سمية درويش من غزة:عززت قوات الاحتلال الصهيوني من تواجدها العسكري في محيط المستوطنات الصهيونية المحيطة بقطاع غزة من كل جانب خشية تنفيذ عمليات فدائية انتقاما للمجزرة الصهيونية التي وقعت في مدينة غزة فجر اليوم واستشهد خلالها 14 من عناصر حركة المقاومة الاسلامية "حماس" وأصيب أكثر من 30 آخرين.
مصادر أمنية فلسطينية أكدت وجود عدد كبير من الدبابات الصهيونية عند خطوط التماس مع المدن الفلسطينية خاصة على طول المستوطنات الصهيونية الواقعة شمال مدينة غزة كما شوهدت دبابات صهيونية وهي تتمركز بالقرب من الجدار الإلكتروني المحيط بمستوطنة "نتساريم" الواقعة جنوب المدينة.
هذا وتحلق طائرات هليوكبتر على مسافات منخفضة في أجواء قطاع غزة منذ ساعات الفجر خشية من تنفيذ عمليات فدائية أو إطلاق صواريخ من قبل المقاومة الفلسطينية .
وأكد شهود عيان أن قوات الاحتلال الصهيوني شددت من حصارها المحكم لقطاع غزة، وعزلت مدينتي رفح وخانيونس عن باقي المدن الفلسطينية، حيث أغلقت حاجزي المطاحن وأبو هولي الواقع جنوب مدينة دير البلح.
هذا وقد أصيب مستوطنان صهيونيان بجروح متوسطة ووقعت أضرار مادية جسيمة في المستوطنات الصهيونية، وذلك بعد أن كثفت فصائل المقاومة الفلسطينية من عمليات قصف المستوطنات الفلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وفي قطاع غزة، وذلك في أعقاب المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني.
فقد أطلق رجال المقاومة الفلسطينية صاروخا من طراز "قسام" سقط في مركز مستعمرة "أسديروت" في النقب جنوب فلسطين المحتلة عام 1948 مما أدى إلى إصابة اثنين من المستوطنين بجروح متوسطة، ونقلا إلى المشفى في مدينة "عسقلان".
وقالت مصادر أمنية إن حالة من الذعر والهلع الشديدين سادا في صفوف مستوطني مغتصبة "أسديروت"، مشيرة إلى أن قوات من الشرطة وخبراء المتفجرات وصلوا إلى المكان بسرعة وشرعوا بأعمال تمشيط واسعة في المكان تحسبا لسقوط قذائف قسام أخرى على المغتصبة.
وقبل ذلك بوقت قصير، أعلن مصدر أمني صهيوني أن قذيفة "هاون" سقطت بالقرب من مدرسة في إحدى المستوطنات الصهيوني في منطقة "غوش قطيف" في قطاع غزة. كما عثر على شظية لقذيفة هاون على الطريق المؤدية إلى المغتصبة نفسها، ولم يبلغ عن وقوع إصابات، إلا أن أضرارا مادية لحقت بجدران وزجاج المدرسة، كما عثر على شظية على مسافة على الطريق المار بالمدرسة في المستوطنة.
وفي وقت لاحق من صباح اليوم أفاد مصدر أمني صهيوني، بسقوط صاروخ "قسام" آخر قرب مستعمرة "ياد مردخاي" في النقب جنوب فلسطين المحتلة عام 1948 قرب مغتصبة "أسديروت"، لكن مصادر الاحتلال لم تعترف كعادتها بوقوع إصابات بين صفوف المستوطنين والجنود.
والمراقب للأحداث يلاحظ بان دورة جديدة مما تسمى "كسر العظم" بين حماس وإسرائيل قد بدأت بالفعل لاسيما بعد العملية الفدائية التي نفذتها كتائب القسام في بئر السبع الأسبوع المنصرم وخلفت عشرات القتلى والمصابين في صفوف الإسرائيليين والتي جاءت أيضا كرد طبيعي علي اغتيال مؤسس وزعيم حماس وقائدها الرنتيسي.
وكانت حركة الجهاد الإسلامي أكدتان المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني تعكس عجز الاحتلال وإفلاس الحكومة الصهيونية ومدى تخبطها وفي إطار التصعيد الصهيوني ضد أبناء شعبنا الفلسطيني.
وكانت قوات الاحتلال قد ارتكبت مجزرة بشعة فجر هذا اليوم بحي الشجاعية بحق مجموعة من افراد حماس حيث راح ضحيتها 14 شهيدا بينما أربعة منهم في حالة موت سريري.
