خديجة العامودي من الرباط: قال مصدر دبلوماسي إن باريس "تحلل" الرسالة الشديدة اللهجة التي بعثها أمس (الثلاثاء) خاطفو الصحافيين الفرنسيين عبر الانترنيت ووصفوا فيها فرنسا بكونها "عدوة للمسلمين".
وقال المصدر إن "جهود فرنسا لإطلاق سراح الرهينتين مستمرة"، وفي إطار هذه الجهود أرسلت استراليا فريق إنقاذ متخصص في عمليات خطف الرهائن إلى بغداد.
وكانت مجموعة "الجيش الإسلامي في العراق" التي تحتجز الصحافيين الفرنسيين في العراق أعلنت أمس الثلاثاء في بيان نشر على موقع على شبكة الانترنت أنها تعتبر فرنسا "عدوة المسلمين" وأن لها "تاريخا أسود مع المسلمين من دون أن تذكر أي شيء حول مصير الصحافيين.
وعدد الجيش الإسلامي في العراق في البيان نفسه ما قامت به فرنسا في عدد من البلدان والذي اعتبرته معاديا للإسلام.
واتهمت المجموعة فرنسا بوقوفها وراء "منع المسلمين من تولي الحكم في الجزائر بعد فوزهم" في الانتخابات النيابية التي كادت أن توصل إلى الحكم الجبهة الإسلامية للإنقاذ في 1992. واتهمها أيضا "باضطهاد المسلمين في كثير من الدول الإفريقية وتنصيرهم وسرقة ثرواتهم".
وأضاف البيان أن "سجون فرنسا مليئة بالمسلمين باسم الإرهاب وغيره"، وانتقد "الدعم الفرنسي المستمر للكيان الصهيوني الجاثم على قلب الأمة"، و"محاربتها لشعائر الإسلام ومنها قضية الحجاب".
وأوضح البيان أن فرنسا "ساهمت بفعالية في ضرب مفاعل تموز النووي (1) و (2) في العراق وذلك بتسليم معلومات حساسة ودقيقة للكيان الصهيوني عنهما". وقصف الطيران الإسرائيلي هذا المفاعل في 1981.
وتحدث الخاطفون أيضا عن "المساهمة الفعالة لفرنسا في تجويع الشعب العراقي لأكثر من 12 سنة"، في إشارة إلى العقوبات الدولية التي فرضت على العراق إبان حكم صدام حسين. وأضافوا أن "عدم اشتراك فرنسا في هذه الحرب كان مراعاة لمصالحها وليس من أجل سواد عيون العراقيين".
وكتب الجيش الإسلامي أن "تاريخ فرنسا مع المسلمين تاريخ اسود مليء بالأحقاد والضغائن والدماء وأما تاريخها الحديث فلا يقل عن سابقه فى العراق وغيره".
وأضاف أن "المهنيين المجردين الذين لا يمارسون أي عمل تخريبي خارج مهنتهم ليسوا هدفا للجيش الإسلامي سواء كانوا صحافيين أو أطباء أو غير ذلك، وأننا نحترم كل من له رسالة إنسانية حقيقية لنصرة المظلومين أو إعانة المنكوبين بحيث لا يتعدونها لأغراض تبشيرية أو مخابراتية"، ملمحا إلى أن الصحافيين الفرنسيين قد يكونان جواسيس أو مبشرين.
وقال "لا يجوز شرعا لأي جهة إسلامية أن تبت بقضية ما لم تطلع على تفاصيلها"، ملمحة بذلك إلى مختلف النداءات التي وجهتها شخصيات أو منظمات إسلامية للإفراج عن الرهائن.
وأكد "أن الجيش الإسلامي له هيئة شرعية كفيلة بان تبت بمثل هذه القضايا بالفتوى المنضبطة بالكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة".
وفي موضوع ذي صلة، خرج عشرات العراقيين اليوم (الأربعاء) في بغداد في مسيرة تضامنية مع الصحافيين الفرنسيين كريستيان شينو وجورج مالبرونو والإيطاليتين سيمونا باري وسيمونا توريتا المحتجزين في العراق.
شارك في المسيرة التي جرت تحت حراسة مشددة لرجال الشرطة حوالي خمسين معاقا وعدد من الأطفال يحملون الزهور.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن باسل عبد الوهاب العزاوي ممثل المفوضية العراقية لمؤسسات المجتمع المدني قوله بأن "تلك العمليات الإرهابية تهين المجتمع الذي ننتمي إليه ولن تعود إلا بالضرر عن مرتكبيها وعلى الشعب العراقي وسمعته الدولية"
ودعا العزاوي باسم المجتمع العراقي كافة المجموعات التي تعمل على خطف الأبرياء وتمارس العنف والقوة إلى "إطلاق سراح كافة الرهائن وعلى الفور وترك جميع مظاهر الإرهاب التي تجري تحت مختلف المسميات والذرائع".
- آخر تحديث :
التعليقات