بغداد، القاهرة: اكد رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي على ضرورة وضع حلول للتوترات والعناصر السلبية التي تشوب العلاقات بين العراق وايران. وقال علاوي الذي كان يتحدث في برنامج "انت والمسؤول" بثه التلفزيون العراقي الحكومي "العراقية" مساء امس ان الحكومة العراقية ستواجه وبقوة العمليات التي مازال جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر يقوم بها في سائر مدن العراق بعد اخلاء النجف والكوفة جنوب بغداد، مشيرا الى ان تحقيقا يجري حاليا بشأن الجثث التي عثرت عليها الشرطة العراقية في المحكمة الشرعية التابعة لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر في النجف جنوب بغداد.
من جانبه، دعا حاجم الحسنى وزير الصناعة والمعادن العراقى الى ضرورة اعادة تكوين الجيش الوطنى، مؤكد ان العراق لا يمكن ان تقوم له قائمة دون اعادة تكوين جيشه الوطنى، مشددا على ان القوات المتعددة الجنسيات لايمكنها ان تنهض بمسؤولية حفظ الامن فى العراق.
على الصعيد الأمني، طال عمل تخريبي فجر اليوم انبوب نفط في جنوب العراق، على مسافة بضع كيلومترات من موقع تعرض ثمانية انابيب للتخريب الاربعاء، حسب ما افاد موظفون من شركة نفط الجنوب، بينما كانوا يحاولون اخماد النار.
ضرورة وضع حلول للتوترات في العلاقة بين العراق وايران
وقال علاوي ان "هنالك عناصر سلبية وتوترات في العلاقات العراقية الايرانية هي ليست لمصلحة العراق وليست لمصلحة ايران والنتيجة يجب ان تشترك الحكومتان في وضع حلول حقيقية وواقعية لها". واضاف "(علينا) البدء ببناء علاقات واضحة وصريحة تقوم على عدم التدخل في الخصوصيات والشؤون الداخلية لكلا البلدين". وتابع "نحن حريصون على ان يذهب (نائب رئيس الوزراء)الاخ برهم (صالح) مع مجموعة من الوزراء الى ايران لكي يضعوا الحقائق امام اشقائنا في القيادة الايرانية ويوضحوا بالارقام بعض الملابسات التي حصلت لكي تبدأ علاقات تقوم على الاخوة والمحبة".
واوضح علاوي ان (صالح) "يحمل ملفات كثيرة لااعرف ان كانت ساخنة او غير ساخنة تتعلق بالعلاقات الاخوية بين البلدين".
واعرب عن أمله ان "تكون الزيارة ناجحة ونحن حريصون على انجاحها". وقال "نريد فعلا بناء علاقات اخوية ولا نعتقد ان هناك اشكالات بين الشعبين او الحكومتين فأيران سبق وان استضافت الكثير من الذين ناضلوا ضد النظام السابق من قوى سياسية عراقية كانت في ايران واستمرت لحين تحررنا من نظام صدام حسين، هذه ستبقى في الذاكرة".
وحول عمليات التسلل التي تحدث من بلدان الجوار وخصوصا ايران ، قال علاوي "نحن لا نعتقد ان هذه العمليات تحدث بعلم وبموافقة وبمباركة هذه الدول". واضاف ان "هناك جيوب كثيرة وعناصر ارهابية كثيرة تنتقل وتصل حتى الى اوروبا"، مشيرا الى ان "التهريب (التسلل) عمليات معتادة في مناطقنا وللاسف الحدود العراقية وعمقها يستباح بسبب ما ارتكب من اخطاء من سلطات التحالف بعد الحرب وهي بالطبع اخطاء كبيرة".
وكانت وزارة الخارجية الايرانية اعلنت امس السبت في بيان اوردته وكالة الانباء الايرانية ان نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح سيصل الاحد الى ايران. وقالت الوكالة ان صالح الذي يرافقه خصوصا وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب، سيجري محادثات مع وزير الخارجية الايراني كمال خرازي.
وكانت الوكالة ذكرت ان زيارة برهم صالح تهدف الى الاعداد لزيارة رئيس الحكومة العراقية الموقتة اياد علاوي. ويسعى دبلوماسيو البلدين الى تهدئة التشنج في العلاقات في الاسابيع الاخيرة. وقام نائب الرئيس العراقي ابراهيم الجعفري بزيارة الى طهران الثلاثاء. وترى طهران في تشكيل حكومة موقتة في حزيران/يونيو "خطوة ايجابية". لكنها انتظرت حتى آب/اغسطس الجاري لتوجه دعوة الى علاوي لزيارتها.
الحكومة ستواجه بقوة عمليات جيش المهدي
في إطار استمرار جيش المههدي بشن المعارك في بعض المناطق العراقية سواء في البصرة أو العمارة او بعض انحاء بغداد، قال علاوي ان "هذا شيء محزن ومؤسف وسنواجهه بقوة". وتابع "كلنا رأينا رسالة مقتدى وهو يدعو جيش المهدي الى القاء السلاح وان يتركوا مظاهر التسلح وهذا شيء مفرح لكن يبدو ان هناك جهات في جيش المهدي مازالت مصرة ومصممة على الاستمرار في التطاول على الوضع في العراق في مناطق اخرى غير النجف".