واشار محمد الهندي احد قادة حركة الجهاد الإسلامي ان هذا التصعيد الصهيوني لم يأت في إطار الرد على عملية الخليل المزدوجة التي نفذت يوم الأربعاء الماضي وقتل خلالها 16 إسرائيليا لان العملية انطلقت من الخليل كما قال وعلل هذا القصف بأنه ياتي في إطار التصعيد الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وأوضح الهندي في تصريحات صحافية ان هذه المجزرة البشعة تتزامن مع زيارة الوفد المصري للأراضي الفلسطينية وأضاف بان هذا التصعيد بمثابة رسالة للمصريين من قبل إسرائيل بانها لا تهتم بأي جهد سياسي وتريد استغلال الظرف الدولي والإقليمي لإنهاء القضية الفلسطينية.
وأكد الهندي أن إسرائيل واهمة ان تصورت ان القصف وعمليات الاغتيال يمكن ان تنهي المقاومة الفلسطينية مبينا ان عمليات الاغتيال تزيد من إصرارها على مواصلة المقاومة والانتفاضة.
وفى تعقيب أولي لها أدانت السلطة الوطنية الفلسطينية وبشدة ما اقترفه الطائرات الإسرائيلية. وقال صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني " نحن ندين بشدة هذه الغارة الإسرائيلية غير المبررة مشيرا إلى ان إسرائيل هي من يلجا إلى عمل شيء يعطل اي تحرك سلمي من اجل إعادة عملية السلام إلى مسارها الطبيعي وأضاف ان هذه الأعمال غير المبررة لإسرائيل والتى تستهدف مدنيين توجب تدخل عاجل من قبل اللجنة الرباعية للتحرك الفوري من اجل تنفيذ خطة خارطة الطريق.
وأكد مشير المصري الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس ان العدو الصهيوني ارتكب مجزرة في إطار عدوانه اليومي ضد ابناء شعبنا الفلسطيني وأضاف المصري للصحافيين أن الحرب بيننا وبين العدو الصهيوني مفتوحة ينالون منا وننال منهم واكد ان مسيرة المقاومة متواصلة ولن تتوقف بإذن الله. وقال إننا نقول لشعبنا إن هذه المجزرة ضريبة النصر ولا بد من دفعها مؤكدا بان العدو الصهيوني لا يحتاج لمبرر صهيوني لضرب المقاومة الفلسطينية فهو يواصل جرائمة ضد الأطفال والشيوخ والنساء.
ونفى المصري ان يكون المكان الذي ضرب هو مكان تدريب لكتائب عز الدين القسام موضحا ان المكان مكشوف وبين مساكن سكنية ومن غير المعقول ان يكون مكان تدريب عسكري.
ومن جهتها توعدت كتائب القسام إسرائيل برد مزلزل على العملية الإجرامية مؤكدة بان أفرادها قادرين علي ضرب الكيان الصهيوني.وقالت الكتائب فلينتظروا الرد القسامي.
وقالت كتائب القسام في بيان ان "ردها على هذه الجريمة قادم"، مؤكدة انه "ما ضربتنا المزدوجة في بئر السبع الا جزء من الضربات التي سننزلها بالصهاينة تاركين للفعل ان يتقدم القول". واوضح البيان ان "طائرات العدو الحربية ودباباته الصهيونية قصفت (...) معسكرا كشفيا كانت تتدرب فيه مجموعة من المجاهدين في منطقة الشجاعية"، مما ادى الى "استشهاد 14 شخصا واصابة العشرات من المشاركين في المعسكر الصيفي واهالي المنطقة".
ودان البيان الهجوم، معتبرا انه يندرج في اطار "مسلسل الاجرام والحرب الصهيونية المتواصلة الذي تستهدف ابناء شعبنا الفلسطيني بكافة فئاته واطيافه". وعدد البيان اسماء "الشهداء القساميين"، موضحا انهم جميعا من حي الشجاعية في مدينة غزة. وهم اسامة عوني حجيلة (27 عاما) وعارف قاسم جندية (20 عاما) وفارس سعدي السرساوي (20 عاما) وبلال زهدى قريقع (20 عاما) وادهم كريم قريقع (19 عاما) وغسان محمد عبيد (18 عاما) وايمن خزاع فرحات (18 عاما) ومحمد عمر جندية (20 عاما) وايهاب محمد الديب (23 عاما) وسعيد ياسر عودة (23 عاما) واحمد خيرى سكافي (23 عاما) وعزت احمد الودية (22 عاما) ومحمد عبد الله قنوع (21 عاما) ومعتصم فؤاد الزربتلي (20 عاما).
ويذكر بان كتائب القسام قد اثبتث قدرتها علي توجيه ضربات مؤلمة لإسرائيل بعد كل حادثة اغتيال او مجزرة يتعرض لها الشعب الفلسطيني وان كان الرد بعض الأحيان يأتي متأخرا كما حدث مع اغتيال زعيم ومؤسس حماس والقائد الرنتيسي حيث جاء الرد بعد عدة شهور لكنه كان مؤلما للشارع الإسرائيلي الذي اقر زعمائه بان كل عمليات القصف والاغتيال والضرب لن توقف عزيمة المقاومة الفلسطينية.
