نصر المجالي من لندن: بدأ رئيس وزراء بريطانيا توني بلير يواجه مجددا ضغوطا من اشد خلصائه في الحكومة عن الأخطاء التي ارتكبها في توريط بريطانيا في الحرب ضد العراق، وهم يطالبونه بالإعلان عن ذلك خلال خطابه في مؤتمر حزب العمال السنوي المقبل، وتزامنا، فإن بلير يعتزم إجراء تعديل على حكومته الحالية نهاية هذا الأسبوع وهو التعديل الذي تأجل منذ الشهر الماضي.
وفي التفاصيل، فإن صحف الأحد البريطانية، تحدثت عن أن بلير العائد لتوه من إجازة الصيف، بدأ يواجه ضغوطا جديدة من جانب عديد من رجالات الحكومة والحزب، بضرورة الاعتذار للشعب البريطاني عن الأخطاء التي ارتكبها في الذهاب إلى الحرب مع الولايات المتحدة في العراق والنتائج الوخيمة التي ترتبت عليها.
وقالت صحيفة (أوبزرفر) اليوم، أن رئيس الوزراء يرفض تقديم أي اعتذار، بمقابل مطالب من دائرته السياسية الضيقة في الحكم بضرورة تضمين خطابه السنوي في مؤتمر الحزب للاعتذار، وإيضاح ما التبس على المواطنين البريطانيين من أن بعض نتائج الحرب ذهبت إلى الطريق الخاطىء.
ويرى هؤلاء السياسيون أن مثل هذا الإيضاح والاعتذار سيساعد على توحيد الحزب العمالي الذي انقسم عشية الحرب على نفسه، كما أنها تعيد الثقة الجماهيرية لكسب الانتخابات المقبلة التي تجري في الربيع المقبل.
وقال مسؤولون في مقر 10 داونينغ ستريت البارحة أن السيد بلير اعترف بأن الحرب قسمت الحزب، كما أنها قسمت بريطانيا على نفسها، حيث كانت فئات كبيرة تعارض الحرب، وكان سبب الانقسام في الشارع البريطاني عائد إلى أن غالبية هذا الشعب بما في ذلك زعماء كبار في الحزب كانوا غير مقتنعين بمبررات الحرب وخصوصا لجهة أسلحة الدمار الشامل التي تبين أن العراق لم يكن يمتلكها.
وأضاف هؤلاء القول أن ررئيس الوزراء لا زال مقتنعا بصحة قراره في الذهاب إلى الحرب وأن هناك مبررات حقيقية لذلك، وخصوصا للنتيجة التي توصلت إليها الحرب بالتخلص من نظام صدام حسين الديكتاتوري.
وفي تطور آخر، ذكرت صحيفة (صنداي تلغراف) اليمينية الواسعة الانتشار اليوم أن بلي يعتزم إجراء تعديل على حكومته، في نهاية هذا الأسبوع، وذلك لضخ دماء جديدة فيها تمهيدا للانتخابات المقبلة، وتنفيذ بعض الإصلاحات الجوهرية لكسب ود الناخبين.
ومن المحتمل أن يولي بلير، على وزير الصحة السابق آلان ميلبورن، مهمة رئاسة حزب العمال، خلفا لإيان ماكارتني، الذي تعتقد مصادر 10 داونينغ ستريت أنه لم يبد كفاءة عالية في تحسين صورة الحزب، الأمر الذي أساء إليه كثيرا في أوساط الناخبين.
يذكر أن ميلبورن من اشد المخلصين لتوني بلير، وهو حين يتسلم موقع الرئاسة سيكون من اشد المدافعين عنه أمام خصومه الذين يطالبونه بالاستقالة من زعامة الحزب لصالح وزير الخزانة غوردون براون.
ووختاما، حسب المصادر، فإن التعديل محتمل أن يشمل وزير الدفاع جيف هون، حيث ستولى غليه حقيبة العمل والتأمينات التقاعدية، كما رشحت باتريشا هيويت وزير التجارة والصناعة، لتولي حقيبة الدفاع خلفا لهون، وأن تم هذا القرار، فإنها ستكون أول سيدة في التاريخ البريطاني تتولى هذا المنصب الحساس والكبير.وستشمل التغييرات أيضا وزراء في وزارة الخزانة من ضمنهم بول بوتينغ رئيس جهاز الخزانة، وروث كيلي السكرتيرة المالية لوزارة الخزانة.
التعليقات