نصر المجالي من لندن: وصلت معركة لي الذراع بين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزير خزانته غوردون براون، المنافس له في زعامة حزب العمال الحاكم إلى التماحك كلاميا أمام الملأ كافة، والرجلان يتنافسان على ما يذكر في من سيكون زعيم الحزب الذي يقود المملكة المتحدة للانتخابات البرلمانية في الربيع المقبل، حيث معركة برلمانية ساخنة.
والمعركة الكلامية اشتدت بين الرجلين البارحة، عشية التعديل الوزاري على حكومة بلير المنتظر إعلانه غدا الخميس، حيث يرى بلير أن التعديل يمهد لإصلاحات كبيرة في داخل قيادة الحزب تحسبا للانتخابات المقبلة، لكن وزير الخزانة يرى عكس ذلك.
وتقول مصادر سياسية بريطانية أن رئيس الزراء بلير العائد من إجازة الصيف وكذلك مع عودة مجلس العموم (البرلمان) من إجازته، سيجد متسعا من الوقت ليجادل في مسالة المنازعة على زعامته لخوض الانتخابات المقبلة.
ودأبت زعامات من حزب العمال البريطاني الحاكم في الشهور القليلة الماضية وخصوصا من بعد الحرب في العراق، على المطالبة بتنحي بلير عن الزعامة ورئاسة الحكومة سواء بسواء ليفسح المجال أمام زعيم آخر تشير جميع المصادر إلى أنه سيكون غوردون براون وزير الخزانة.
لكن بلير البارحة تجرأ علنا وجابه وزير خزانته بالقول "إما أن يخرس ... وأن لا يتدخل في أي شيء أو يغادر موقعه الوزاري"، وجاءت هذه المجابهة عشية التعديل الوزاري المنتظر إعلانه غدا على الحكومة العمالية الحالية، حيث من المنتظر إيلاء مهمة رئاسة الحزب لـ ألن ميلبورن وزير الصحة السابق الوفي سياسيا لتوني بلير، وكان طرد من المهمة لعجزه في السياسة الصحية وإعادته الآن إلى الواجهة السياسية قائدا في الحزب.
وأكدت مصادر في 10 داونينغ ستريت اليوم ، أن رئيس الوزراء بلير سيستغل المؤتمر السنوي المقبل للحزب ليؤكد أنه لن يستقيل من الزعامة وأنه مستعد لخوض معركة الانتخابات المقبلة، التي يستعد لها حزب المحافظين الشرس الذي يمثل قلعة الأرستقراطية البريطانية لعودة إلى الحكم الذي فقده في العام 1997 بهزيمة ساحقة أمام حزب العمال.
وابلغ بلير البارحة بعض القريبين منه أنه متأكد من حزب العمال سيخوض معركة الانتخابات المقبلة بكل كفاءة واقتدار، وان غالبية الناخبين البريطانيين سيصوتون له للتأهل لولاية ثالثة في حكم المملكة المتحدة، وهو أكد أن دماء شابة جديدة تأتي في التعديل الوزاري المقرر غدا ستدعم معركة الانتخابات لصالح حزب العمال في مايو (ايار) المقبل.
وفي إعادة ألان ميلبورن، وهو رجل معتدل سياسيا داخل حزب العمال بين الوسط واليسار المتطرف، فإن رئيس الحكومة بلير يرى فيه الرجل الذي سيعيد الحزب إلى جادة الصواب في سياساته لتحقيق النصر في الانتخابات المقبلة.
وكانت واحدة من المفاجئات التي واجهت زعماء حزب العمال الحاكم، أمس هي الاستقالة المفاجئة لوزير العمل وشؤون التقاعد أندرو سميث، حيث كان المعلومات تشير في وقت سابق إلى أنه سيبعد في التعديل الحكومي الذي سيعلن غدا الخميس، حيث هو استبق القرار باستقالته، ويحتمل أن يتولى الحقيبة بديلا عنه وزير الدفاع الحالي جيف هون.
والوزير المستقيل سميث يعتبر من اشد المخلصين لوزير الخزانة غوردون براون الذي يماحك بلير على الزعامة في الحزب ورئاسة الحكومة، وهناك مرشحان لتولي وزارة الدفاع خلفا لهون، هما بول بوتينغ، رئيس أركان وزارة الخزانة الحالي أو باتريشا هيويت وزيرة الصناعة والتجارة.
وفي الأخير، ترى المصادر البريطانية، أن بلير إن نجح في الانتخابات المقبلة، فإنه سيبعد وزير خزانته ومنافسه القوي مرة واحدة وإلى البد عن العمل السياسي، كما أنه سيبعده عن العمل الوزاري أيضا، نتيجة لمعركة كسر العظم الراهنة بينهما راهنا.
التعليقات