فالح الحُمراني من موسكو: انضم الرئيسان السابقان بوريس يلتسين وميخائيل غورباتشوف الى الاصوات التي تصاعدت في العواصم الاوربية وواشنطن وخرجا عن صمتهما الطويل، وطلبا من الرئيس فلاديمير بوتين عدم التراجع عن الحريات الديمقراطية بحجة محاربة الارهاب. ودعا غورباتشوف في الوقت نفسه الى اجراء مفاوضات مع من وصفهم "بالمقالتين المعتدلين" في الشيشان في اشارة الى مجموعة اصلان مسخادوف.

وفي حديث لصحيفة موسكو نيوز الصادرة الجمعة في موسكو اعرب اول رئيس روسي بوريس يلتسين عن امله بان" الاجرات التي تتخذها القيادة الروسية بعد احداث بيسلان، ستكون في اطار تلك الحريات الديمقراطية، التي غدت من اثمن المنجزات التي حصلت عليها روسيا في غضون السنوات العشر الاخيرة".

وهذا هو اول تصريح علني ليلتسين الذي يقول انه يفضل ايصال اراءه عن الوضع الروسي مباشرة الى بوتين، بعد فترة طويلة من الصمت.ولفت مراقبون الانتباه الى ان يلتسين وافق هذه المرة على اعطاء حدبث لصحيفة تعود لشركة يوكوس النفطية التي يشن الكرملين عليها حرب قضائية ضدها.

وقال يلتسين" ينبغي عدم التراجع عن حرف وروح ذلك الدستور الذي اقره البلد في استفتاء عام عام 1993، نظرا لان خنق الحريات، وسحب الحريات الديمقراطية، تعد بحد ذاتها فوز للارهابين".
وفي نفس الصحيفة اكد الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف على رفضه تقبيص الحريات الديمقراطية باستخدام شعار مكافحة الارهاب، وحرمان المواطنيين من حقهم بالتعبير عن موقفهم من السلطة عبر الانتخابات الحرة.

وكان غورباتشوف قد اعرب عن مخاوفه من ان يؤدي برنامج بوتين الاصلاحي الى اغتصاب السلطة.وقال غورباتشوف بانه وخلافا عن الرئيس بوتين، الذي يعلق الارهاب على مشجب الارهاب الدولي وقوى دولية، يعتقد بوجود علاقة وثيقة بين العمليات الارهابية التي شهدتها روسيا في الاونة الاخيرة والحرب الدائرة في الشيشان.واعرب عن قناعته بان استخدام القوة الحربية لن تساعد على حل المشكلة الشيشانية. واضاف" يجب البحث عن تسوية سياسية، والدخول في مفاوضات مع المقاتلين المعتدلين، وسحبهم من الجماعات المتطرف’ حسب .

وحمل غورباتشوف ايضا الاجهزة الامنية مسؤولية تمكن المسلحين من جماعة باسايف السيطرة على مدرسة بيسلان في القوقاز، التي اسفرت عن قتل المئات اغلبهم من الاطفال والنساء.وقال " ليس بمقدور التسامح مع ان الخبراء من اجهزة الامن فشلوا في الحيلولة دون ارتكاب العملية الارهابية، ونهايتها الدموية" وطالب بان يتحمل رئيس ادارة الامن الفيدرالي نيقولاي باتروشيف ووزير الداخلية نورغالييف المسؤولية عما وقع.