نبيل شرف الدين من القاهرة: وصلت إلى القاهرة اليوم الدفعة الأولى من مجمل قوة أمن فلسطينية تضم خمسة وأربعين ضابطا للتدريب في مصر على أعمال الأمن والشرطة، اعتباراً من الخامس والعشرين من شهر أيلول (سبتمبر) الحالي.وأكدت المصادر‏ أن مصر قررت أن يكون ارسال خبرائها الأمنيين الي الأراضي الفلسطينية لمساعدة السلطة وأجهزتها هو آخر خطوة‏‏ بعد تقويم المراحل السابقة، ومدى النجاح في انجاز المستهدف منها، وبعد التأكد تماما من سير الاطار الزمني لبدء تنفيذ الانسحاب الاسرائيلي والالتزام الفلسطيني أيضاً بما تم الاتفاق عليه.

ومضى المصدر المصري موضحاً أن قادة الاجهزة الامنية الفلسطينية الثلاثة وهي الشرطة والامن الوطني والمخابرات العامة قدموا مؤخراً للمسؤولين المصريين لائحة بأسماء الضباط المرشحين للتدريب في القاهرة، موضحاً أن الاجتماعات مع قادة الاجهزة الفلسطينية الثلاثة أسفرت عن نتائج إيجابية وتم خلالها تقدير الاوضاع القائمة على الارض، والوضع الفعلية لاجهزة الامن الفلسطينية وقدراتها واحتياجاتها.

وأكد المصدر نفسه أن مصر وعدت قادة الاجهزة بتقديم كل أوجه الدعم الممكنة لها وأوضح أن الاتصالات المصرية ستستمر خلال الفترة المقبلة مع الجانب الفلسطيني حيث من المقرر أن يصل إلى مصر خلال الأيام القليلة المقبلة مندوبون عن الفصائل الفلسطينية لعقد اجتماع في القاهرة يبحث ورقة عمل حول صياغة برنامج وطني فلسطيني موحد على أن يعود هؤلاء بحصيلة مناقشاتهم إلى قادة فصائلهم تمهيداً لحضور الاخيرين إلى مصر في حوار فلسطيني، لتوقيع اتفاق نهائي حول برنامج عمل للمرحلة المقبلة باتفاق كافة الفصائل.

من جهة اخرى نفت مصادر دبلوماسية في القاهرة صحة أنباء نشرتها إحدى الصحف العربية الصادرة في لندن اليوم والتي تحدثت فيها عن إرجاء الحوار بين الفصائل الفلسطينية الذي ترعاه مصر، وذلك لحين الحصول على تعهدات من جانب إسرائيل، وقالت المصادر المصرية إن أجندة الحوار الفلسطيني لا تنحصر بنودها في التعامل مع انسحاب إسرائيل المزمع فحسب، بل تبدأ بالسعي إلى التوصل إلى برنامج عمل وطني فلسطيني مشترك بين شتى الفصائل والقوى الفاعلة على الساحة الفلسطينية، إضافة إلى دعم التوافق وترسيخه بين تلك الفصائل والقوى.

وأكدت ذات المصادر أن جولة جديدة من الحوار بين الفصائل الفلسطينية سوف تنطلق في غضون الأيام المقبلة، وكشفت أيضاً عن ترتيبات جارية لعقد مؤتمر رباعي خلال شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل بمشاركة مصر والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة وإسرائيل وربما ينضم إليها أيضاً ممثل للاتحاد الأوروبي، لإجراء نقاش موسع يخلص إلى إقرار ورسم التزامات كل طرف خلال المرحلة القادمة بشكل واضح ومحدد.

هذا ومن المقرر أن يتم خلال هذه الجولة بلورة الرؤية الفلسطينية المتكاملة، ومطالب كافة الفصائل وسوف يتم اختتام الحوار بإعلان بيان القاهرة، الذي توقعت مصادر فلسطينية ان يتضمن الاتفاق حول الرؤية الفلسطينية للعمل السياسي الفلسطيني خلال المرحلة المقبلة، واعلان مطالب الفصائل وتصوراتها بشأن شكل الدولة الفلسطينية ومؤسساتها.