شهدت قمة إيران الحرة العالمية 2024 مشاركة واسعة من شخصيات سياسية بارزة من مختلف أنحاء العالم، حيث قدموا رؤى عميقة حول الوضع في إيران ودور المجتمع الدولي في دعم نضال الشعب الإيراني.

عقدت المقاومة الإيرانیة في 29 تموز (يوليو) اجتماعها السنوي، الذي حظي بدعم من 4000 مشرع في 81 برلمانًا من 50 دولة، بما في ذلك أغلبية ممثلي 34 مجلسًا تشريعيًا و137 من قادة العالم السابقين و79 من الحائزين على جائزة نوبل و30 شخصية أميركية بارزة.

وقد أجمع المتحدثون على أن النظام الإيراني يمر بأضعف حالاته، مواجهاً أزمات داخلية وخارجية غير مسبوقة. وبرز في كلمات المشاركين تقدير خاص لدور المرأة الإيرانية في قيادة حركة التغيير، حيث وصفت البارونة أولوان النساء الإيرانيات بأنهن "رائدات التغيير". هذا الاعتراف يعكس الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في النضال من أجل الحرية والديمقراطية في إيران.

وحذر المتحدثون من خطورة سياسات النظام الإيراني وتهديداته للسلام والاستقرار الإقليمي والعالمي، مشيرين بشكل خاص إلى برنامجه النووي وتدخلاته في دول المنطقة. وقد دعوا إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد النظام، مؤكدين على ضرورة محاسبته على انتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب.

وقد حظيت السيدة مريم رجوي والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بإشادة واسعة من قبل المشاركين. فقد أثنى المتحدثون على خطة النقاط العشر التي قدمتها رجوي، معتبرين إياها خارطة طريق واقعية وشاملة نحو إيران حرة وديمقراطية. كما اعترفوا بمصداقية وقدرة المقاومة الإيرانية على قيادة عملية التغيير في إيران، داعين إلى الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديل ديمقراطي شرعي للنظام الحالي.

إقرأ أيضاً: انتفاضات شعبية مزدهرة ونهاية الفاشية الدينية

وفيما يتعلق بالشعب الإيراني، عبر المشاركون عن تضامنهم القوي مع نضاله، مؤكدين على حقه في تقرير مصيره والنضال من أجل الحرية والديمقراطية. وشددوا على ضرورة دعم المجتمع الدولي لتطلعات الشعب الإيراني واحترام إرادته في تحقيق التغيير.

أما بالنسبة إلى النظام الإيراني، فقد كانت نظرة المتحدثين حازمة ونقدية للغاية. فقد وصفوه بأنه المصدر الرئيسي للإرهاب والتطرف في المنطقة، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضده ومحاسبة قادته على جرائمهم ضد الشعب الإيراني. كما حذروا من خطورة سياساته وتهديداته للسلام والاستقرار العالميين.

إن الرسالة الرئيسية للمؤتمر كانت دعوة واضحة للمجتمع الدولي لاتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه النظام الإيراني، مع تقديم دعم قوي وملموس للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي.

إقرأ أيضاً: مسؤولون حكوميون في إيران ينتقدون هندسة الانتخابات وخبراء يحذرون خامنئي

وقد أكد المشاركون على أن التغيير في إيران حتمي، وأن دعم نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية هو واجب أخلاقي وضرورة استراتيجية للسلام والاستقرار العالميين.

إن هذا المؤتمر، بما حمله من رسائل قوية ودعم دولي واسع، يشكل تحدياً كبيراً للنظام الإيراني ويعزز موقف المعارضة. كما أنه يضع الضغط على الحكومات الغربية لإعادة النظر في سياساتها تجاه إيران وتبني مواقف أكثر دعماً لتطلعات الشعب الإيراني نحو الحرية والديمقراطية. ومع استمرار الاحتجاجات داخل إيران وتزايد الضغوط الدولية، يبدو أن النظام الإيراني يواجه تحديات غير مسبوقة قد تؤدي في النهاية إلى تغيير جذري في البلاد.