بيروت: مشروع تمديد ولاية الجمهورية إميل لحود ثلاث سنوات وصل إلى "ساحة النجمة" لكنه لن يصل إلى يدي رئيس المجلس النيابي نبيه بري قبل الأربعاء المقبل، موعد استئناف نشاطه بعد العطلة الصيفية، واعتباراً من الأربعاء يمكن لبري دعوة المجلس النيابي الأسبوع المقبل على الأرجح للنظر في مشروع التمديد فيقول ال"نعم" المطلوبة لما يتيح التمديد 3 سنوات جديدة للرئاسة الحالية. والاستعدادات جارية منذ اليوم لتكون "نعم" قوية بحيث يأتي التعديل بغالبية نيابية جديدة وسيكون موقف اللقاء الديموقراطي برئاسة جنبلاط الذي يجتمع اليوم (الاثنين) مؤشراً إلى النسبة التي سيحصل عليها مشروع التعديل مع الإشارة إلى أن عضو اللقاء النائب فؤاد السعد أعلن ل"إيلاف" انه سيصوت في المجلس النيابي ضد مشروع التمديد.
هذا المشهد المحلي برز مع اتجاه دولي لمجلس الامن الدولي الى دراسة التطورات اللبنانية في ضوء المستجدات الدستورية الجارية. وباتت كرة التعديل في المجلس النيابي الذي تبدأ اليوم دورته الاستثنائية وعلم ان جلسة اقرار التعديل ستعقد الاثنين او الثلاثاء من الاسبوع المقبل وليس بعد غد الاربعاء كما تردد سابقاً.
وفي رأي اوساط نيابية سيحال المشروع الى لجنة ادارة العدل قبل طرحه امام الهيئة العامة للمجلس للتصويت عليه واشارت هذه الاوساط الى محادثات جارية مع كتلة النائب وليد جنبلاط لاقناعهم بالتصويت لمصلحة التعديل الدستوري وهذا ما يفرض تحديد موعد الجلسة الاسبوع المقبل اضافة الى ان رئيس الحكومة رفيق الحريري يكون عاد من اجازته في سردينيا ويرجح ان يبقى فيها حتى ال4 من ايلول المقبل.
وترافقت التحضيرات الجارية للتمديد مع معلومات صحافية مصدرها واشنطن، افادت ان اعضاء مجلس الامن دعوا الى جلسة مشاورات تتناول مشروع قرار اميركي فرنسي في شأن الوضع في لبنان في ضوء المستجدات الدستورية الاخيرة، وفي حين تكتمت دوائر الامم المتحدة في شأن نص المشروع وترتيباته التنفيذية ذكرت مصادر اميركية ان البيت الابيض ربما افصح اليوم في الايجاز الصحافي عن مضمون المشروع .
في ظل هذا المشهد السائد تواصلت المواقف المحلية من المستجدات الدستورية . ابرز الاصوات المعترضة على تعديل الدستور كان صوت البطريرك الماروني الكاردينال ما نصرالله بطرس صفير الذي لاحظ كأن هناك سباقاً بين هذا الحدث وسواه من احداث مجهولة وقال كأن لبنان اصبح كرة قدم تتقاذفه المصالح الاقليمية والدولية ودعا الجميع الى محاذرة الانسياق وراء الغرائز والنزوات وسأل الله ان يكون في عون اللبنانيين. موقف البطريرك صفير جاء قبل 3 ايام من الموقف المنتظر عن مجلس المطارنة الموارنة في اجتماعه الشهري الاربعاء المقبل والذي لن يكون بعيداً عن موقف البطريرك.
وفي اطار تحديد المواقف من التعديل الدستوري المرتقب ينعقد اللقاء الديموقراطي اليوم لاعلان موقفه وترددت معلومات عن اتجاه اللقاء الى اتخاذ قرار بالتصويت ضد التمديد. كما تجتمع كتلة الوفاء للمقاومة بعد ظهر اليوم لاعلان موقفها. ويعلن النائب الياس سكاف وعدد من نواب البقاع موقفهم من التمديد في مؤتمر صحافي يعقده في منزله في اليرزة .
السعد
وأكد عضو اللقاء الديموقراطي النائب فؤاد السعد في تصريح ل"إيلاف" انه سيصوت ضد تعديل الدستور وقال:" لا اريد استباق الامور وموقف اللقاء منتظر ان يكون رافضاً لتعديل الدستور واليوم سيجتمع اللقاء لاتخاذ القرار اما انا فقراري ضمن فترة طويلة لن اعدل الدستور وساصوت ضد التعديل".
ولدى سؤاله هل تتوقع ان يرخي الخيار الاستراتيجي بظلاله على خيار النائب وليد جنبلاط وبالتالي على قرار اللقاء الديموقراطي وتعود الامور ممسوكة اكثر فاجاب:"لا ادري لكن اشك ان يكون هناك تغيير في الموقف . ولدى سؤاله:"بالنسبة الى موجة الاعتراض هل تسبب بانقسام داخلي هل يمكن لهذا الجو ان يكون له اثر سلبي على الفترة المقبلة فأجاب:" مع التمديد ستكون البداية عاطلة وهذا الشرخ بسبب عملية التمديد سينعكس على الاوضاع السياسية والاقتصادية.
قرنة شهوان
على خط المعارضة ايضاً تجتمع امانة السر في تجمع قرنة شهوان اليوم لمواكبة التطورات ودرس نتيجة الاتصالات التي بدأت من اجل تحركات سلمية رداً على تمديد الدستور ومن بين الخطوات المقترحة تنفيذ اعتصام سلمي امام مجلس النواب يوم اقرار التعديل واعلان هذا اليوم يوم حداد وطني.
مواقف
وكانت نهاية الاسبوع حافلة بالمواقف من الرئاسة اللبنانية واكد المرشح الرئاسي النائب بطرس حرب انه لن يكون شريكاً في البصم على قرار التمديد ودعا في لقاء الى محاسبة المعتدين على الدستور في الانتخابات المقبلة.
ووصف حرب ما حصل بانه خيبة امل واعداً بان تنظم المعارضة صفوفها للتحول من قوة رافضة الى قوة قادرة. واوضح وزير الاعلام ميشال سماحة ان المعطى الخارجي هو الذي دفع بامور الاستحقاق الرئاسي الى ما هو عليه. ووصف رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون اقرار مجلس الوزراء تعديل الدستور بالانقلاب العسكري المغلف بديموقراطية زائفة وقال انه لا يجوز المس بالدستور وبالرأي العام اللبناني والرأي العام الدولي. ودعا النائب ناصر قنديل الى التساؤل والبحث بين الذين يعارضون تعديل الدستور ايا من الذين حملوا البندقية وقاتلوا اسرائيل. نائب رئيس المجلس الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان دعا الى تجاوز محطة الاستحقاق الرئاسي بعدما حط رحاله على خيار التمديد.
التعليقات