انفجار قذيفة اطلقت من قطاع غزة في اسرائيل ولا اصابات
القدس: اعلنت مصادر في الشرطة الاسرائيلية ان قذيفة قسام يدوية الصنع اطلقت من قطاع غزة سقطت صباح اليوم الثلاثاء فوق مدينة سديروت الاسرائيلية بدون ان تتسبب في اصابات. واطلقت القذيفة بعد ساعات من غارة شنتها مروحيات اسرائيلية على مدينة غزة واسفرت عن مقتل 14 من ناشطي حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
من جهة اخرى، قالت مصادر عسكرية ان عددا من قذائف الهاون سقطت صباح اليوم الثلاثاء على مستوطنات في جنوب قطاع غزة بدون ان تسبب اصابات او خسائر.
اصابة فتاة فلسطينية برصاصة في الرأس في صفها
هذا وأعلنت مصادر طبية فلسطينية ان فتاة فلسطينية تبلغ من العمر عشر سنوات اصيبت اليوم الثلاثاء برصاصة سببت جروحا خطيرة في الرأس بينما كانت في صفها في مدرسة في خان يونس جنوب قطاع غزة. وقالت هذه المصادر ان اطلاق النار جاء من واحدة من المستوطنات الواقعة قرب خان يونس، بدون ان تذكر اي تفاصيل اخرى.
اسرائيل تهدد قيادة حماس في دمشق بعد الغارة على غزة
إلى ذلك هددت اسرائيل اليوم القيادة السياسية لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في سوريا بعد ساعات على الغارة الجوية الاسرائيلية في غزة التي اودت بحياة 14 ناشطا في الحركة.
وقال رعنان غيسين الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون "سنضرب حماس في كل مكان في غزة كما في دمشق لمنع قتل اسرائيليين". واضاف ان "هذه المنظمة هدفها ليس التفاوض بل تدمير دولة اسرائيل وقتل يهود".
وقال غيسين ان الجيش الاسرائيلي رصد هذا الملعب وكان يراقب منذ عدة اسابيع انشطة الاسلاميين. واضاف "انتظرنا الوقت الملائم للضرب". وتابع "لم يكونوا يستخدمون هذا الملعب في مباريات كرة القدم وانما لاستخدام متفجرات والتدرب على هجمات مناهضة لاسرائيل". واضاف "اذا اردتم تبريرا لعمليتنا فيكفي تشغيل جهاز التلفزيون والنظر الى مشاهد بيسلان. لن نسمح بحصول هذا الرعب عندنا".
وكان يشير الى مئات الاشخاص الذين قتلوا بعد هجوم القوات الروسية الجمعة على مدرسة في بيسلان باوسيتيا الشمالية حيث كانت مجموعة مسلحة تحتجز مئات الرهائن. وكانت اسرائيل حملت دمشق في بادىء الامر مسؤولية العملية الانتحارية المزدوجة في بئر السبع وتحدثت عن احتمال اطلاق عمليات عسكرية ضد سوريا.
وبعد ذلك اعترف المسؤولون الاسرائيليون بانه ليس لديهم دليل يشير الى تورط "مباشر" لسوريا وفضلوا لعب ورقة الضغوط الدبلوماسية على دمشق. وفي الخامس من تشرين الاول/اكتوبر شنت اسرائيل للمرة الاولى منذ ثلاثين عاما غارة جوية داخل الاراضي السورية. واستهدف الهجوم معسكر تدريب قرب دمشق تستخدمه على حد قول اسرائيل، حركة الجهاد الاسلامي التي تبنت عملية انتحارية في شمال اسرائيل.
حاخامات اسرائيل يفتون بجواز قتل المدنيين الفلسطينيين
هذا ودعت مجموعة حاخامات ورؤساء مجالس فتوى يهودية من الضفة الغربية ومجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة، الحكومة لتشديد سياساتها القتالية في الاراضي المحتلة حتى لو كان ذلك على حساب ارواح مدنيين، معتبرين ان الجيش عليه ان يعير اهتماما اقل للفلسطينيين في حال كان الارهابيون "المقاومون" يختبئون بينهم.
وكتب هؤلاء الحاخامات في الفتوى، والتي بعثت في رسالة الى وزير الدفاع شاوول موفاز "لا توجد حرب في العالم يمكن فيها الفصل بشكل تام بين السكان وجيش (العدو)، لا في حرب الولايات المتحدة في العراق، ولا في حرب روسيا في الشيشان، ولا في حروب اسرائيل مع اعدائها.
وابرزت فتوى الحاخامات سؤالا حول ما اذا كان على الجيش الاسرائيلي "قتال الاعداء في حال كان مدنيون على الجانب الاخر سيقتلون، او ما اذا كان عليه الامتناع عن القتال، وبالتالي تعريض حياة مدنيينا للخطر والاجابة عن هذا السؤال كانت: حياتنا تأتي اولا.
التعليقات