كما يرى كثيرون من الزملاء ومن بينهم الزميل عبدالرحمن الراشد فإنّ الوضع العربي بغالبيته "مُهركلاً" وإذْ أنه بصورة عامة لا تنظر أي دولة إلى دولة أخرى بعين الود والمحبة والتقدير والتعاون وهذا بإستثناء المجموعة الخليجية التي تشكل فيها وتلملم شملها المملكة العربية السعودية وعلى أساس أنها الشقيق الأكبر الذي ينظر إلى أشقائه بعين أخوية والذي ينظر إليه أشقاؤه على أنه الأخ الأكبر الذي له التقدير والإحترام.

وهذا قد جعل إيران، التي من المفترض لا بل والمطلوب أنها دولة شقيقة وإنّ ما يجمعها مع الدول العربية إنْ ليس كلها فبمعظمها أكثر كثيراً مما يبعدها ويفرق بينها وبينهم، تتدخل هذا التدخل الطائفي والمذهبي كله في شؤون مَنْ مِنَ المفترض أنهم أشقاؤها.. وحقيقة أنه لا يمكن أن يفهم هذا إلّا على أنه تدخلاً "قومياًّ" وأنه تسديد حسابات قديمة وبعيدة من المفترض أنه قد تجاوزتها مسيرة وحركة الزمان.

وعليه فإنه بدل أنْ تضع هذه الإيران، أي دولة الولي الفقيه وحقيقة الدولة "الشاهنشاهية"، التي تسعى إلى تسديد حسابات باتت بعيدة وقديمة، يدها في أيدي أشقائها وتوحد القدرات الإسلامية لمواجهة هذه التحديات كلها وأخطرها وأهمها هذا الإحتلال الصهيوني لثاني الحرمين الشريفين ولكنيسة القيامة التي بقي بجاورها مسجد عمر بن الخطاب على مدى كل هذه الحقب الطويلة فإنها تقوم بكل هذا الذي تقوم به وتزرع الفتنة بين شيعة وسنة!!.

وهذا قد جعل إسرائيل تتطاول كل هذا التطاول وجعلها تقوم بكل هذا الذي تقوم به في فلسطين والقدس الشريف طالما أنّ العرب "المعنيين" حقاًّ بكل هذه القضايا القومية ينشغلون هذا الإنشغال كله بالتمدد الإيراني ليس في أربع دول عربية وفقط وإنما في العراق وسوريا.. ولبنان واليمن.. والبحر الأحمر كله.. وأيضاً في بعض الدول الإفريقية العربية.

وهكذا فإنّ إيران هذه "دولة الولي الفقيه" قد باتت تبدو كأنها "متآخية" مع إسرائيل وأنها عندما "تسكت" على ضم الدولة الصهيونية لهضبة الجولان السورية ومن شواطىء بحيرة طبريا وحتى "أكناف" دمشق فإنّ هذا يعني أنّ هناك تفاهماً وتناغماً إسرائيلياًّ – إيرانياً وإنّ ما يؤكد هذا هو كل ما يجري في لبنان والجنوب اللبناني!!.