عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: بعد توقف دام 14 عاما عادت الخطوط الجوية العراقية للتحليق في الأجواء العراقية برحلة من عمان لبغداد بطائرة بوينغ 737 ستتواصل رحلاتها اليومية بين بغداد و دمشق و بغداد وعمان وبالعكس. ويأتي هذا التطور بعد ان تسلمت وزارة النقل والمواصلات العراقية أجزاء كبيرة من مطار بغداد الدولي الذي كانت تشغله القوات الاميركية بالكامل ومطار البصرة الدولي الذي أصبح جاهزا أيضا للرحلات الجوية.
وكانت أول طائرة للخطوط الجوية العراقية قد طارت في رحلة تجريبية من عمان لبغداد الشهر الماضي أقلت وزير النقل والمواصلات العراقي لؤي حاتم سلطان العرس مع كادر من موظفي وطياري الخطوط الجوية العراقية. وكان محيط مطار بغداد الدولي تعرض في العام الماضي لهجمات صاروخية متكررة اعاقت تسيير رحلات جوية تجارية من والى العراق.
وتمتلك الخطوط الجوية العراقية الان طائرة بوينغ B737 اشترتها لتكون واحدة من الاسطول العراقي الجديد. وتتوزع 15 طائرة من اسطول العراقية في دول الاردن وايران وتونس ارسلت اليها بهدف حمايتها من التدمير خلال حرب الخليج الثانية عام 1991. ويعاني معظمها من تلف وصدأ لحق بها جراء التأثيرات المناخية وانعدام االصيانة. وستوفد وزارة النقل والمواصلات العراقية فنيين منها لمعاينة الصالح منها. وكانت انياء وردت قبل سنوات عن استخدام الخطوط الجوية الايرانية لطائرات الخطوط العراقية التي كانت تجثم على اراضيها.
وقد تابعت الحكومة العراقية من خلال مجلس الوزراء امكانية تسيير رحلات الخطوط العراقية كبادرة اولى لافتتاح مطار بغداد الدولي لاستقبال المسافرين على متن طائرات الخطوط الدولية لما لذلك من بعد معنوي للحكومة وللمواطن وللشركات التي تستعد للاستثمار في العراق وتخشى دوامة العنف فيه خاصة من عمليات الاختطاف التي عادة ماتحصل على الطريق بين بغداد وعمان وبغداد ودمشق مستهدفة اجانب.
وفي نفس الوقت سيتمكن المواطن العراقي من السفر عبر مطار بغداد الدولي (مطار صدام سابقا) الذي كان يمثل قلعة من التحصينات الامنية وحكرا على المقربين من النظام العراقي السابق. وكان المواطن العراقي ممنوعا من السفر لمدة 20 عاما بسبب الحروب التي شنها النظام العراقي على جيرانه وماترتب عليها من حصار طال الرحلات الجوية من والى العراق.
ومن المؤمل ان تمتد رحلات العراقية الى دبي ايضا حسب تصريح فتحي نصار مساعد المدير الاقليمي للشركة العراقية لصحفيين في بغداد اليوم الذين حضروا هبوط الرحلة الاولى للعراقية التي انطلقت من عمان الى بغداد وكان على متنها 104 مسافرين.
اما سعر تذكرة السفر فهو من بغداد الىعمان سيصل الى 400 دولار وبغداد الى دمشق الى 300 دولار حسب تصريح احد المسؤولين في شركة الخطوط العراقية اليوم.
وكانت مكاتب الخطوط الجوية العراقية تحولت الى اماكن لبيع الاغذية والمشروبات بهدف تحقيق ايرادات تساعد الشركة على البقاء، اما الفنيون فقاموا بفتح ورش لاصلاح الماكينات والآلات الكهربية كما سمحت الخطوط العراقية لطياريها بالعمل في شركات اخرى للحفاظ على لياقتهم قبل سقوط النظام العراقي.
التعليقات