نبيل شرف الدين من القاهرة: أصدر اليوم السبت مكتب "رصد ومكافحة تجارة البشر" التابع لوزارة الخارجية الأميركية، "دليل إرشادات" وصفته بأنه "بيان حقائق" حيث يتضمن عدداً من الإرشادات التي من شأنها أن تساعد في التعرف على ضحايا آفة الاتجار في البشر، والرق في صوره المعاصرة، وهي الظاهرة التي أمست منتشرة بصور متنوعة وأحياناً تكون مبتكرة في بقاع عديدة من العالم.

ومراراً حذر كبار خبراء مكافحة الجريمة في العالم من تصاعد كبير في الاتجار في النساء والاطفال وعمال السخرة، وقالوا ان هذه المجالات أصبحت الآن أسرع انشطة الجريمة المنظمة نموا، كما نبه هؤلاء الخبراء إلى أن خطرا شديدا يشهده العالم يتجسد في عبودية حديثة تأخذ شكل بيع نساء واطفال لممارسة الدعارة في العالم المتقدم، او يائسين يقضون نحبهم اثناء محاولة الهروب الى دول غربية من اجل حياة أفضل.

ودليل الإرشادات الأميركي المشار إليه موجه بالأساس إلى مسؤولي الأمن والقائمين على تنفيذ القانون، وعمال الخدمات العامة، والجمهور العام وهو يشير ما على المرء ان يقوم به لدى تعرفه على احدى ضحايا تجارة البشر، وفي ما يلي نص دليل الإرشادات كما وزعته الخارجية الأميركية عبر سفاراتها في العالم، مشتملاً على عدد من المظاهر والسمات التي يتصف بها الذين يتعرضون لممارسات الاسترقاق، وماذا ينبغي على المرء عمله في حال توافرت شكوك قوية، في صورة أسئلة محددة وإجابات مختصرة على النحو التالي تفصيله :

كيف يمكنني ان أتعرّف على ضحايا تجارة البشر؟
لأن تجارة البشر تعتبر جريمة "سريّة" في العادة، قد يكون من العسير لمسؤولي الأمن وتنفيذ القوانين، والجمهور، او مؤسسات الخدمات العامة، ان تتعرف في الحال على ضحية من ضحايا تجارة البشر او اكتشاف سيناريو مثل هذه التجارة، وقد كانت هناك حالات لضحايا تمكنوا من الفرار وإبلاغ الشرطة عن الوضع. الا ان كثيرين لا يقدرون على ترك مواقع اعمالهم بدون من يرافقهم، وهم ليسوا احرارا بالاتصال بالعائلة أو الأصدقاء او افراد الجمهور وبالطبع بالسلطات العامة.

وهناك العديد من العوامل التي يمكن ان ترشد الجمهور العام، ومسؤولي الأمن او مؤسسات الخدمات على ان سيناريو تجارة بشر يكون عادة "دائرة محلية مغلقة" يصعب اختراقها، لكن يمكن اكتشافها والتعرف على ملامحها العامة.

تجارة الجنس:
ان ضحايا تجارة الجنس كثيرا ما يعثر عليهم في الشوارع او يعملون في مؤسسات تعرض خدمات الجنس التجاري مثل بيوت الدعارة ونوادي العراة، والمؤسسات التجارية التي تنتج صوراً إباحية، ومثل هذه المؤسسات قد تعمل تحت غطاء الأنشطة المشروعة التالية:
ـ صالونات التدليك
ـ خدمات المرافقة
ـ مكتبات الكتب الاباحية
ـ ستوديوهات عرض الأزياء
ـ الحانات ونوادي العراة.

تجارة العمال
ان الأشخاص الذين يرغمون على العمل كمستخدمين مستعبدين يمكن العثور عليهم في:
ـ أماكن العمل تحت ظروف قاسية؛
المؤسسات الزراعية التجارية مثل الحقول ومعامل تصنيع الأغذية ومعامل التعليب؛
ـ المنازل التي يعمل فيه الخدم المنزلي؛
ـ مواقع الانشاءات (لا سيما تلك التي يتعذر على الجمهور دخولها او الوصول اليها)؛
ـ المطاعم ومستخدمو التنظيف

كيف يقع الناس فريسة لتجارة الجنس او التجارة بالعمال؟
لا يوجد هناك من يطلب ان يصبح عبداً، وتجار العمل كثيرا ما يجندون ضحاياهم بواسطة إعلانات زائفة تعد بوظائف مشروعة كمضيفين او خدم او عمال في الصناعات الزراعية، ويأتي ضحايا هذه التجارة بجميع اشكالهم من اماكن ريفية وحضرية ومن ضواحي المدن على حد سواء.

