الياس توما من براغ : طلبت الأمم المتحدة من العديد من دول العالم المساعدة المالية والأمنية في تأمين الحماية لبعثتها في العراق التي سيرفع عددها قريبا كي تحضر للانتخابات التي ستجري في العراق في بدايات العام المقبل.
وذكر وزير الخارجية التشيكي تسيريل سفوبودا اليوم أن بلاده والعديد من الدول الأخرى تلقت طلبات من الأمم المتحدة لمساعدتها في حماية موظفيها ودبلوماسييها في العراق وان هذه الطلبات تضمنت الحاجة إلى مرافقين أمنيين لبعض موظفي المنظمة الدولية وقوات قادرة على تامين الحماية داخل مباني الأمم المتحدة في العراق وفي خارج المنطقة التي تتواجد فيها هذه المقرات .
وعبر الوزير التشيكي عن قناعته بضرورة استجابة براغ لهذا الطلب معللا ذلك بالقول : إذا كنا نقول بنفس واحد بان الأمم المتحدة هي مهمة بالنسبة لنا ،فيتوجب علينا مساعدتها وثانيا إذا كان الاتحاد الأوربي سيتوسع مستقبلا إلى تركيا فان العراق سيصبح دولة مجاورة للاتحاد وبالتالي لنا ولذلك فانه لايمكن لنا الهروب من العراق بل المساعدة في بناء عراق موحد وأمن ومزدهر.
ويرى الوزير التشيكي أن القوات التشيكية يمكن لها أن تتولى حماية المباني الواقعة داخل المجال الذي تتواجد فيه المنظمة الدولية لان الحماية الخارجية ستكون اكثر خطرا .
وقد بدأ وزير الخارجية التشيكي مع وزير الدفاع مناقشة هذا الطلب قبل عرضه على اللجنة الخارجية لمجلس النواب التشيكي وفي حال استجابة الحكومة والبرلمان في تشيكيا لهذا الطلب فان ذلك سيعني على الأرجح الإبقاء على التسعين عنصرا من الشرطة العسكرية التشيكية الموجودين الآن في منطقة البصرة حيث يدربون عناصر الشرطة العراقية والذين كان من المقرر سحبهم في نهاية هذا العام .
من جهته قال رئيس أركان الجيش التشيكي إن قواته ومنها وحدات المظليين المدربين تدريبا خاصة جاهزة لتلبية طلب الأمم المتحدة في حال صدور الموافقة السياسية بالتحرك
يذكر أن الأمم المتحدة كانت قد سحبت بعثتها من العراق في شهر أب/أغسطس من العام الماضي بعد الانفجار الكبير الذي تعرض له مقرها في بغداد وأدى الى مقتل 220 شخصا منهم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة سرغيو فيري دي ميلو وحسب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان فان المنظمة الدولية ستبقى على المدى المنظور هدفا لهجمات محتملة في لعراق وكذلك القوات التي تتولى حماية مقراتها .
ويوجد الآن في العراق نحو 30 موظفا ودبلوماسيا تابعين للمنظمة الدولية غير أن عددهم سيرفع قريبا إلى 300 بالصلة مع الانتخابات المنتظرة في العراق بدايات العام القادم ولذلك ستكون عملية حمايتهم من الخطف أو الهجمات اكثر كلفة وتعقيدا.