ادريس الخوري
على الرغم من أن أغلب أصدقاء تلك الطفولة الباكرة قد تفرقت بهم السبل، فيما بعد، لأن أغلبهم هاجر سواء إلى هولندا أو بلجيكا،& فإن إدريس بقي محتفظا بصورة بوجمعة ذلك الطفل ذي الأصول الصحراوية، الذي كان يقطن مع والدته وشقيقه الأصغر فَاتِح في دكان قريب من جامع يسميه أهل الحي بـ "جامع الحجر"، وبالضبط بالزقاق الخلفي لزنقة "واطو". بوجمعة هذا، الذي كان أطفال الحي يفضلون المناداة عليه ب ": العُرّْ "، وهو اللقب الذي كان يعني بلغة إدريس " الخْرِيزْمان أي المغفل. هذا اللقب الذي كان يطلق، في العادة، على البدوي المهاجر حديثا إلى المدينة.
وعلى الرغم من أن حي درب غلف كان يغلب عليه طابع البدونة، المهيمن على ساكنته، إلا أنه كان، في المقابل، أقرب إلى الحداثة، وذلك بحكم مجاورته لحي المعاريف قلب المدينة الأوربي. فحي المعاريف مثلا، كان في نظر إدريس الطفل، وأبناء الحومة من جيله، حيا أوربيا بامتياز، وذلك بالنظر إلى تلك الأعداد الهائلة من الجاليات الأوربية التي كانت مقيمة به. وعن هذا الحي، كتب، فيما بعد، بنبرة لا تخلو من إعجاب واضح وحسرة لم تخطئها لغته الصافية الطفولية، يقول : " لم يكن حي المعاريف أبدا حيا مغلقا ولا محروسا برجال شرطة مسلحين حتى نخاف، بل لم يكن مسورا أو يتطلب الحصول على ترخيص للعبور إليه ، كان حيا مفتوحا للجميع وبدون استثناء، لسكان الدرب أولا وسكان بعض الأحياء المجاورة لفضائه: بوسيجور، الوازيس، المدينة القديمة، أنفا والسييل. وكون المعاريف حيا أوروبيا مائة بالمائة، بعماراته وفيلاته الصغيرة ومتاجره ومقاهيه وكنيسته وسوقه ومدارسه، فقد كان هذا الإحساس النفسي يعطينا انطباعا بأننا لا "نصلح" له، ربما لأن شكلنا وملابسنا الرثة هما الحاجز النفسي الذي يشلنا، غير أن الأمر في الحقيقة ليس كذلك.
متسترين تحت جنح الظلام

لا دافع كان يدفعنا إلى "السفر" إلى المعاريف إلا روح المغامرة وحب الاستطلاع، فالكبار في دربنا يترددون عليه بكل حرية، لأنه مصدر رزقهم اليومي، فهم يشتغلون في مهن مختلفة مثل النجارة والحدادة والميكانيك وشراء الأثاث المستعمل وشحذ الأمواس القديمة وحراسة السيارات، بل منهم من يحترف بيع الجرائد الفرنسية مثل "لوبوتي ماروكان " و " لافيجي ماروكان ". وهناك من يتردد كل صباح على السوق المركزي ليحمل أقفاف الفرنسيات إلى سياراتهن أو إلى بيوتهن القريبة. لكن المعاريف هو أيضا متعة روحية بالنسبة إليهم لكثرة الحانات المتجاورة فوق رصيف واحد، على طول شارع "جان كورتان " العريض، هكذا يعودون إلى بيوتهم الضيقة في آخر الليل مثقلين بنشوة لا حدَّ لها ورؤوسهم مطنطنة توشك أن تنفجر، متسترين تحت جنح الظلام خشية أن يكتشفهم أحد الفقهة ".

إلا أن هذه الخصوصية، على الرغم من ذلك، لم تكن لتقنع أولئك الأطفال بأن المعاريف هو "المْدينة" الحقيقية بمعنى المركز الأوربي المتحضر. ذلك أن إشارة "المدينة " بهذا المعنى كانت تطلق على شارعي محمد الخامس والجيش الملكي وما جاورهما من أحياء بقلب مدينة الدار البيضاء الاستثنائي والنابض.

الذهاب الى السوليما وليس السينما
لذلك، يحكي إدريس عن تلك المرحلة متذكرا: " حين كنا نقرر أن نذهب إلى سينما "فيردان" مثلا، ويسألنا أحدهم إلى أين أنتم ذاهبون؟ كنا نجيبه بكل عفوية: نحن ذاهبون إلى السوليما (باللام) فْالمْدينة ". وقد كانت العادة أن يذهب صاحبنا، لوحده أو رفقة أبناء الحومة، كلما راقته رفقتهم، إلى إحدى السينيمات الشهيرة آنذاك، إما "فوكس" أو " أمبريال" أو " أمبير " أو "الرِّيُّو "، التي كانت تقع بساحة فيردان. وقد كانت المدينة الأوربية، آنذاك، هي المحور الأساسي لوجهة أطفال درب غلف والحي الحسني والحي المحمدي وكاريان سانطرال أو باشكو، وكذا باقي الأحياء الهامشية الأخرى، هروبا من نمطية وبؤس الحياة التي كانوا يحيونها.

