نبيل شـرف الدين من القاهرة: في ما نفت مصادر رسمية في القاهرة بشدة أن يكون الرئيس المصري حسني مبارك الذي عاد إلى القاهرة في وقت سابق اليوم الاربعاء بعد زيارة سريعة ومفاجئة إلى سورية استغرقت عدة ساعات، قد حمل إلى نظيره السوري بشار الأسد ثمة مبادرة أو وساطة بشأن الأزمة الأخيرة حول مسألة الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وأكدت ذات المصادر أن الزيارة لا تعدو أن تكون في سياق الاتصالات والمشاورات بين البلدين، للتنسيق بين القاهرة ودمشق، بشأن القضايا الملحة التي تموج بها المنطقة في هذه الظروف الراهنة، غير أن المصادر ألمحت إلى الاتفاق على ضرورة التعامل مع قرار مجلس الامن رقم 1559 في اطار عملي ينهي احتلال اسرائيل للاراضي السورية واللبنانية.
ووفقاً لذات المصادر المصرية الرسمية فقد أجرى مبارك محادثات مع الاسد، تناولت عددا من القضايا في مقدمتها سبل الدعم الذي يمكن أن تقدمه سورية للحوار بين الفصائل الفلسطينية الذي تستضيفه القاهرة، والوضع في العراق، والمسألة اللبنانية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز التنسيق تجاه القضايا العربية والاقليمية الراهنة وسبل دعم العمل العربي المشترك عموماً.
من جانبه قال ماجد عبد الفتاح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر إن الرئيسين حسني مبارك وبشار الاسد قد عقدا جلسة مباحثات موسعة استعرضا خلالها اوجه العلاقات الثنائية، موضحاً أنهما اتفقا على استثمار الدورة الثالثة عشرة للجنة العليا المصرية السورية المشتركة المقرر عقدها بالقاهرة برئاسة رئيسي وزراء البلدين لدفع العلاقات السياسية والاقتصادية إلى افاق أكثر رحابة.
ولفت المتحدث الرئاسي إلى أن مبارك والأسد اكدا دعمهما المشترك للحوار القائم بين الفصائل الفلسطينية المختلفة برعاية مصر بهدف تحقيق وحدة الصف الفلسطيني وتعزيز قدرته على تنفيذ التزاماته نحو اقامة الدولة المستقلة، لافتاً إلى أن الرئيسين أكدا ضرورة احترام اسرائيل للشرعية الدولية وخارطة الطريق خاصة ما يتصل بالنشاط الاستيطاني والجدار العازل الذي صدر بشأنه حكم من محكمة العدل الدولية مؤخراً، اكد على اهمية ان تنفذ اسرائيل التزاماتها بتحسين الاوضاع الانسانية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.
ومضى عبدالفتاح قائلاً إن الرئيسين أكدا ايضا ضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي للجولان السوري، وضرورة ازالة كافة العراقيل التي تقف في سبيل استئناف المفاوضات بين الطرفين السوري الاسرائيلي، كما اكدا رفضهما القاطع لاستخدام "لغة التهديد" بدلا من الحوار والتفاوض، كما عبرا عن تضامنهما مع لبنان مؤكدين سيادته الكامله وحقه في تصريف اموره الداخلية بكامل ارادته، واتفقا على ضرورة التعامل مع قرار مجلس الامن رقم 1559 في اطار واقعي وعملي ينهي في نفس الوقت احتلال اسرائيل للاراضي السورية واللبنانية.
وفي الشأن العراقي، قال المتحدث الرئاسي إن مبارك والأسد اتفقا على اهمية تنفيذ ماتم الاتفاق عليه في اجتماع دول جوار العراق الاخير بالقاهرة خاصة في مجال الامن وضبط المرور عبر الحدود، واعربا مجددا عن حرصهما على امن وسلامة واستقرار العراق ودعم وحدته الوطنية والالتزام بالعملية السياسية التي نص عليها قرار مجلس الامن 1546 وصولا إلى تحقيق السيادة الكاملة للشعب العراقي ونجاح جهوده في اعادة الاعمار.
- آخر تحديث :
التعليقات