واوضح علاوي ان "هناك في اعتقادي من يعصي اوامر مقتدى الصدر في التنظيمات المسلحة التي تطلق على نفسها اسم جيش المهدي". ورأى ان "هذه العمليات التي تجري في مناطق متعددة من العراق مخالفة لرأي المرجعية ومخالفة لرأي الحكومة ومخالفة لرأي المؤتمر الوطني العراقي وستتصدى الحكومة لهذا الموضوع وبقوة ان شاء الله". وقال "نأمل ان يلقي جيش المهدي السلاح في كل انحاء العراق وان لايقفوا موقفا معاديا للسلام والاستقرار في العراق".
وقال ان "الحكومة سوف لن تسمح بأي وجود مسلح خارج النجف واطار الدولة العراقية سواء كان هذا الوجود من تنظيمات القاعدة او تنظيمات الزرقاوي او بن لادن او ما يطلق عليه بجيش المهدي". واكد رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي ان "تسليم الاسلحة مسألة مطلوبة واساسية ومهمة ولن يكون هناك تراجع عن هذا الامر".
واشار الى انه "لا تزال بعض الاصوات تخرج من هنا وهناك تدعي بأن جيش المهدي يجب ان يبقى ويستمر ولن يلقي السلاح وهذا لن نسمح به وسنتعامل مع هذه المسألة ضمن القانون". وقال "حقيقة انا لاافهم ماذا يريد جيش المهدي ولا مكتب الشهيد الصدر؟ ماذا يريدون تحديدا؟ ماهو البرنامج السياسي لهم؟". وتابع "عندما يكون الهدف غير معلن وغير واضح وغير محدد فهناك استنتاج واحد منطقي وهو ان هذه الفئات تريد الحاق الضرر بالعراق وتريد ايقاع ابلغ الاثر بالبنية العراقية وهذا لن يسمح به اي عراقي سواء كان في الدولة او خارجها".
ومبادرة السلام التي عرضها اية الله العظمى علي السيستاني تنص خصوصا على "نزع السلاح من مدينتي النجف والكوفة ورحيل كل العناصر المسلحة من هاتين المدينتين وعدم العودة اليهما نهائيا ورحيل القوات المتعددة الجنسيات من المدينتين". واخلى مسلحو جيش المهدي المدينيتين لكنهم لم يسلموا اسلحتهم كما لم يعلن حل الميليشيا كما كانت تطالب الحكومة العراقية الموقتة.
تحقيق حول الجثث التي عثر عليها في محكمة الصدر
أما على صعيد الجثث التي عثرت عليها الشرطة العراقية وعناصر من قوات الحرس الوطني العراقي في قبو المحكمة الشرعية التابعة للزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر وسط النجف بعد اخلاء ميليشيات الصدر للمنطقة بموجب اتفاق مع اية الله العظمى علي السيستاني لانهاء المعارك في المدينة، قال علاوي "ان الحكومة العراقية لن تقف متفرجة ابدا ولهذا فقد بدأت التحريات في الشرطة العراقية بتسجيل كل الوقائع وادخال الطب العدلي في هذا الموضوع للتعرف على الجثث والتحقيق في هذه الجريمة البشعة". واضاف انه "سيتم التحقيق في تاريخ الوفيات وطريقة التعذيب وطريقة الوفاة من قبل الطب العدلي وبعد اكتمال التحقيقات سيكون للقضاء احكام". وتابع "انا طبيب (..) والجثث المتعفنة هي جثث يكون قد مضى على وجودها اكثر من شهر او شهرين حتى تتعفن بهذه الطريقة".
وكان أمر حمزة الدعمي معاون قائد شرطة النجف قد صرح للصحافيين لحظة العثور على الجثث "لقد دخلنا الى المحكمة الشرعية التي اقامها مقتدى الصدر فاكتشفنا في قبوها عددا كبيرا من جثث رجال الشرطة والناس العاديين المدنيين". واضاف ان "عددا منهم تم اعدامهم واخرين تعرضوا للتعذيب وبعضهم تم احراقهم".
وزير عراقى يدعو الى اعادة تكوين الجيش الوطنى
من جانبه، أوضح الوزير العراقى فى حديث لاذاعة صوت العرب اليوم ان موقف الحكومة من تيار الزعيم الشيعى مقتضى الصدر يتمثل فى ضرورة حل ميليشيا جيش المهدى وان يدخل هذا التيار الى حلبة اللعبة السياسية . وقال ان اصرار جيش المهدى على الاستمرار والاحتفاظ بالسلاح سيؤدى الى استمرار الصدام .. مشيرا الى ان مسئولية حكومته تتمثل فى تجسيد السيادة الوطنية. ودعا حاجم الحسنى العراقيين الى المشاركة فى العملية السياسية والمساهمة فى اعادة بناء العراق.
عمل تخريبي جديد يطال انبوب نفط في جنوب العراق
طال عمل تخريبي فجر اليوم انبوب نفط في جنوب العراق، على مسافة بضع كيلومترات من موقع تعرض ثمانية انابيب للتخريب الاربعاء، حسب ما افاد موظفون من شركة نفط الجنوب، بينما كانوا يحاولون اخماد النار. وقال احد العمال "لقد تم تخريب الانبوب فجرا" مشيرا الى ان هذا الانبوب يستعمل لنقل النفط الخام من حقل الرميلة النفطي الى حقل الزبير-2 على مسافة 100 كلم جنوب مدينة البصرة.
التعليقات