نصر المجالي من لندن: بعد فضيحة تسريب أسئلة امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة "التوجيهي"، وجد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني نفسه مضطرا للتدخل مطالبا بتحديد آلية جديدة للحفاظ على سمعة هذه الشهادة الوطنية التي تؤهل حاملها الالتحاق بثقة في مختلف جامعات البلاد ومعاهدها وكذلك الخارجية منها في دول العالم.
وكادت فضيحة تسريب أسئلة بعض المواد لامتحان شهادة الدراسة الثانوي العامة لبعض أبناء المحظيين من المسؤولين الذين هم رهن التحقيق أن تطيح نظام التعليم الأردني الذي هو الأقل نسبة في الأمية بين دول العالم الثالث. يذكر أن التعليم هو من أهم ما حققه الأردن في السنوات الماضية متفوقا على غيره من دول الجوار.
وعلى تلك الخلفية التعليمية حيث توجه اليوم ثلث الشعب الأردني إلى المدارس والمعاهد التعليمية (مليون ونصف المليون طالب) من اصل عدد سكان المملكة البالغ خمسة ملايين نسمة، فإن الملك عبد الله الثاني توجه برسالة غير مسبوقة تليت في صبيحة اليوم الأول من العام الدراسي، في جميع مدارس ومعاهد وكليات البلاد.
وفي الرسالة التي اعتبرها مراقبون أنها "تثوير للتعليم والمتعلمين في الأردن"، أكد الملك عبد الله الثاني على انه وجه الحكومة بإيجاد آلية جديدة لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) لضمان الحفاظ على سمعة هذه الشهادة الوطنية وتميزها على المستويين الإقليمي والدولي.
كما طالب بضرورة إعادة تشكيل مرحلة الدراسة الثانوية على أسس حديثة تتيح للطلبة خيارات متعددة تمكنهم من الالتحاق بسوق العمل أو متابعة دراستهم في مؤسسات التعليم العالي وذلك ضمن تخصصات يكون الطالب قد اختارها في مرحلة الدراسة الثانوية وبني عليها معرفته وخبرته.
وفي الآتي نص رسالة الملك عبد الله الثاني كما تلقتها "إيلاف"
بسم الله الرحمن الرحيم
أبنائي وبناتي الطلبة الأعزاء:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيطيب لي في هذا اليوم المبارك الذي تتوجهون فيه إلى مقاعد الدراسة أن ابعث إلى كل طالبة وطالب منكم في شتى أنحاء وطننا الغالي بخالص مودتي واعتزازي وتمنياتي لكم بعام دراسي جديد تحققون فيه آمالكم وتطلعاتكم بمستقبل واعد بإذن الله.
وأود أن أؤكد بهذه المناسبة أنكم تحظون بجل اهتمامي ورعايتي فانتم جيل المستقبل وبناة الغد الذين نحقق من خلالهم رؤيتنا لمستقبل الأردن ونبذل كل جهد للاستثمار بكم وتحفيز طاقاتكم الإبداعية وتهيئة فرص النجاح أمامكم لتمكينكم من الانخراط في بناء الأردن الأنموذج وطن العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، وقد سعينا خلال السنوات الماضية بكل إخلاص إلى تهيئة البيئة المناسبة لتحديث التعليم عبر تمكين المعلم وتطوير المناهج التعليمية والأنشطة التربوية والنهوض بمرحلة التعليم ما قبل المدرسة وبناء المدارس المجهزة بالوسائل التعليمية وتكنولوجيا المعلومات والتقنيات الحديثة لتوفير مناخ مدرسي ملائم لعملية التعليم والتعلم.
وتجسيدا لرؤيتنا في تطوير التعليم وإطلاق طاقات الشباب الإبداعية فقد وجهت الحكومة لإيجاد آلية جديدة لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة التوجيهي تضمن الحفاظ على سمعة هذه الشهادة الوطنية وتميزها على المستويين الإقليمي والدولي مثلما تضمن تحقيق رؤية عصرية حديثة لامتحان الشهادة الوطنية تمكن الطالب من التميز والإبداع في أجواء علمية ونفسية مريحة.
كما أوعزت إلى وزير التربية والتعليم لإعادة تشكيل مرحلة الدراسة الثانوية على أسس حديثة تتيح للطلبة خيارات متعددة تمكنهم من الالتحاق بسوق العمل او متابعة دراستهم في مؤسسات التعليم العالي وذلك ضمن تخصصات يكون الطالب قد اختارها في مرحلة الدراسة الثانوية وبني عليها معرفته وخبرته.
إنني وأنا اجدد اعتزازي بكم وبمعلميكم ومعلماتكم جميعا واحيي فيكم روح المواطنة الصالحة والمسؤولية العالية والانتماء للأردن أولا ودائما لأؤكد أنكم ستبقون موضع ثقتي وأملي وتصميمي على تهيئة كل الظروف أمامكم لبلوغ المستقبل الذي تنشدون والذي تحققون فيه غاياتنا وآمال ذويكم ومعلميكم في التسلح بالعلم والمعرفة والقيم النبيلة التي هي ركيزة حضارتنا العربية الإسلامية.
والله ولي التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد الله الثاني ابن الحسين
(انتهت رسالة الملك)
وتوجه اليوم مليون و566 ألفا و216 طالبا وطالبة إلى مدارسهم في المملكة الهاشمية، إيذانا ببدء العام الدراسي الجديد 2004/2005. وكانت وزارة التربية والتعليم أكدت جاهزيتها الكاملة للعام الدراسي الحالي حيث وزعت (18) مليون كتاب ومبحث جديد وعينت اكثر من (4500) معلم ومعلمة ليصل إعداد المعلمين لهذا العام إلى (80472) معلما ومعلمة وبزيادة وصلت إلى (3526) معلما ومعلمة عن إحصائية العام الماضي ، منهم (58590) معلما ومعلمة في القطاع الحكومي وبنسبة (8ر72%) و(21882) معلما ومعلمة في المدارس الخاصة وبنسبة 2ر27%.
أما أعداد الطلبة لهذا العام حسب جريدة (الرأي) الرسمية فزادت عن العام الماضي بأكثر من 40 ألف طالب وطالبة، وبلغ عدد الطلبة في المدارس الحكومية (1118232) طالبا وطالبة وبنسبة (9ر71%) وبزيادة عن العام الماضي بـ 49712 وبنسبة (0.46%) . أما عدد الطلبة في المدارس الخاصة فبلغت نحو (437987) طالبا وطالبة وبنسبة (1ر28%) في الوقت الذي سجلت أعدادهم في العام الماضي (291776) طالبا وطالبة فقط. فيما بلغ عدد طلبة الصف الأول الأساسي (141186) طالبا وطالبة وبزيادة عن العام الماضي بـ 3712 طالبا وطالبة.
التعليقات