إن فكرة الذهاب إلى إحدى السينمات المذكورة، كانت تشكل طقسا خاصا في حد ذاته بالنسبة لإدريس وأترابه، ذلك أن هذا الطقس كان يبدأ بركوب الحافلة رقم 7 الكهربائية آنذاك أو ما كان يسمى لدى العامة ب (طوبيس السلك)، هذه الحافلة التي كانت تربط بين حي المعاريف وساحة ماريشال، وتحديدا بنفس المكان الذي يوجد به اليوم فندق حياة ريجنسي ذي النجوم الخمسة، حيث كانت تلك الساحة، وقتها، عبارة عن سوق صفيحي شعبي جامِّيل (وهي طريقة إدريس الشهيرة التي يستعملها كلما أراد أن يعبر عن إعجابه الشديد بأي شيء ) يسمى " البْحَيْرة "، تباع فيه الملابس الأمريكية والأوربية المستعملة، كما كان هذا السوق يشتهر، إلى جانب ذلك، ب "حْلاقيه " الشعبية المتنوعة. فـ" النزول " إلى المدينة لمشاهدة فيلم سينمائي والانتقال بعد ذلك إلى جوطية البحيرة للاستمتاع بِحْلاقيها، التي كانت تأسر بتنوعها فضول المتحلقين، كل ذلك كان بالنسبة لأطفال تلك المرحلة، يعتبر بمثابة "ملحمة " بصرية نادرة قلما تتكرر أكثر من مرة في الشهر الواحد، إن لم نقل في أكثر من شهر.

بورديلات للجنود الاميركيين والاوروبيين
في هذا المعبر التاريخي المشوب بقلق اكتشاف الوجوه والأمكنة والعادات والفضاءات الجديدة المختلفة، ستتزوج فاطمة الأخت الكبرى لإدريس، لتنتقل للاستقرار بحي بالمدينة القديمة كان يسمى " بوسبير القديم "، والإسم في الأصل هو " بروس بيير "، والذي كان يضم بيوتا للدعارة أو " بورديلات " بلغة الأجانب، يقصده الجنود الأوربيون والأمريكيون، ممن كانوا يحلون بمدينة الدار البيضاء آنذاك، كمقاتلين عابرين في لحظة استراحة مؤقتة. والحقيقة أنه كان هناك مبغيان شهيران بمدينة الدار البيضاء، كما يتذكر ذلك صاحبنا: بورديل القديم بوسط المدينة القديمة وبورديل الجديد الذي كان تواجده بحي درب السلطان قرب درب البلدية، والذي قد يكون حكرا على زبنائه من المغاربة من ذوي الكبت المركب والعارم.

التعليم واستقلالية القرار
لذلك، فبانتقال فاطمة للاستقرار بحي بوسبير، استقدمت معها إدريس للإقامة عندها. هذا الحدث الطارئ جعل صاحبنا قريبا جدا من عوالم مركز المدينة، كما سمح له الابتعاد المؤقت عن حي درب غلف، وعن تلك الصداقات الأولى، من معرفة أشياء جديدة كان إدريس بحاجة إلى اكتشافها مباشرة ودون وسيط شفوي قد لا يفي وصفه بالمطلوب.
وبالعودة إلى الدراسة، سنجد أن صاحبنا، وبعد استنفاذه لكافة المراحل الدراسية ب"الجامع"، سيبدأ، على غرار باقي أترابه، بالتفكير جديا في إتمام تعليمه بإحدى المدارس الحكومية. ذلك أنه، وهو في سن التاسعة عشرة، بدأ يستقل باتخاذ قراراته الخاصة بمصيره ومستقبله، دونما أي تدخل من الآخرين. لذلك، وبعد استشارة مع سي محمد الأخ الأكبر، مادام هذا الأخير هو الذي سيتكفل بدفع مصاريف متابعة دراسته، سيتوجه في إحدى صباحات سنة 1958 إلى إدارة مدرسة مولاي الحسن، وهي المدرسة التي أسسها في أوائل الأربعينات السيد عبد الهادي الشرايبي وحملت إسمه، قبل أن يتحول إسمها بعد ذلك إلى مدرسة العلمي، هذه المدرسة التي كانت توجد قرب شركة التبغ بدرب مارتيني، والذي يعرف لدى عموم سكان الدار البيضاء، إلى اليوم، بدرب السلطان.

