خديجة العامودي من الرباط: انتقد رفعت السعيد رئيس حزب التجمع الوحدوي التقدمي في مصر الطريقة التي قدم بها مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين مشروع الشرق الأوسط الكبير وقال ساخرا إنه "بدا كأنه يقدم أوراق اعتماده لأمريكا".
ووصف السعيد خلال ندوة نظمت في الرباط حول "الإصلاح في الوطن العربي وفي مصر" مبادرة عاكف ب"الغزل الفاضح للإخوان المسلمين لأمريكا" وأضاف أن تقديم المشروع كان "مثيرا للدهشة لأنه خلا من أي انتقاد لأمريكا وللسياسة الأمريكية تجاه الدول العربية ولا حتى للوضع في العراق".
وقال السعيد إن الإصلاح "مثل مكعبات الأطفال لا يمكن أن يكون إلا شاملا لجميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية". وأضاف أن أهم تعريف للديمقراطية هو التكافؤ الذي يعني "إتاحة فرصة التعبير للجميع مهما اختلفت مشاربهم وأفكارهم وعقائدهم ومللهم".
في السياق نفسه، أنحى السعيد باللائمة على أجهزة الإعلام "المتحيزة" لجهات معينة على حساب أخرى، وقال ساخرا "حينما يعقد الحزب الحاكم مؤتمره لا يبقى هناك مجال لسماع أغاني عبد الحليم حافظ أو أم كلثوم أو حتى روبي"، وأردف قائلا "نحن حينما حظينا بنقل نادر لجلسة افتتاح مؤتمرنا اعتبرنا ذلك حدثا كبيرا". وقال إن "نصيب جميع الهيئات الحزبية المصرية واحد في المائة، فيما يستأثر الحزب الحاكم وحده بتسعة وتسعين في المائة".
وأوضح أن الحكام يتحدثون عن حرية الوطن ويسعون لذلك لكنهم لا يربطون بين حرية الوطن وحرية المواطن وقال "لا يمكن للوطن أن يكون حرا دون مواطن حر".
واعتبر السعيد أن الديمقراطية هي تداول السلطة وأن "هذا الأمر ليس مفترضا طالما لم تتحقق بعد انتخابات حرة وقوائم صحيحة للناخبين"، وأوضح أن الديمقراطية "ليست حقا للأغلبية بل هي أساسا حق الأقلية في أن تفكر وتعبر واعتبر أن "الحجر على فكر الأقلية هو رفض للديمقراطية".
وأشار إلى أن الديمقراطية لا تحتاج إلى قرار بالإصلاح بل لعقلية تحتمل هذا الإصلاح وإلى قيادات جديدة"، موضحا أنه "لا يمكن أن نطلب من مسئول أن يأتي في إطار الإصلاح بمسئولين آخرين ليطردوه من منصبه".
وفي سياق حديثه عن المجتمع المدني الذي وصفه بالمعقد والمثير للشغب، تساءل المسئول الحزبي المصري عن مدى مشروعية التمويل الذي تقدمه المنظمات الخارجية موضحا أنها "تقدم المال لكنها تملي شروطها وجدول أعمالها".
وأقر السعيد أن منظمات المجتمع المدني "حركت كثيرا من الساكن وربما يفضل الأشخاص الانضمام إليها عوض الأحزاب، لكنها لا يمكن أن تكون بديلا ولا يمكن أن تدفع بالمجتمع في اتجاه التغيير".
وقال السعيد إن الديمقراطية لا يمكن أن تأتي بضغط من الخارج خاصة إذا كان هذا الخارج عدوا، وأوضح أنها ليست "آلة متحركة تنجم عن عقد توافقي بين الحاكم والمحكوم بل إنها "صراع مجتمعي" و"سجال أبدي" وصيرورة متواصلة يمكن أن تتحقق ثم يتم اغتيالها محيلا إلى "التشريعات الأمريكية الجديدة بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر).
ودعا إلى تكوين رأي عام ضاغط في اتجاه الإصلاح باعتباره تقويما للاعوجاج مستشهدا في هذا الصدد بقول رفاعة الطهطاوي في كتابه "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" إن "للرأي العمومي سلطانا قاهرا".
التعليقات