الخرطوم: قال صحفيون إن سلطات الامن السودانية منعت صدور ثلاث صحف مستقلة يوم الثلاثاء في اطار تكثيف حملة رقابة يقول منتقدون انها تخالف دستور البلاد. وبينما تعد اجهزة الاذاعة والتلفزيون الحكومية خاضعة لرقابة الدولة فان الصحف ذات الملكية الخاصة تعد حرة نسبيا. وخفف السودان الرقابة على الصحافة بعد وضع دستور في نهاية الحرب الاهلية التي دامت عقدين بين الشمال والجنوب في عام 2005 يضمن حرية الصحافة.

غير ان الرقابة المتفرقة للصحف اليومية يتم فرضها في الاوقات التي تعد حساسة سياسيا. وقال مرتضي الغالي رئيس تحرير صحيفة فريدوم بيلت ان مسؤولين امنيين ابلغوا المطابع في الساعة 23:15 بتوقيت جرينتش الا تطبع الصحيفة. وقال صحفيون ان مسؤولين امنيين كانوا يزورون الصحف في الليل ليأخذوا ما يعتقدون انها مواد حساسة ولكن هذا الاسبوع ابلغوهم ان عليهم احضار نسخ الى مكاتب الامن قبل البدء في الطباعة.

وقال الغالي ان الصحفيين رفضوا وقالوا لهم انهم لايمكن ان ياخذوا صحفهم الى هناك ويعودوا بها ثانية وان يعملوا على هذا النحو. وقال الغالي وصحفيون اخرون انه بسبب ذلك منعت صحيفة فريدوم بيلت والايام المستقلة ورأي الشعب كلها من الصدور يوم الثلاثاء.

وقال الغالي ان صحفا اخرى لم تأخذ نسخا الى مكاتب الامن سمح لها بالطباعة يوم الثلاثاء. ولم يتسن الاتصال بالمسؤولين الامنيين في الحال للتعلق. وفريدوم بيلت مملوكة جزئيا لاعضاء من الحركة الشعبية لتحرير السودان المتمردة التي وقعت اتفاق سلام في عام 2005 مع حزب المؤتمر الوطني المهيمن على الشمال. ويؤكد ميثاقها استقلال الصحيفة.

غير ان الطريق للسلام يعد صعبا وخلق حالة من انعدام الثقة بين الشركاء وصل الى ذروته بانسحاب الحركة الشعبية لتحرير السودان من الحكومة الائتلافية في العام الماضي احتجاجا على ما تقول انها شراكة غير متساوية. واودت الحرب بين الشمال والجنوب بحياة مليوني شخص كما ادت الى نزوح اربعة ملايين من ديارهم.