المدارس البورجوازية ترفض تسجيل هذا الغريب!
وكانت مدرسة مولاي الحسن آنذاك مدرسة للأعيان، من البورجوازية الفاسية (نسبة إلى مدينة فاس) التي استقرت بالمدينة، والتي كانت قد استوطنت بحي الأحباس، وخاصة بشارع فيكتور هيغو وما جاوره، حيث أصبحت الفيلات الفاخرة، التي كان يسكنها الفرنسيون، علامة على بورجوازيتنا المغربية الفتية التي تتشكل في عمومها من أهل فاس، ممن دعتهم ضروراتهم التجارية إلى الاستقرار بمدينة الدار البيضاء. الأمر الذي كان يعني أن أبناء هؤلاء التجار ورجال الأعمال، فقط، هم الذين كانوا يدرسون، أو بالأحرى، يقبلون بمدرسة مولاي الحسن. لذلك، حين قادت الأقدار الظالمة الشاب إدريس لتسجيل إسمه ضمن قائمة التلاميذ الجدد، تم رفض طلبه. وحين أراد معرفة سبب هذا الرفض الغامض، استفسرته إدارة المؤسسة عن إسمه العائلي وأصله وفصله، ولما تبين لها أن الماثل أمام لجنتها الآمرة الناهية مجرد " بروليتاري " معدم بالوراثة، قيل له إن المؤسسة لا تتوفر على أية مقاعد شاغرة، هذا، رغم أن إدريس كان متأكدا من أن مقعده كان مازال شاغرا وأقرب إلى اليد من حبل الوريد. هذا الأمر الذي يعلق عليه صاحبنا قائلا:"رفضت لمجرد أنني "عْروبي" من درب غلف فقط لا غير!".

ورغم وقوع هذا الحادث المحبط، لم يفقد إدريس الأمل في التسجيل بإحدى المدارس الحرة. وهكذا، توجه لحجز مقعده بمدرسة "الرشاد " الحرة، وكان صاحبها جزائريا، هذه المؤسسة التي كانت توجد، آنذاك، بحي درب السلطان، وبالضبط بإحدى الأزقة الفرعية لساحة السراغنة الشهيرة، حيث توجد سينما " الكواكب " وسيارات الأجرة الكبيرة وكذا مقهى "دمشق ".

ورغم أن إدريس كان يبلغ من السن ما يجعله، في نظر نظام سلك التعليم الحكومي، قد تجاوز المستوى الدراسي، الذي كان يود الالتحاق به، مقارنة مع زملائه في قسم المستوى الخامس، إلا أن نظام المدارس الحرة كانت له وجهة نظر مختلفة، ذلك أنه كان يفسح المجال أمام تلك الحالات التي تشبه حالة إدريس المادية والأسرية المعدمة، ممن قامت المدارس الحكومية برفضهم من الالتحاق بها أو تم طردهم من فصولها، أو كل أولئك الفاشلين والمشاغبين وما شابه، حيث كانت تلك العينة من المدارس تجمع خليطا من التلاميذ المتفاوتي السن في نفس الفصل وفي نفس المستوى الدراسي الواحد، دون أن يشكل ذلك الأمر أي حرج لأحد.

بعد ذلك، سيشتري صاحب "الرشاد" فيلا بحي لارميطاج، والتي قام بتحويلها إلى المقر الجديد لمؤسسته "الرشاد ". وكان حي لارميطاج، كما يتذكر ذلك ادريس، عبارة عن حديقة جمِّيلة وغناء، بها بحيرة يسبح فيها الإوز، وكانت كراسيها مصبوغة بطلاء أخضر، يقصدها المواطنون للترفيه والتسلية والنزهة.

والد الكاتب احمد المديني أعفاه من عشرة دراهم
كان الواجب الشهري، الذي تكلف الأخ الأكبر سي محمد بتأديته لإدارة مؤسسة الرشاد الحرة، هو عشرة دراهم. وقد صادف مرة أن أحد المسؤولين بإدارة المؤسسة وهو المرحوم مولاي علي، الذي ليس سوى والد الكاتب المغربي أحمد المديني، أن علم بالوضع المعدم لإدريس، فأعفاه من تأدية تلك الدراهم العشرة التي كان يدفعها للإدارة. ومن تم صار صاحبنا يصرف ذلك المبلغ في شراء الأدوات واللوازم المدرسية الملحة، وكذا مجلة "الآداب" البيروتية، التي كانت من بين المجلات الأساسية التي كان يداوم على اقتنائها الأدباء المغاربة. ومن تم بدأت علاقة إدريس بعالم الكتابة الأدبية والإبداع.

