الرباط: قللت الرباط من أهمية اعتراف جنوب إفريقيا " بالجمهورية العربية الصحراوية" في وقت تواترت أنباء عن قرب اعتراف فنزويلا واستراليا بهذه " الجمهورية" التي أعلنت من جانب واحد عام 1976 من طرف جبهة البوليساريو التي تنازع المغرب على الصحراء الغربية.

ووصف مسؤول حكومي مغربي قرار جنوب إفريقيا بأنه " قرار مؤسف يسير ضد التيار العام ". ولم يستبعد اعتراف فنزويلا أو استراليا بالجمهورية الصحراوية لكنه قال "إن المغرب سيستمر في مواقفه... وإذا كانت هناك نجاحات هناك محطات تسير في الاتجاه المعاكس". وكانت جنوب إفريقيا أعلنت الأربعاء الماضي اعترافها " بالجمهورية الصحراوية" معللة ذلك بالانسجام مع قرارات الاتحاد الإفريقي الذي يعترف بالبوليساريو ، لكن يعتقد أن الجزائر التي تساند الجبهة الصحراوية سعت حثيثاً لإقناع بريتوريا بتبني هذا الموقف . وقالت مصادر مستقلة إن صفقة للأسلحة أبرمتها الجزائر إضافة إلى عمليات تنقيب لشركات من جنوب إفريقيا عن الذهب في الصحراء الجزائرية ربما تكون خلقت أجواء مواتية أدت للاعتراف .

ويبدو أن الجزائر حاولت استباق مبادرة جديدة سيعلن عنها العاهل المغربي الملك محمد السادس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فيمطلع الأسبوع المقبل .

وكشف نبيل بن عبدالله وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية اليوم (الجمعة) في الرباط النقاب عن تفاصيل جديدة حول موضوع اعتراف جنوب إفريقيا "بالجمهورية الصحراوية" وقال إن بريتوريا تتعاطف مع البوليساريو منذ سنوات وكانت تنوي اتخاذ هذا القرار من قبل لكن جهوداً مغربية أحبطت ذلك . وعزا بن عبدالله الذي كان يتحدث إلى الصحافيين في الرباط الأمر إلى وجود تيارات قوية داخل المؤتمر الإفريقي (الحزب الحاكم) تتعاطف مع البوليساريو ، مشيرا إلى الرئيس السابق نيلسون مانديلا الذيلعب دوراً أساسياً في تجميد القرار .

وأوضح بن عبدالله انه "بالرغم من ثقل ووزن جنوب إفريقيا فإن قرارها لن يؤثر على المنحى العام للمنتظم الدولي حتى لو كانت هناك دول أخرى ستعترف بالجمهورية المزعومة" على حد تعبيره ، مشيراً إلى أن الدبلوماسية المغربية حققت عدة مكاسب أدت إلى سحب 25 دولة لاعترافها بالبوليساريو . وقال بن عبدالله في معرض تعليقه على قرار جنوب إفريقيا " نحن نستغرب اتخاذ جنوب إفريقيا موقفاً منحازاً وغير ملائم في وقت يتوالى فيه سحب الاعترافات من طرف الدول الأخرى " .