نبيل شـرف الدين من القاهرة: أعلن أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري اعتزامه التوجه صحبة عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة إلى مدينة رام الله وإسرائيل يوم غد الاثنين، موضحاً أن هذا الموعد هو ما تم الاتفاق عليه حتى الان، في إشارة إلى سابقة إرجاء الزيارة التي كانت مقررة يوم الاربعاء الماضي عقب العملية التي وقعت في بئر سبع، والتي أدت الى مصرع ستة عشر إسرائيليا واصابة العشرات.
وكشف مصدر دبلوماسي عن اتصالات تجريها القاهرة بشأن التهديدات الإسرائيلية لسورية مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي، لافتاً إلى أن محادثات أبوالغيط وسليمان في تل أبيب سوف تتطرق إلى هذا الأمر مع المسؤولين الإسرائيليين.
ونفت مصادر مصرية أنباء تحدثت عن تراجع القاهرة عن القيام بما قطعته على نفسها من تعهدات بشأن دعم خطة الانسحاب الأحادي من قطاع غزة حسبما ذكرت مصادر في وزارة الدفاع الاسرائيلية لصحفية "هآرتس" استنادا الى واقعتين: تأجيل اجتماع اسرائيلي مصري كان من المفترض ان يعقد بالقاهرة الاسبوع الحالي، وإلغاء زيارة كان من المقرر أن يقوم بها يوم الأربعاء الماضي، كل من أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية المصري، والوزير عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة، إلى الضفة الغربية وإسرائيل.
وصرح السفير ماجد عبدالفتاح المتحدث الرسمي بأن مصر تجري اتصالات بخصوص التهديدات الإسرائيلية لسوريا مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي، وأن الاتصالات لا تنقطع في هذا الشأن خاصة أنه لا توجد أية دلائل عي وجود رابطة بين التفجيرات التي تمت في إسرائيل بين سورية وبالتالي فإن القاهرة تعتبر هذه التهديدات خارجة عن المنطق، ومن هنا تجري اتصالات مع إسرائيل والجانب الأميركي والدول الأعضاء في مجلس الأمن لشرح أبعاد الموقف جنباً إلي جنب مع الجهود السورية ذات الدور الأصيل في هذا المجال
وكانت مساع مصرية قادها عمر سليمان أيضاً كللت العام الماضي بإقناع كافة الفصائل الفلسطينية بإعلان هدنة من طرف واحد بدأت في 29 حزيران (يونيو) الماضي وتستمر لمدة ثلاثة اشهر، وفعلا دامت الهدنة أكثر من 50 يوماً، لكنها انهارت في اعقاب اغتيال قيادي (حماس) إسماعيل ابو شنب في 21 آب (اغسطس) الماضي ردا على هجوم انتحاري في القدس.
ويرى مراقبون في القاهرة أن تشبث ياسر عرفات بكافة مفاتيح الأجهزة الأمنية في يده من شأنه أن يغل يد حكومة قريع، ويجعلها عاجزة عن اتخاذ أي قرار لاحتواء أي اضطرابات وهذا ما يفسر إصرار قريع على الاستقالة مشيرا إلى أن هناك شكوي فلسطينية متواترة خاصة من قبل الأجيال الجديدة حول فساد بعض القيادات الأمنية وهو الأمر الذي لم ينجح عرفات في حله مما فجر الأوضاع موخرا وجعل السيطرة عليه مسألة بالغة الصعوبة.
التعليقات