تهديدات بقتله وإرغام عائلته على الرحيل
الألوسي يؤسس أول حزب عراقي مؤيد لإسرائيل
أسامة مهدي من لندن : رغم تأكيد مصادر عراقية ان مسلحين هددوا بقتل الناشط السياسي العراقي والقيادي في المؤتمر الوطني العراقي المعلقة عضويته لزيارته إسرائيل حاليا، مثال جمال الالوسي فانه ينوي العودة الى العراق خلال يومين وتاسيس حزب سياسي عراقي جديد اشارت الى انه سيكون مؤيدا للدولة العبرية وداعيا لاقامة علاقات معها .وابلغت المصادر " إيلاف" اليوم ان الألوسي تحدث معها هاتفيا من الاراضي المحتلة مدافعا عن زيارته وقالت انه مصمم على العودة الى العراق وتبرير القيام بها امام لجنة تحقيق شكلها المؤتمر الوطني لمساءلته عن اسباب ودوافع الزيارة التي جرت من دون موافقة او علم الحزب الذي كان الالوسي ناطقا باسمه الى حين تجريده من صلاحياته ومسؤولياته في مطلع الاسبوع الحالي عقب الاعلان عن وجوده في القدس المحتلة .
وقالت المصادر ان ملثمين مسلحين هددوا بقتل الالوسي لدى عودته الى بغداد وطالبوا عائلته مغادرة منزلها في حي الغزالية التي تسكنه في العاصمة مهددين بالتعرض لهم حيث توجد والدته وزوجته وابنه البكر ايمن وعائلته وهم كانوا عادوا من المانيا التي اكتسبوا فيها الجنسية الالمانية الى العراق بعد سقوط النظام العراقي السابق حيث شغل الالوسي منصب المدير العام للهيئة الوطنية لاجتثاث البعث التي يراسها السياسي احمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني .
والالوسي مطلوب للقضاء الالماني الذي اصدرعليه حكما بالسجن لمدة ثلاث سنوات عقب تدبيره مع ثلاثة اخرين من العراقيين المقيمين في المانيا عملية احتلال السفارة العراقية في برلين عام 2002 لكنه منح اطلاقا مشروطا بالتوقيع في مركز للشرطة كل يوم غير انه رحل الى العراق من دون ابلاغ السلطات الالمانية .وهو كان عضوا في حزب البعث وعاملا في احدى مكاتب قيادته القومية في بغداد لكنه هرب الى سوريا ثم الاردن ومنه الى المانيا عام 1976 لخلافات مع الحزب .
وكان المؤتمر الوطني والحكومة العراقية قد تبرآ من زيارة الالوسي واكدا انها تمت دون علمهما واوضحا ان مايدلي بها من تصريحات هناك لاتعبر عن مواقفهما فيما شكل المؤتمر لجنة للتحقيق مع الالوسي لعدم ابلاغه بالزياره كما جرده من جميع مسؤولياته ومنها الناطق باسم المؤتمر .
وقد دعا الألوسي (58 عاما) إلى بحث إمكان قيام علاقات بين العراق وإسرائيل التي يزورها هذه الأيام مرحبا في الوقت ذاته بزيارة الإسرائيليين علانية العراق شرط أن تكون زياراتهم خاضعة للضوابط العراقية ودافع عن زيارته هذه مؤكدا أنه سيتوجه من تل أبيب إلى بغداد من دون أن يخشى أي عواقب لزيارته إلى إسرائيل .
وأشار إلى أن دافعه في الزيارة تمثل برغبته في المشاركة بصفته الشخصية والسياسية والعلمية ، كخبير في الارهاب ، في مؤتمر "هرتسليا" الدولي في إسرائيل خصوصا أن الملف العراقي كان القضية الأساس في المؤتمر. وأوضح في مقابلة مع فضائية العربية تبثها مساء اليوم قائلا " لا أعتقد بوجود حدود بين الدول فيما يتعلق بالقضايا العلمية" واضاف أنه لم يتمكن من إبلاغ الجلبي أو أيا من قيادات الحزب برحلته إلى إسرائيل نظرا لتواجدهم خارج العراق لكنه أكد أنه أبلغ فاعليات سياسية عراقية من بينها تنظيمات سياسية مستقلة منضوية تحت لواء حزب المؤتمر الوطني كان يشرف عليها وأوضح أن هذه الفاعليات رحبت بالزيارة بحسب قوله .
وحول فصله من حزب المؤتمر الذي يرأسه الجلبي بسبب زيارته لإسرائيل لم يستبعد الالوسي تشكيله حزبا جديدا زاعما أن أنصاره في العراق يدعمون توجهاته وأضاف أن عددا من المثقفين العراقيين يؤيدون دراسة قيام علاقات بين العراق وإسرائيل .
واشارت المصادر العراقية الى انه في حالة اعلان الحزب فأنه سيكون الاول من نوعه في تاريخ العراق من ناحية دعوته لاقامة علاقات مع اسرائيل وتأييد سياساتها برغم ان البلدين مازالا في حالة حرب منذ عام 1948 حين تأسست الدولة العبرية وخاض العرب ضدها حربا لاخراجها من فلسطين لكن المصادر عبرت عن اعتقادها ان مؤسسو هذا الحزب اذا ماكتب له الظهور سيكونوا عرضة للانتقام نظرا للعداء الواسع الذي يكنه العراقيون للمارسات الاسرائيلية في فلسطين واستمرار احتلالها لاراض عربية.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية قالت الاحد الماضي أن مسؤولا عراقياً وصل في نهاية الأسبوع الماضي في زيارة إلى إسرائيل هي الأولى من نوعها. وأضافت أن مثال الالوسي، استقل، في نهاية الأسبوع وللمرة الاولى في حياته طائرة "إل عال" إسرائيلية، في مطار أنقرة التركي وهبط، بعد ساعتين، في مطار بن غوريون في تل أبيب.
ونقلت الصحيفة عن الالوسي قوله "قلت لنفسي، يجب أن يقوم أحد ما بالخطوة الأولى" مضيفا أن رحلته إلى إسرائيل استغرقت يومين وقد بدأها بالتوجه من بغداد إلى الحدود الشمالية للعراق، حيث اجتاز الحدود التركية، في طريقه إلى أنقرة ومن هناك إلى إسرائيل. وقال"أعرف أنه سبقني إلى هنا عراقيون قاموا بزيارات سرية لكنني أول عراقي يقوم بزيارة علنية إلى إسرائيل".
ووصل الالوسي إلى إسرائيل بدعوة من المؤتمر الدولي الذي عقد معهد السياسة ضد الإرهاب التابع للمركز المتعدد المجالات في هرتسليا هذا الأسبوع. وكان الالوسي قد حل الثلاثاء ضيف شرف على محاضرة لرئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي الفريق موشي يعلون. وقال الالوسي بعد مضي ثلاثة أيام على وجوده في هرتسليا وتل أبيب "من المؤكد أنني متأثر مما أراه هنا. . لكن المفاجأة الكبرى كانت بالنسبة لي هي مشاهدة لافتات كبيرة باللغتين العبرية والعربية. . لقد ثقفونا على أن إسرائيل تنكل بالمواطنين العرب الذين يعيشون داخل أحياء مغلقة وعلى أنها تمنعهم من البروز في المجتمع وفجأة أصادف لافتات بالعربية ولا أحد يخشى التحدث إلي جهارة باللغة العربية".
التعليقات