نصر المجالي من لندن: تشهد الساحة البريطانية السياسية صداما عنيفا وخصوصا في قيادات حزب العمال الحاكم بعد التقارير التي قالت إن رئيس الوزراء توني بلير سيأتي بوزير الصحة السابق آلان ميلبورن لمهمة رئيس الحزب استعدادا لمرحلة الانتخابات المقبلة في الربيع، وهي تعتبر معركة "كسر عظم" بين الحزب الحاكم ومعارضيه من الأحزاب الأخرى يتقدمهم حزب الأرستقراطية وهو حزب المحافظين.


وكان حزب العمال هزم حزب المحافظين في جولتين انتخابيتين في العام 1997 و2001 منهيا بذلك عهدا ذهبيا لحزب النخبة البريطانية الذي قادته الليدي مارغريت ثاتشر في بداية الثمانينيات الماضية إلى النصر لسبعة عشر عاما في حكم المملكة المتحدة.


ويواجه رئيس الوزراء العمالي توني بلير الذي حقق الانتصارين السابقين قرار صعبا، في التعديل الوزاري المنتظر بتعيين أحد مواليه وأنصاره وهو ميلبورن وزير الصحة السابق رئيسا للحزب، معارضة متشددة من أهم أركان الحكومة وخصوصا من وزير الخزانة غوردون براون ونائب رئيس الوزراء جون بريسكوت.

وتقول المصادر البريطانية أن معارضة براون وبريسكوت لإعادة ميلبورن لرئاسة الحزب، ستقضي على آمال الراغبين في إطاحة توني بلير من زعامة الحزب ورئاسة الحكومة، حيث يؤيد بعض زعماء الحزب تعيين وزير الخزانة براون بديلا له لخوض معركة انتخابية مضمونة النتائج لصالح حزب العمال في الربيع المقبل.
ومنذ الحرب في العراق، فإن توني بلير يواجه معارك داخل حزبه فضلا عن الشارع البريطاني الذي لا يزال يرى أن تلك الحرب غير مبررة، وأنها تمت من دون غطاء شرعي من الأمم المتحدة تحت ذرائع أسلحة الدمار الشامل في العراق، التي لم يثبت وجودها عبر تقارير دولية واستخبارية.

وسيخلف رئيس حزب العمال البريطاني المرشح، ميلبورن، في هذا الموقع المهم، إيان مكارتني، الذي تعتقد المصادر السياسية البريطاني بمن فيها رئيس الوزراء بلير أنه لم يقدم للحزب خلال رئاسته له أية خطة لإصلاحات داخلية جديدة، وفي عهد رئاسته تراجعت نسبة المؤيدين لحزب العمالي في شكل ملحوظ، حيث كانت الانتخابات المحلية الماضية وانتخابات البرلمان الأوروبي مثالا مهما.

وتقول مصادر سياسية قريبة من القرار البريطاني في الوايتهول أن معركة "كسر عظم" بين بلير واقرب مساعدية مثل وزير الخزانة ونائب رئيس الوزراء في شان تعيين ميلبورن وإعادته إلى الموقع المتقدم من بعد إقصائه من الحكومة كوزير للصحة قبل عامين.
وتتهم مصادر حزب العمال، وخصوصا البرلمانيين الذين لا يحملون حقائب وزارية، الوزير السابق ميلبورن بأنه دمر النظام الصحي في المملكة المتحدة في الفترة التي قضاها وزيرا للصحة قبل حمله على الإستقالة.

وتعتقد هذه المصادر أن بلير "يسترجل" على المناهضين لزعامته المستقبلية بالمجيء بصقور الحزب السابقين لاحتلال مواقع متقدمة مؤثرة في سياسات الحزب الحاكم، وهو كان قبل أسابيع أعاد إلى الأضواء أحد عرابي الحزب السابقين ومنظريه بيتر مانديلسون، موليا إليه مهمة المفوضية الأوروبية، رغم احتجاجات كثيرة.

وفي الختام، فإن صقري حزب العمال الحاكم الراهنين وزير الخزانة براون نائب رئيس الوزراء بريسكوت يعتقدان أن التعديل الوزاري الذي سيتم نهاية هذا الأسبوع، والمجيء بوزير الصحة السابق ميلبورن رئيسا للحزب سيقسم الحزب، "وسيدمر التقاليد المرعية في مهمة رئاسة الحزب". وكانت "إيلاف" أشارت أمس الأحد، إلى أسماء عدد من وزراء حكومة بلير الذين سيطالهم التعديل الجديد المنتظر يوم الخميس المقبل.