المسلمونأصحاب حق فى الدفاع عن أراضيهم المغتصبة فى فلسطين
حسام عبد القادر من مسقط: انتقد مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق الثقافة الأميركية المنتشرة والمسيطرة فى كل أنحاء العالم، مؤكدًا أن هذه الثقافة استغلت مبدأ الحرية بشكل مخالف للقيم ولثقافات شعوب العالم، فهى ثقافة متحررة بشكل مطلق حتى فى الممارسات الجنسية والتى وصلت إلى تدمير الثقافات الأخرى، فقد أصبحت ثقافة الشذوذ هى التحضر والتقدم والحرية حتى أن بعض القساوسة يمارسون الشذوذ الجنسي تحت اسم الحرية، جاء هذا فى المحاضرة التى ألقاها مهاتير محمد حول "التكامل بين الحضارات والثقافات المختلفة" فى اليوم الثاني لمؤتمر التجربة الماليزية الذي نظمته جمعية محبي فن صلاح طاهر بالتعاون مع جامعة الإسكندرية ومكتبة الإسكندرية، والذى حضره الدكتور أسامة الباز، وأضاف مهاتير أن الثقافة الأميركية استخدمت جسد المرأة فى الإعلان عن المنتجات وفى أغاني الفيديو كليب وقاموا بتصميم أزياء للمرأة تكشف أكثر مما تخفي ثم يلجأون إلى القضاء إذا قام أي شخص بالنظر إلى المرأة العارية باعتباره يتحرش بها جنسياً، ولم يعد هناك مكان للحب أوالشعور بالمودة فتحولت كل القيم الأسرية إلى رغبة وحيدة هى الممارسة الجنسية دون أي اهتمام بالعلاقات الأسرية والعلاقة السوية وينتج عن هذه العلاقات غير الشرعية أبناء لا يعرفون آباءهم مما ينفى وجود الأسرة ويهدم كيانها، ليس هذا فقط بل أصبح زواج الأخ من أخته موضوع تساؤل الآن من أجل تطبيقه وإن كان موجودا ولكن بشكل غير رسمي، فإن ما كان يصف بالخطيئة عندهم من قبل أصبح يمارس علانية على أنه فضيلة، ثم يدعون أن هذه الثقافة هي الثقافة العالمية ويريدون فرضها على العالم كله ومن هنا لابد أن نواجه هذه الثقافة حتى لا تتلوث ثقافتنا.
بل إن الثقافة الأميركية التى تدعو إلى حرية التعبير وحرية الصحافة تقوم بإعادة تفسير العدالة لكي تعطي معنى جديد للحرية فنسمع عن بلدان تغزو بلداناً أخرى لكى تقيم حكومات تتصف بمواصفات خاصة، وعندما يرفض سكان هذه البلاد هذه الثقافة وهذه الحكومات يتم استخدام القوة ضدهم وهو ما يتعارض مع الحرية التي ينادون بها، فهل يمكن أن يكون هناك تكامل ثقافي وسط كل هذا التضارب وكيف يأتي التكامل إذا دمرت ثقافة ما ثقافات أخرى بجانبها كما يحدث حاليا من الثقافة الأميركية ذات الأصول الأوروبية.
وعندما يكافح المسلمون من أجل استرداد أراضيهم التى انتزعت منهم لإنشاء دولة إسرائيل فإذا عادت الأرض لأصحابها سيعيش المسلمون فى سلام مع إسرائيل ومع غيرهم، إلا أن المسلمين لا يمكنهم قبول الثقافة الأميركية المعادية لدينهم فهي ثقافة تعتمد على إثارة الغرائز وإشباع الرغبات الحيوانية فهي ثقافة يجب أن تنحصر داخل المجتمع الأميركى فقط طالما يريدونها، ولا يسمح لها بالاندماج فى ثقافات أخرى لأنها ستفشل حتما وتنهار، فعندما لا يعرف شعوب العالم من هم آبائهم وتصبح العلاقات الجنسية الشاذة هي الحرية والمساواة وعندما تكون العدالة هي قهر القوى للضعيف فإن من الممكن تماماً أن يصاب العالم بالكوارث نتيجة لهذا من خلال العقاب الإلهي لأنه سيؤدى إلى تدمير القيم الأخلاقية التى يحرص عليها الجميع.
ويلفت مهاتير النظر إلى أن هناك أعداداً ليست بقليلة بدأت تلتفت للإسلام بشكل أفضل وخاصة بعد 11 سبتمبر فبدأ الإقبال المتزايد من الناس على التعرف على الإسلام، ونحن فى ماليزيا لدينا حزب إسلامي ولكنى لست من مؤيديه لأنه يستخدم الإسلام للوصول إلى أغراضه ويحاول السيطرة على عقول البشر وخاصة البسطاء تحت اسم الإسلام فيوهمون الناس أن من لا يصوت ضدهم يذهب للجحيم فسألتهم ذات مرة هل ذهبتم إلى الجحيم لتروا بأنفسكم حقيقة ما تقولون، وموضوع الجحيم والجنة أمر لا يرجع للبشر وإنما يرجع لله سبحانه وتعالى ويجب أن نرجع للقرآن الكريم لحسم كل الأمور، وعموما فهذا الحزب يعمل من خلال نظام ديمقراطي ويمكنهم إطلاق ما يشاءون من الأكاذيب ولكن نحن لا نخشاهم لأن الفيصل فى النهاية هو الفرد داخل مجتمعه ومصداقية الفرد لمن حوله.
وحول تجربة الصين أشار مهاتير إلى أن الصين سوف تصبح مصنعا كبيرا للعالم وستكون منتجاتهم ذات تكلفة بسيطة وجودة عالية، ولكن علينا أن نجد شيئاً لا يستطيعون هم القيام به وفي ماليزيا ننتج زيت النخيل من أشجار النخيل عندنا وهم ليس لديهم هذه الأشجار التى تنمو فى درجة حرارة معينة، وبالتالي تشتري منا الصين هذا الزيت ونحن فى ماليزيا دائما نقول لو أن كل مواطن صيني تناول معلقة يوميا من زيت النخيل سنصبح أغنياء تماما فهم بليون و300 مليون نسمة ولذلك يمكننا إذا فكرنا أن نستفيد من هذا العدد الضخم فى إنتاج سلع ليست لديهم والتربح من خلالها.
ومن ناحية أخرى أكد الدكتور أسامة الباز مستشار الرئيس للشؤون السياسية فى كلمته التى ألقاها فى الندوة أن مفهوم الإرهاب والتطرف دائما ما يتجه للإسلام رغم أنه غريب عن الإسلام تماما فهو ليس من شعائرنا ولا معتقداتنا، وهذا المفهوم ليس بجديد وأعرب عن نفسه من خلال التاريخ فالحروب الصليبية لم تكن مغامرة مسيحية وإنما كانت تحيزاً من الغرب ضد الإسلام وعندما وصل الإسلام إلى الأندلس لم نسمع عن أى صراع نشأ مع المسيحيين أو مع اليهود ولم يحاول المسلمون القضاء على الأديان السابقة وأسفر هذا عن نموذج رائع للتعايش والتكامل بين الثقافات، أما الإرهاب فهو ظاهرة دولية عانينا منها طويلاً وقد دعا الرئيس مبارك لعقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب ولأسباب غير معروفة يصعب فهمها لم يتم العمل بهذا الاقتراح!!
التعليقات