يبدو أن العالم آخذ في الغوص في مسار منحدرات تعج بمختلف أنواع خطر المجهول، وما تهديد الدب الروسي بالاستعداد لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية وغيرها كرد فعل على الدعم الكبير الذي تقدمه دول أوربا الغربية والولايات المتحدة الأميركية لكييف أوكرانيا إلا الدليل على مسار قد يشعل العالم في غفلة شعوب تعتقد أن الحريق لن يشمل الجميع، فإصرار روسيا على تركيع أوكرانيا ومن ثم بعث رسائل عديدة لمن يهمم الأمر، لاسيما الدول المنضوية للحلف الأطلسي بما فيها الولايات المتحدة وبصفة موازية دول غربية أخرى... ناهيك عن بداية تشكل تحالفات خفية وتبجح الكثير من الدول بأهمية امتلاك الأسلحة النووية واعتبار ذلك مكسباً مهماً للحفاظ على أمن شعوب بلدانها، كل ذلك يبرهن على عدم صدقية أنشودة الحد من انتشار الأسلحة النووية، والتي لن تلقى إقناعاً لدى جل ساسة دول العالم تقريباً، فما دام الأمن والسلم العالميين تربطهما دول من المفروض أن تزرع حالة الاطمئنان لدى شعوب تملك دولها أسلحة تقليدية بعيدة عن أسلحة الدمار الشامل بامتلاك أسلحة نووية وهيدروجينية وجرثومية، فهذا يعني شيئاً واحداً وكفى، اسمه مرحلة قد تأتي على الأخضر اليابس، بل ونهاية لعهد سمي ظلماً بعهد الإنسان.

وما العناد ومحاولة الزج بالعالم في فوهة بركان من خلال جبروت الكبرياء ورفض إنهاء الحرب الأوكرانية الروسية وتطبيق سياسة لي الذراع بهدف التركيع إلا الدليل على أن عبر التاريخ لا أحد يرغب في العودة إليها من جديد. هذا دون إغفال خطر الحرب غير المتكافئة على الشعب الفلسطيني عسكرياً وسياسياً وأخلاقياً، واتجاهها رويداً رويداً صوب صراع إقليمي واسع النطاق، دون نسيان ما يقع في أطراف كثيرة من هذا العالم بخصوص خبايا صراعات اقتصادية وعلمية وغيرها.

وبدون الخوض في تحليلات أسهب الكثير من صناع القرار والساسة والمفكرين في بسط أهدافها ومراميها، يبدو أن العالم حقاً يتجه صوب دمار شامل، دمار الدفع باستخدام أسلحة الدمار الشامل من قبل من يمتلكونها علنا وخفية على حد سواء.