روحي عازار من دبي وحيان نيوف من دمشق :علمت " إيلاف " من مصادر دبلوماسية أوروبية عديدة في الشرق الأوسط أن واشنطن تتجه لتولي المزيد من الاهتمام بالمنشقين السوريين ونشطاء حقوق الإنسان. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي بدمشق ل " إيلاف " ،عبر اتصال هاتفي معه من دبي ، إن "واشنطن ترغب بلقاء المزيد من المنشقين السوريين والتباحث معهم حول الحريات وأوضاع حقوق الإنسان" لافتا إلى أن "هذا ما أشار إليه قرار صادر عن مجلس النواب الأميركي مؤخرا".

وأكد المصدر الدبلوماسي أن واشنطن وبعض العواصم الأوروبية مهتمة بمتابعة الحوار مع المنشقين السوريين وخاصة " الذين تتوفر لديهم رؤية شاملة حول أوضاع حقوق الإنسان ويتبنون جميع ملفاتها إضافة إلى النظرة الثاقبة والعلم بخفايا الأمور السياسية السورية".

واعتبر المصدر أن " زيارة وفد المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة بسورية إلى لندن الشهر الماضي كانت في إطار النهج الجديد الذي تتبعه العواصم الأوروبية نحو المزيد من الاهتمام بقضايا حقوق الإنسان والحريات في سورية " ، مؤكدا " أن الزيارة كانت مرحبا بها من قبل أطراف أوروبية أخرى كون الناطق باسم المجلس يحمل جواز الحرية الذي منحه إياه البرلمان الأوروبي ووقع عليه أعضاؤه".

وحول طبيعة وسمات التوجه الأوروبي و الأميركي لدعم المنشقين السوريين ، قال المصدر إن " الدعم الأميركي يختلف في أسلوبه ونهجه عن الدعم الأوروبي ، ومن المتوقع أن يتم التركيز على شخصيات مهتمة بتطوير سورية والحفاظ على كرامة المواطنين فيها بعيدا عن اهتمامهم بالأموال والمساعدات رغم أنها هامة لانطلاق أي عمل معارض خاصة في الجانب الإعلامي " . ورفض المصدر الأوروبي تسمية الشخصيات المنشقة التي من الممكن الاعتماد عليها مكتفيا بالقول " إن الاهتمام يجب أن ينصب على شخصيات مستعدة للعمل والتضحية في سبيل الحرية وتطوير سورية وإنهاء جميع أزماتها وقد أصابنا الملل من الخطابات الإيديولوجية والمحاضرات عن حرس قديم وجديد".

في أحدث تصريح له عن الشأن اللبناني والسوري قال وزير الخارجية الأميركي كولن باول بأنه يعتقد " بناء على النقاشات التي جرت بين مبعوثي ( وليم بيرنز ) و المسؤولين السوريين أنهم تفهموا أن الأسرة الدولية قلقلة جراء ما حدث في لبنان ".

و اعترف باول أن " القضية معقدة جدا " مضيفا " لدينا حالة تنظر فيها إلى ما تستطيع عمله وبهذه الحالة نحن اعتقدنا ان ما نستطيع فعله هو أن نضع الأسرة الدولية أمام مسؤولية تعي فيها أن هذه الممارسات غير مقبولة ونحن لا نتوقع أن تقرأ سورية القرار وتسحب قواتها في اليوم التالي ونحن شعرنا أنه ليس من المعقول أن يتم تعديل الدستور فقط لوضع شخص في السلطة تحت طلب دولة أجنبية". واعتبر باول أن " ما يهم الآن هو أن الأسرة الدولة عالمة بما حدث ولكن أحيانا معالجة مثل هذه القضايا تأخذ وقتا وأنا أتمنى أن يقرأ السوريون القرار ويتفهموا أن الوقت قد حان لإلقاء نظرة جديدة على سياساتهم تجاه لبنان على مر السنن الماضية".

واستطرد وزير الخارجية الأميركي قائلا " نحن عملنا مع فرنسا ودول أخرى لإصدار هذا القرار( القرار 1559) ونحن شعرنا أن الوقت قد حان للأسرة الدولية أن تتعهد وتقول للعالم والشعب اللبناني أنكم تستحقون تتداولوا الرئاسة وفق دستوركم لا أن تعدلوا دستوركم لأن بلدا آخر يريد منكم ذلك " . وتابع "أعتقد أنه قد مضى الوقت الكافي الذي كان ينبغي فيه لسورية مراجعة سياساتها تجاه لبنان وأن تبدأ بسحب قواتها وترك اللبنانيين أن يتحملوا مسؤوليتهم و يقرروا مصيرهم " . كما عبر باول عن سعادته " بإصدار مجلس الأمن لهذا القرار" مضيفا " وأتمنى أن يعي السوريون هذا القرار ويستمعوا إلى صوت الشعب اللبناني ".

وكانت سورية رحبت بزيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي وليم بيرنز إلى دمشق واعتبرت أن زيارته خطوة على طريق الحوار بعيدا عن لغة التهديد . ويشدد مراقبون سوريون بشكل دائم على الحوار مع الخارجية الأميركية وخط " باول – بيرنز " الذي يمثل جناح الحمائم في الإدارة الأميركية مقابل جناح آخر" الصقور " يسعى دوما إلى تهديد سورية والضغط عليها مستبعدا الحوار معها.