أسامة العيسة من القدس: يتضح من مؤشرات التسجيل للانتخابات الفلسطينية، بروز ثقل العشيرة على حساب الأحزاب السياسية. ورغم أن الإقبال على التسجيل في سجل الناخبين ضعيفا، إلا انه لوحظ في المناطق الريفية والمناطق ذات الثقل العشائري إقبال ممتاز على التسجيل، بعكس المدن والمناطق التي تنشط فيها الأحزاب السياسية. وقال عبد الناصر أبو لبن من لجنة الانتخابات المركزية لمراسلنا "نعم هناك إقبال ملحوظ على التسجيل في المناطق الريفية وفي بعض المناطق تم تسجيل معظم الناخبين المفترضين فيها، وأبقينا المراكز مفتوحة حتى انتهاء فترة التسجيل".
وفي تجمعات عشائرية حدث تسجيل جماعي استعدادا لانتخاب المرشح الذي تزكيه العشيرة.
ومن شأن هذه الدلائل أن تعيد النظر فيما هو معروف عن المجتمع الفلسطيني الذي كان يعتقد أن للعشيرة دور محدود فيها مثل أي مجتمع مسيس، بالإضافة إلى أن ممارسات الاحتلال أدت إلى ضرب البنى الاجتماعية الفلسطينية ومن ضمنها القبيلة، ولكن على عكس كل التوقعات عادت الحشود العشائرية تفرض نفسها.
ونشط كثير من السياسيين في أوساط عشائرهم وبداوا بحملة حشد لأفرادها في ظل ضعف ملحوظ لدى الأحزاب السياسية التي اكتفت بإصدار بيانات تدعو وتحث الجماهير على التسجيل.
ولم يغير من الوضع شيئا دعوة منظمات راديكالية لها ثقل في الشارع الفلسطيني مثل حركة حماس الجماهير وأنصارها للتسجيل.
وفي المقابل فانه فيما وصف بأوسع استفتاء حقيقي وغير مزور على دور الأحزاب السياسية فان أوساط واسعة من الجماهير لم تسجل في سجل الناخبين، في موقف صامت ضد سياسة هذه الأحزاب سواء القريبة من السلطة أو المعارضة وفي تعبير على ما يعتقد انه فقدان الثقة فيها.
وتتهم النخب السياسية في هذه الأحزاب بالفساد والتنكر لمبادئها وشعاراتها والأهداف التي أسست اجلها.
وأدخلت لجنة الانتخابات المركيزة تسهيلات على التسجيل وافتتحت مراكز جديدة وكثفت حملتها الإعلامية لتشجيع المواطنين على التسجيل.
ولا يعرف إلى أي مدى يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الإقبال على التسجيل خصوصا في المدن.
التعليقات