سمات مميزة
هناك علامات دالّة حينما توظف مؤسسات تجارية اشخاصا عنوة. ومن المؤشرات المنظورة ما يلي:
ـ تدابير أمنية مشددة في المؤسسة التجارية ومن ضمنها نوافذ ذات حواجز، وابواب موصدة ومواقع معزولة واستطلاع الكتروني. ولا تشاهد النساء وهن يغادرن المكان بدون مرافقين.
ـ يقيم ضحايا هذه التجارة في نفس المباني، مثل بيوت الدعارة ومواقع العمل، او ينقلون بالعربات من مواقع الاقامة والعمل بواسطة حرس.
ـ في تجارة العمال، كثيرا ما يمنع الضحايا من مغادرة مكان العمل الذي قد يبدو وكأنه مجمّع محروس من الخارج.
ـ يبقى الضحايا قيد الاستطلاع حينما ينقلون إلى المستشفيات أو مكاتب الأطباء او المستوصفات للعلاج. وقد يعمل صاحب هذه التجارة كمترجم.
ـ هناك حركة ناس مكثفة على الأقدام في دور الدعارة التي تستخدم النساء، حيث يتدفق الرجال من هذه الدور واليها.
ـ يحافظ على ضحايا هذه التجارة في العبودية بواسطة خليط من الخوف والترهيب وسوء المعاملة وضوابط نفسية صارمة.
ـ في حين تكون لكل ضحية تجربة مختلفة فانهم يتشاطرون قواسم مشتركة تشير الى انهم في حالة استخدام مستعبد.
ـ يعيش ضحايا هذه التجارة حياة تتسم باساءة المعاملة، وطمس حقوقهم الانسانية الأساسية، والسيطرة عليهم من قبل صاحب التجارة.

ويشير الدليل الأميركي إلى أن المؤشرات التالية، بحد ذاتها، قد لا تكون كافية للوفاء بالمعايير القانونية لتجارة البشر لكنها تدل على ما إذا كان أحد يتحكم بالضحية، وبالتالي يصبح من الضروري تقصي الوضع.

ما هي صورة ضحية التجارة؟
غالبية ضحايا هذه التجارة لا يقدمون طوعا وآنيا معلومات عن وضعهم بسبب الخوف من اساءة المعاملة التي قاسوا منها على ايدي المتاجرين بهم.
ـ قد يكونون مترددين على التقدم بمعلومات بسبب اليأس والاحباط وشعور بأنه لا توجد إمكانيات حيوية للهروب من وضعهم.
ـ حتى لو مورست عليهم ضغوط، قد لا يعمدون الى تعريف انفسهم على انهم اشخاص مستعبدون خوفا من الثأر ضدهم وضد افراد عائلاتهم. الا ان ثمة مؤشرات التي كثيرا ما تدل على حالة الشخص في ظروف استعباد، ومنها:

السمات الصحية للشخص المتاجر به:
ـ قد يعامل هؤلاء الأشخاص كممتلكات يجوز التصرف يها بدون ايلاء الكثير من الاهتمام لصحتهم العقلية او الجسدية. وعليه، فان بعضا من المشاكل الصحية التي قد تكون بائنة في الضحية ما يلي:
ـ سوء التغذية، والجفاف والنظافة الشخصية المتردية
ـ الأمراض التي تنتقل عدواها جنسيا
ـ علامات على الاغتصاب او اساءة المعاملة الجنسية
ـ الرضوض والكسور في العظام وغير ذلك من علامات على مشاكل طبية غيرمشفية
ـ أمراض خطرة او حرجة ومنها السكري والسرطان والقلب
ـ الضغوط التي تعقب الاصابات او الامراض النفسية

العلامات التي تشير الى ان الشخص المحتجز مستعبد:
وإضافة الى بعض المؤشرات الجسدية او العقلية الجلية على التجارة بالبشر هناك علامات أخرى تشير الى ان الفرد يتحكم به من قبل شخص آخر.
ويجب تنبيه الشرطة وعمال الغوث الذين يلاحظون ايا من التالي:
ـ الشخص لا يحمل بطاقة هويته او وثيقة سفره.
ـ يعاني كضحية لكلام ناب او اساءة معاملة نفسية ترمي الى ترهيب والحط وارهاب الفرد
ـ يكون هناك متاجر او قواد يتحكمون بجميع الأموال ويكون لدى الضحية قدر قليل من المال او بتاتا.
ـ يكون في حالة من الهيجان لا سيما إذا كان المترجم (الذي قد يكون صاحب التجارة) موجودا خلال المواجهة.

