واشنطن تدعو إلى منح بنازير بوتو حرية التحرك

قتلى بإنفجار في منزل وزير باكستاني

إسلام أباد:
اعلن ناطق باسم الحكومة الباكستانية لوكالة فرانس برس ان الاقامة الجبرية التي فرضت الجمعة على رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في منزلها في اسلام اباد سترفع هذا المساء.
وصرح مساعد وزير الاعلام طارق عظيم quot;انه امر موقت بالاقامة الجبرية لمنعها من تعريض نفسها لمخاطر كبيرة باعتداءات انتحارية وسيرفع هذا المساء، في الساعات القادمةquot;.
هذا و لجأت الشرطة الباكستانية الجمعة، إلى القنابل المسيلة للدموع والهراوات في محاولاتها لتفريق تظاهرة حاشدة للمعارضة الباكستانية، حيث نزل أنصارها إلى شوارع أكثر من مدينة في البلاد في تحد لسياسات الرئيس برويز مشرف وفرض حالة الطوارئ في البلاد.
وأكدت مصادر في الشرطة الباكستانية لشبكة CNN وقوع هذه المواجهات في إقليم البنجاب وفي شمال غرب البلاد.
فيما أظهرت مشاهد الفيديو في مدينة quot;روالبنديquot; قرب العاصمة إسلام أباد- حيث احتشد أنصار زعيمة حزب الشعب ورئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو للتظاهر- إطلاق الشرطة أعيرة نارية تحذيرية في سماء المدينة، كما أطلقت قنابل مسيلة للدموع، وفق ما أكدته مصادر.
وتتسارع هذه التطورات لقمع المعارضة الباكستانية مع نصب الشرطة الباكستانية حواجز الأسمنت والأسلاك الشائكة، حول مقر إقامة زعيمة حزب الشعب بوتو، لمنعها من الخروج من منزلها، في العاصمة إسلام أباد الجمعة، للمشاركة في تظاهرة لأنصارها في مدينة quot;روالبنديquot; المجاورة، احتجاجا على سياسات الرئيس برويز مشرّف.
نافية تقارير فرض الإقامة الجبرية عليها، قالت بوتو إنها لم تمنع بالقوة من مغادرة مقرها، إلا أن حواجز الاسمنت التي تزنر منزلها من كل الجوانب، والمعززة بـ3000 عنصر من الشرطة، صعبت مسألة خروجها.
وقالت بوتو خلال الاتصال quot;هناك حواجز وأسلاك شائكة..لا تتوقع الشرطة منا تحدي هذه الحواجز.. إنهم يراقبوننا فيما يزيلون (أنصارها من حزب الشعب) الأسلاك الشائكة بأيديهم العارية.quot;
وكانت الشرطة الباكستانية وفي محاولة لإجهاض التظاهرة التي دعت لها بوتو، قامت فجر الجمعة بتطويق منزلها في إسلام أباد، وإغلاق الطرق المؤدية إليها، وأوضحت المصادر أن الشرطة لم تفرض بعد رسميا على بوتو الإقامة الجبرية، إلا أنه ووفق ما تناقلته وسائل الإعلام المحلية في البلاد، فإنها حرمت الجمعة من الزوار، كما منعت من مغادرة مقر إقامتها.
وكانت وكالات الأنباء قد نقلت أن بوتو، وُضعت تحت الإقامة الجبرية.
كذلك تعرض الآلاف من أنصار بوتو لعمليات اعتقال من قبل الشرطة الباكستانية لمنعهم من التوجه للمشاركة بالتظاهرة، وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس.
بموازاة هذه التطورات، قتل أربعة أشخاص وجرح عدد آخر الجمعة، في انفجار استهدف وزيرا فيدراليا باكستانيا، في مدينة quot;بيشاورquot; في شمال غرب البلاد.
وقالت الشرطة الباكستانية إن هذا التفجير هو أول حادث دموي يعقب حالة الطوارئ في البلاد.
والجمعة أيضا قطعت السلطات الباكستانية إرسال كل من شبكة CNN وهيئة الإذاعة البريطانية الـBBC في البلاد، وللمرة الثانية في غضون أسبوع كجزء من حملتها في التعتيم على ما يجري في البلاد، وفق ما نقله مراسل CNN في إسلام أباد.
الجدير بالذكر أن مشرف كان قد استبق أي تحرك شعبي الجمعة ضد حالة الطوارئ التي أعلنها في البلاد، بالتعهد الخميس بإجراء الانتخابات التشريعية قبل 15 فبراير/شباط المقبل، والتنحي من منصبه كقائد للجيش، في وقت كشف فيه شودري حسين، رئيس حزب الرابطة الإسلامية الذي ينتمي إليه الرئيس الباكستاني، أن حالة الطوارئ المفروضة حالياً في البلاد ستستمر لشهر على أقل تقدير.
غير أن المعارضة الباكستانية الخميس أعربت عن عدم ثقتها بتعهد مشرّف الذي أطلقه حول موعد الانتخابات.
وأعربت رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو عن قلقها حيال تعهد مشرف، واصفة إياه quot;بالضبابيquot; وطالبته بتحديد موعد محدد.
وقالت في مؤتمر صحافي quot;نريد موعدا محددا وبرنامجا زمنيا واضحا للعملية الانتخابية، وموعدا محددا لاستقالته من رئاسة الجيش.quot;
وكان المتحدث باسم بوتو وحيد حسن قد أكد من العاصمة البريطانية لندن، الخميس أن السلطات قطعت المياه والكهرباء عن منطقة التجمع التي ستشهد تظاهرة المعارضة الباكستانية، كما تم وضع سواتر وحواجز لمنع دخول المتظاهرين للمنطقة.
وقال زعيم المعارضة الباكستانية عمران خان لشبكة CNN إن رفع حالة الطوارئ أمر غير كافٍ مطالبا بإعادة العمل بالنظام القضائي وإعادة القضاة المعتقلين إلى مناصبهم في المحكمة العليا في البلاد.
وقال خان الذي يقيم في مكان مجهول في البلاد بعد فراره من الإقامة الجبرية التي فرضت عليه في بداية هذا الأسبوع quot;سنقاومه (لمشرف) طالما كبير القضاة ليس في منصبه.quot;
وكان كبير قضاة المحكمة العليا المُقال، افتخار شودري، والموضوع تحت الإقامة الجبرية، قد دعا الثلاثاء الباكستانيين إلى الاتحاد مع المحامين للانتفاض ضد إجراءات مشرّف.
ودعا شودري في اتصال هاتفي، ما لبث أن قُطع، إلى النزول للشارع مهما كانت التضحيات.