الياس توما من براغ : انتقد وزير الخارجية البولندي فلاديزمير تشيموسزوفيتس مطالب الألمان الذين ابعدوا من بولندا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بالتعويض المالي لهم مشددا على انهم يسببون أضرارا كبيرة في لعلاقات البولندية ـ الألمانية
ودعا حكومة غيرهارد شرويدر والمعارضة الألمانية إلى تبني موقف واضح وملزم تجاه مطالب الألمان المبعدين وذلك إما برفض هذه المطالب أو بالعمل على إرضاءهم .
وقال الوزير البولندي في حديث أدلى به اليوم لمجلة شبيغل اون لاين الألمانية على شبكة الانترنيت إن نشاطات اتحاد المبعدين وجمعية " بريوبيش تريوهاند " تضر كثيرا بالعلاقات بين البلدين والذين يقومن بهذه التحركات إما أنهم لا يفهمون المشاعر الحالية ووعي البولنديين أو انهم لا يريدون فهمها.
و أكد أن مشاعر عميقة بالظلم لاتزال موجودة لدى البولنديين فقد خسروا الملايين في الحرب ودمرت البلاد من جراء الاحتلال النازي وسرق جزء كبير من ارثهم الثقافي ولذلك فعندما يقوم أحد في ظل هذه المعطيات بالمطالبة بتعويضات بدون وجه حق وعلى أساس من القانون الوهمي والمبررات غير الواقعية فان ذلك يطعن ابسط المشاعر بالعدالة الموجودة لدينا ولذلك لم يستغرب الوزير البولندي أن تظهر مطالب مضادة في بلاده تدعو برلين إلى دفع تعويضات كبيرة عن الخسائر والأضرار التي ألحقها الاحتلال النازي للبلاد
ورأى الوزير البولندي انه يوجد مخرج واحد للخروج من الوضع القائم وهو القيام بتحرك فعال في بولندا وألمانيا لمواجهة هؤلاء الراديكاليين غير العقلانيين الذين يعرقلون العملية الإيجابية القائمة بين برلين ووارسو .
و أكد انه لا يستطيع التصور بوجود قضاء ما يمكن له أن يعترف بمشروعية مطالب الألمان المبعدين وردا على سؤال فيما إذا كان يقصد القضاء البولندي قال : أي قضاء بما فيه القضاء الدولي
و أشار الوزير إلى أن الحكومة الألمانية قدمت بعد الحرب العالمية الثانية تعويضا للألمان المبعدين وقد تبقى الآن أن تقرر الحكومة الألمانية فيما إذا كانت هذه التعويضات كافية أم أن هنالك حاجة لدفع المزيد و أضاف : أنا في هذا المجال لا أستطيع أن اقدم أي اقتراحات تفصيلية لكنني اعرف بان السلبية وعدم الرد على مطالب الألمان المبعدين لن يجلب لنا أي حل .
ووصف تصريحات المستشار الاتحادي الألماني غيرهارد شرويد التي قالها في العاصمة البولندية مؤخرا بان حكومته لن تدعم مطالب الألمان بالتعويض المالي لهم من قبل الدولتين البولندية والتشيكية بأنه إعلان رسمي هام غير انه ليس ملزما بالنسبة للقضاء الألماني وسيكون حسب رأيه افضل من وجهة النظر السياسية و الإنسانية لو أن المعارضة الألمانية دعمت هذا الإعلان لشرويدر مشددا على أن التحدث بلغة مزدوجة أو الصمت من قبل زعماء المعارضة يعتبران خطأ في ظل الظروف الحالية .
و أكد الوزير البولندي أن بلاده لم تكن قريبة من ألمانيا ملما هو الوضع الآن ولكن فجأة تبدأ بعض الأوساط الألمانية تتحدث عن مطالب مالية الأمر الذي يعيد نبرة المناقشات عشرات السنين إلى الوراء .