وهناك اشارة اخرى الى جانب اي من الاشارات اعلاه على ان الشخص قد يكون محتجزا رغما عنه إذا كان الفرد اجنبيا او لا يستطيع الكلام بلة البلد الذي يقيم أو يعمل فيه.
وفي حين لا توجد صيغة معينة لتقرير مإذا كان هذا الشخص متاجرا به من عدمه/ فان سلسلة الأسئلة التالية يمكن ان توفر ارشادات لتقرير ما إذا كانت هناك عناصر تجارة موجودة في وضع معين:
ـ هل الشخص حر بأن يغادر موقع العمل؟
ـ هل اسيئت معاملة الشخص جسديا او جنسيا او نفسيا؟
ـ هل لدى هذا الشخص جواز سفر او بطاقة هوية صالحة وهل يحمل مثل هذه الوثائق؟
ـ ما هي ظروف العمل والأجور التي تدفع له؟
ـ هل يقيم هذا الشخص في المنزل او بالقرب من مكان العمل او فيه؟
ـ كيف وصل هذا الفرد الى وجهته النهائية إذا كان المشتبه به مواطنا أجنبيا؟
ـ هل وجهت تهديدات الى هذا الفرد او افراد عائلته؟
ـ هل يخشى الفرد من ان شيئا ما قد يحدث له او لفرد في عائلته إذا غادر مكان العمل؟
وبامكان اي شخص ان يبلّغ عن حالات تجارة مشتبهة وإذا كانت الضحية دون سن الـ18 فان المهنيين الأميركين العاملين في مجالات تنفيذ القوانين والرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية والتربية ملزمون بالابلاغ عن مثل هذه الحالات.
ومن خلال مجهود يشمل كامل المجتمع وعلى مستوى القاعدة ومن خلال حملة توعية جماهيرية صار بامكان مهنيين في الخط الامامي ان يتعرفوا على ضحايا التجارة وان يعاملوا هذه الضحية كذلك.

كيفية الابلاغ عن حالة تجارة بشر مشتبهة؟
إذا كنت تشتبه بأن شخصا ما هو ضحية هذه التجارة، هناك عدد من الطرق للابلاغ عن حالة مشتبهة ومساعدة الفرد على تلقي الرعاية المناسبة والارشاد.

في الولايات المتحدة:
ـ اتصل برقم الهاتف المجاني للخدمات الصحية والانسانية وهو 888-3737-888 على مدار الساعة. وهذا الخط الساخن سيساعدك على تقرير ما إذا قابلت ضحايا تجارة البشر وعلى تحديد المصادر المحلية المتاحة في مجتمعك لمساعدة الضحايا وسيساعدك على التنسيق مع منظمات محلية للخدمة الاجتماعية.
ـ اتصل بمكتب منسق الضحايا والشهود التابع لمكتب المدعي العام في الولاية.
ـ اتصل بمكتب التحقيقات الفدرالي المحلي.
ـ يمكن الاطلاع على بيانات اضافية حول الابلاغ عن حالات مشتبهة داخل الولايات المتحدة على العنوان التالي:
http://www.usdoj.gov/trafficking

في بلدان غير الولايات المتحدة:
-اتصل بالخط الساخن المحلي او الوطني الخاص بتجارة البشر ـ إن وجد.
ـ إذا كانت الضحية المشتبه بها اجنبيا، اتصل بسفارته.
ـ إذا كانت اجهزة تنفيذ القوانين المحلية يعتمد عليها اتصل بالشرطة المحلية.

الطريق الى التعافي:
ان ضحايا هذه التجارة يمرون في مصاعب شخصية مطولة قد تشمل عزلهم عن اعضاء عائلاتهم وقطع روابطهم بمجتمعهم المحلين بعد ان يكونوا قد عانوا من الاساءة مشاكل طبية على مدى شهور، او بعد سنوات في العبودية. والطريق الى التعافي تكون قاسية على العموم وتقتضي رعاية هائلة ما بعد التجربة وعلى مستويات متعددة.
وحال التعرف على الضحية فان الشخص المتاجر به قد يتطلب بعضا من هذه الخدمات، أو جميعها:
ـ الترجمة
ـ السكن والطعام واللباس
ـ الرعاية الطبية
ـ المساعدة القانونية
ـ التدريب على اجادة اللغة
ـ التدريب المهني او التعليم
ـ الإرشاد

ومع استمرارا العبودية المعاصرة فان السبيل الأمثل لمكافحة هذه الممارسة الكريهة هي جميع افضل خدمات من جانب الشرطة ومقدمي الخدمات والمهنيين الطبيين والمشرعين والجمهور العام.