خديجة العامودي من الرباط: قال جنرال أمريكي اليوم إن القوات الدولية الموجودة في العراق والتي تعمل تحت إدارة الولايات المتحدة الأمريكية ساعدت باريس على التوجه إلى الجهات المناسبة للتفاوض معها حول الصحافيين الفرنسيين كريسيتان شيسنو وجورج مالبرونو.

وأوضح الجنرال لانس سميث الذي كان يتحدث لوكالة الأنباء الفرنسية من قاعدته في قطر أن "الفرنسيين تفاوضوا من جانبهم لكن قوات التحالف ساعدتهم على إيجاد الأطراف المعنية للتفاوض معها بشأن الرهينتين لأجل تحريرهما".

وأشار سميث إلى أنه "لم يتدخل شخصيا في هذا التعاون الفرنسي الأمريكي الذي كان مثمرا خاصة في مجال تبادل المعلومات".ومازال مصير الصحافيين غير مؤكد بعد إعلان مسؤولين فرنسيين أنه ما زالت هناك عقبات يجب تذليلها لتأمين إطلاق سراحهما.وكان الرئيس الفرنسي جون بيير رافاران دعا إلى "الحذر مع الاحتفاظ بالثقة" لضمان الإفراج عنهما.

وفي الوقت الذي أعلن مسؤولون حكوميون فرنسيون أن تحرير الصحافيين هو مسألة ساعات فقط، قالت مصادر صحافية فرنسية إن إطلاق سراحهما تتطلب أياما، ونقلت الصحيفة الفرنسية "لوبارزيان" عن مصدر في بغداد قوله "نحن في وقت خطير ويمكن لذرة رمل واحدة أن تفسد سيناريو إطلاق الرهينتين".

وعادت الصحف إلى نبرتها التشاؤمية بعد تأخر إطلاق سراح الرهينتين، حيث عبرت عبر عناوين صفحاتها الأولى عن إحباطها وعودت القضية إلى "الانتظار اللامنتهي" خاصة بعد عودة رئيس الدبلوماسية الفرنسية ميشيل بارنييه من جولته في الشرق الأوسط ووفد المجلس الإسلامي الفرنسي خاويا الوفاض.

كما بدأت الصحف تتحدث بغير قليل من القلق عن "العلاقة المتوترة بين فرنسا والسلطة العراقية" إذ قالت إن "قضية اختطاف الصحافيين التي اعتبرها الرئيس العراقي غازي الياور سببا مقنعا لتأجيل زيارته إلى باريس في سادس وسابع سبتمبر الجاري كشفت النقاب عن مدى توتر العلاقات بين فرنسا والنظام العراقي المدعوم من واشنطن".

وسيعقد وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه صباح اليوم (الاحد) اجتماعا مع رئيس الجمهورية جاك شيراك ورئيس الوزراء جون بيير رافاران لتقديم حصيلة الجزء الأول من مهمته في الشرق الأوسط بشأن إطلاق سراح الصحافيين المحتجزين.

وقال بارنييه الذي عاد أمس السبت إلى باريس من العاصمة الأردنية إنه قد يعاود السفر إليها في أية لحظة، وأضاف "سأواصل شخصيا تتبع مستجدات القضية ساعة بساعة وسأظل على اتصال مستمر مع فريق العمل في بغداد".

ودعا بارنييه في حديث مع صحيفة "لو ديمانش" إلى "التحفظ والحذر" في التعامل مع المعلومات بشأن الصحافيين الفرنسيين المحتجزين في العراق في انتظار أن يطلق سراحهما، وزاد قائلا "لا بد من تحليل المعلومات بكل حذر دائما في مثل هذه الظروف الخطيرة ".

وجدد تأكيده أن كريستيان شيسنو وجورج مالبرونو "في صحة جيدة ويعاملان بشكل جيد" حسب المعلومات المتوفرة. واعتبر أن "الصبر والحذر والتحفظ ضمانة على الصعيد الأمني" رافضا التكهن بأي شيء بشأن اليوم الذي يمكن أن يطلق فيه سراح الصحافيين الفرنسيين وسائقهما السوري محمد الجندي تحاشيا للأخطاء التي وقع فيها مسؤولون حكوميون فرنسيون بالإعلان عن مواعيد غير مؤكدة لإطلاق سراح الصحافيين.ودعا في هذا السياق إلى الحفاظ على "برودة الأعصاب" معتبرا أن "الأهم بالنسبة لنا أن يتم إطلاق سراحهما في أقرب وقت".