معيب أن يظهر بعض من يسمون أنفسهم مثقفين وخبراء على شاشات الفضائيات للقول إنَّ السلاح الفلسطيني المستخدم لا قيمة تذكر له على أرض المعركة، قياساً بالسلاح الذي يملكه الجيش الإسرائيلي، والذي يأتي من مختلف دول العالم دون استثناء.

أتابع تصريحات القادة العسكريين الإسرائيليين عبر وسائل إعلامهم وهم يعترفون بالضربات العنيفة والمؤلمة التي يتلقونها منذ الساعات الأولى لبداية المعركة، وأن على الجيش أن يقوم بدراسة وبحث شامل لكل مجريات الأحداث، لأن ما حدث لم يكونوا يتخيلونه بتاتاً.

إقرأ أيضاً: صححوا معلوماتكم عن الكورد

مقاطع قصيرة تظهر بشكل يومي لـ"القوة الفلسطينية الضاربة" وهي تستهدف دبابة الميركافا، وقد لا يعلم الكثيرون أن هذه الدبابة تم العمل على تطويرها منذ أكثر من ثلاثة عقود، وتم إنفاق مبالغ فلكية عليها، والخبراء الذين أشرفوا على تطويرها هم من الإسرائيليين المنتشرين حول العالم، وقدم لهم الغالي والنفيس حتى يصنعوا هذه الدبابة ويقدمونها لـ"الجيش الذي لا يقهر". وقد يجهل البعض أن هذه الدبابة تتميز بأنها أول دبابة في العالم تحتوي على نظام متقدم من الذكاء الاصطناعي يدير مهام خزان الأسلحة، مما يقلل عبء العمل على الطاقم المتواجد بداخلها، ويساعد في تحديد الأهداف بدقة شديدة، ودمج نظام الذكاء الاصطناعي بنظام إدارة ساحة المعركة، وكل هذا انهار تماماً منذ أن دخلت الميركافا قطاع غزة وتم استهدافها من قبل صاروخ خفيف الوزن رخيص الثمن يطلق عليها أسم "الياسين 105"، حيث باتت الميركافا قطعة من الخردة المحترقة، وكثير من الجنود الإسرائيليين أعلنوا أنهم باتوا يخافون البقاء في هذه الدبابة حتى لا يصبحوا صيداً سهلاً.

إقرأ أيضاً: الجزائر والمغرب والماضي المؤلم

كذلك، أعلن "عباقرة" الجيش الإسرائيلي أن القبة الحديدية التي تتباهى بها إسرائيل قد تم اختراقها، وأن نظامهم الأمني بات هشاً، بعدما بلغت أهدافها صواريخ طويلة المدى وقصيرة المدى دون أن يعلموا بها، ولم يقتصر الأمر على هذا، بل إنَّ الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، والتي كانت تحتوي على كاميرات مراقبة دقيقة وأجهزة استشعار وحواجز متينة، كلها تعرضت للاختراق، وهذا سبب إمَّا دمار المنظومة أو توقفها لفترة ليست بالقصيرة، ولهذا هرب كل رجال الأمن من الحدود بعد أن تفاجأوا بقدوم أعداد كبيرة من الفلسطينيين من قطاع غزة.

إقرأ أيضاً: إدمان من نوع آخر

يجب على الجميع أن يدرك أن السواد الأعظم من خريجي شباب قطاع غزة هم من دارسي العلوم الهندسية، وهؤلاء هم من طوروا أسلحة جديدة نجحت نجاحاً باهراً في المعارك الطاحنة التي تجري، وعرفوا كيف يوقفون ويشلون أجهزة الرصد والمراقبة التي كانت تسند الجيش الإسرائيلي في تحركاته.