هذا العنوان ليس مقصودا به إبهار أو إثارة أو تصيد القارئ لكننى إحترت فى تفسير ظاهرة استشرت فى فضائنا الاعلامى والثقافى، ظاهرة تعمد إيذاء الخصوم- خصوم الراى والفكر ndash;واصابتهم فى مقتل، أسعفتنى خلفيتى المهنية بهذا التعبير لشدة التشابه مع الحالة على الساحة حالة تبادل اطلاق المقذوفات بين الفرقاء أو الخصوم وهو تراشق من المفترض أن يكون فقط بالافكار ووجهات النظر ومفرداته لا تزيد عن كلمات وحروف ومهما كانت درجة سخونة القضايا وشدة اختلاف وجهات النظر فيها فالمفروض أنها لاتفسد للود قضية، لكننا سوف نرى كيف تخرج الكلمات دامية لولبية تخترق الصدور وتستقر في مقتل.


نعود إلى العنوان وأظن أن كثيرين ممن إنخرطوا فى السلك العسكرى أو الشرطى أو العدلي في أي من درجاته يعرفون هذا التعبير وهو ببساطة الجزء الامامى من أى سلاح خفيف وهو الماسورة التى تنطلق منها الطلقة المعدنية مندفعة تحت ضغط الغاز، أما تعبير أن السلاح مششخن فمعناه أن هذه الماسورة بها مجرى داخلى لولبى يجعل مسار الطلقة بعد خروجها من فوهة الماسورة مسارا لولبيا مما يحدث اصابة ليست مجرد إختراق ولكن إختراق لولبى يخلف تهتكات قاتلة يصعب علاجها،وفى توصيف اتهامات القتل بالاسلحة النارية يجب أن يوصّف السلاح بعبارة ( ذا ماسورة مششخنة ) أو( غير مششخنة) حتى يمكن الاستدلال على نية المتهم فى درجة الايذاء المقصودة وبالتالي تكييف التهمة وتقرير العقاب.


ذاك أيها السادة ما يندفع الان من أفواه وفوهات كثيرة طلقات لولبية داميه تحدث جروحا وتهتكات فى القلوب يصعب مداواتها بالوسائل التقليدية طلقات مع سبق الاصرار والترصد يختبئ أصحابها خلف سواتر الكذب والمخاتلة والحقد والبغضاء ويطلقون الزخات تلو الزخات من الطلقات ذات المسار اللولبى لتصفية حسابات وإرضاء شهوات،شهوات التشفى والانتقام،طلقات لولبية تشيع الكراهية بين الناس أفرادا وأعراقا وشعوبا وثقافات،طلقات توسع هوة الفرز والتمييز والإقصاء على خلفية الدين واللون والعرق والطائفة والزي والاسم و و و، طلقات من موتورين مرات يتستروا بالدين ومرات بالشعوبية ومرات بالسياسة وذلك لزيادة لولبة طلقاتهم بغرض توسيع وتعميق الجروح و الحقيقة أنهم خلف ساتر واحد وهو المطامع والمصالح الشخصية وبريق السلطة والتحالف مع قوى الشر وليذهب الوطن الى الجحيم الوطن الذى تحول فيه جيران الامس الى أعداء اليوم وتحولت فيه المبارزة بالكلمات الى قتال بالسيوف الوطن الذي أتسعت جروحة المتهتكة وتقيحت وأصبحت مستعصية على الالتئام.