الحذاء الرياضي الممزق
وسيكون للسنوات الدراسية القليلة، التي قضاها إدريس تلميذا بمدرسة "الرشاد"، على الرغم من بعد المسافة الفاصلة بين حي درب غلف ودرب السلطان، وفيما بعد حي لارميطاج، والتي كان يقطعها، في الغالب، مشيا على الأقدام، سواء أكان الجو مشمسا أو ماطرا، بل كان أحيانا يمشي حافي القدمين، أي بنصف حذاء رياضي ممزق من جراء الأمطار، رغم كل ذلك، سيكون لتلك السنوات دور كبير ومؤثر في توجهه، سواء تعلق الأمر بمجال الكتابة والإبداع أو بخلق علاقات نوعية راسخة وموجهة، كان لها الأثر البين في رسم معالم الممشى الطويل، الذي كان ينتظر هذا القادم من ضراوة العيش وقساوة اليتم والاستقرار الأسري المشتت.

التأثر بجبران خليل جبران
وفي هذا السياق، يتذكر صاحبنا تلك العينة من المدرسين، الذين لم يكونوا يدخرون جهدا في إعطاء وتلقين كل ما لديهم من أفكار ومعلومات لتلامذتهم، حتى لو اقتضى الأمر تكريس ساعات إضافية مجانية للوصول إلى هذه الغاية النبيلة، حيث يتذكر صاحبنا هذا الأمر قائلا: "مع الأسف، لا أتذكر الإسم الكامل لمعلم كان لا يبخل علينا بالساعات الإضافية المجانية،& أذكر فقط أن إسمه الخاص كان هو خالد. هذا المعلم الذي كان أنيقا ووسيما بشكل لافت، ومن خلال دروسه الإضافية هذه، أصبحت متأثرا بشكل كبير بجبران خليل جبران.

أتذكر كذلك معلما يسمى المسعودي، وقد كان يعطف علي كثيرا، لأنني كنت أحمل له محفظته حتى البيت (مسكين)، وكان يقطن بدرب مارتيني قرب شركة التبغ، و كان يعيش مع والدته وشقيقه الذي يشتغل جمركيا وكذا زوج أمه. هذا المعلم الأنيق جدا، والذي يحرص كثيرا على اختيار ربطات عنقه الجميلة، كان يبدل معي مجهودا خاصا واستثنائيا ليعلمني مزيدا من الأشياء، كما كان لا يبخل علي ببعض النقود كلما أحس بضائقتي المادية وعوزي الكبير.

كنت تلميذا منعزلا بعض الشيء
ويجب أن تعلم بأنني كنت تلميذا منعزلا بعض الشيء عن باقي تلاميذ القسم، لم أكن مشاغبا أو "باسل "، بل على العكس من ذلك، كنت ميالا إلى الهدنة والقراءة. ولعل هذا الجانب هو ما جعل السي المسعودي يكلفني بأشياء كثيرة داخل القسم، مثل مراقبة التلاميذ في غيابه ونسخ بعض الدروس إلى غير ذلك من المهام. أتذكر كذلك أستاذا كان يدرسنا " الماتي ماتيك " عروبي فْطَحْ أُوخاطير فالحساب. وكذلك أستاذ آخر مراكشي إسمه مولاي علي، كان يدرسنا الشعر واللغة العربية، وهو خريج جامعة بن يوسف بمراكش. وكان حاصلا آنذاك على شهادة العالِمِية. وكان مولاي علي هذا بوهيميا يدخن سجائر " كازا سبور " السوداء الرديئة، ويحرص دائما على ارتداء ربطة العنق رغم أن قميصه كان دائم الاتساخ ( الكول كحل ). لقد كان بوهيميا بامتياز. غير أنه كان لا يبخل علينا، هو الآخر، بالدروس الإضافية، خاصة في الشعر العربي. وكانت أغلب القصائد التي يدرسها لنا ذات طابع جنسي. وكانت معنا تلميذات في نفس القسم. ولك أن تتصور هذا الجو!.
يجب حذف كلمة جاهلية من المناهج الدراسية
لذلك، أعتقد أن تمكني من اللغة العربية كان على يد مولاي علي، حيث تعرفنا خلال حصصه على طرفة ابن العبد وامرئ القيس وأبي نواس والشنفرى.. وعلى شعراء آخرين كبار، خاصة شعراء ما قبل الإسلام، الذين يسمونهم عادة ب " شعراء الجاهلية "، ولست أدري بالضبط معنى كلمة "جاهلية" في هذا السياق!، هل لمجرد أنهم كانوا غير مسلمين أم لأنهم فقط وجدوا قبل مجيء الإسلام اعتبروا جهلاء! شخصيا، لا يمكنني أن أصدق أو أفهم كيف بإمكان شخص جاهل أن يكون شاعرا!. في اعتقادي، يجب أن يحذف مثل هذا الكلام القيمي الفارغ من المقررات الدراسية ومن التلاوات وما إلى ذلك ". (يتبع)
&
حلقات يكتبها الشاعر المغربي عزيز أزغاي
&
&