاجمت الجماعات المسلحة السورية والتي تصف نفسها بالمعارضة والمرتبطة بالدولة التركية بمشاركة الجيش التركي منطقة عفرين وسري كانيي وهجروا الأهالي ونهبوا المحاصيل الزراعية للفلاحين وبثوا الخوف والرعب في الشوراع بالإضافة إلى الكثير من الجرائم التي يندى لها جبين البشرية وذلك بدعم وترحيب من بعض الجهات الأقليمية والدولية، كل هذا تعرض له الشعب الكردي المسالم ولم نشاهد هذا الهيجان والأهتمام من وسائل الأعلام العربية والإسلامية والدولية، بل أن بعضها لم تندد مجرد التنديد تلك الأعمال الشنيعة التي أرتكبت بحق الكرد؟
الوسائل التابعة للدول والمنظمات المتعاطفة مع الشعب الفلسطيني ترى بأن القوات الاسرائيلية ترتكب جرائم بحق الفلسطينيين وبالتالي يرون من حقه الدفاع عن نفسه بكل الوسائل المتاحة، وفي الجانب الأخر يرى المتعاطفين والموالين لدولة أسرائيل يرون كل ماتقوم به المنظمات الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس بأنه إرهاب وتنشر الرعب والخوف في الشارع الاسرائيلي، وعليه من حق الأسرائيل الدفاع عن نفسها. وفي كل الحالتين يُقتل البرئ ويتشرد الطفل وتُرمل المرأة وتدمر البنية التحتية للمجتمع وتلوث البيئة.
فحبذا لو أن هذه الدول عوضاً عن تأجيج الوضع والحث على القتل أن تقوم بواجبها الإنساني وتتدخل في حل تلك الخلافات السائدة بين الطرفين والتي عمرها العشرات من السنين حتى يعيش الشعب في الطرفين في الأمان والسلام، ولكن هيهات لأن مصالح بعض الدول تتطلب أن يستمر الوضع كما هو عليه.
[email protected]