باريس: التقى مسؤولون عن المنظمات الاسلامية واليهودية في فرنسا اليوم في العاصمة الفرنسية للبحث عن سبل تمكن الفرنسيين من الطائفتين "من العيش معا" بشكل افضل.
وتم اللقاء في مقر مجلس المؤسسات اليهودية الفرنسية في باريس الذي استقبل للمرة الاولى ممثلين عن اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا الذي يعتبر مقربا من حركة الاخوان المسلمين كما يعتبر الجناح المتشدد في المجلس الاسلامي الفرنسي حيث يشكل غالبية.
وكانت لقاءات المجلس اليهودي مع مسلمي فرنسا تقتصر على امام مسجد باريس دليل بو بكر لكن المجلس بدأ اعتبارا من نهاية 2003 يلتقي اتحاد المنظمات الاسلامية بعيدا عن الاضواء.
وتمثل مجلس المؤسسات اليهودية برئيسه روجيه كوكيرمان بينما تمثل اتحاد المنظمات الاسلامية بنائب رئيس الاتحاد فؤاد علوي.
ويأتي اللقاء بعد صيف عاصف طغت عليه مشاكل معاداة السامية في انحاء فرنسا وكانت اصابع الاتهام تشير الى المسلمين في غالب الاحيان على الرغم من ان الحريق المفتعل الاخير في احد المراكز الاجتماعية اليهودية كان من فعل فرنسي يهودي كما تبين لاحقا.
واشارت ارقام وزارة الداخلية الفرنسية الى 298 عملا معاديا لليهود منذ بداية السنة الحالية اي ثلاثة اضعاف الاعمال المشابهة لعام 2003 بكامله. وادت ازمة الرهينتين الفرنسيين في العراق الى تعديل كبير في المواقف مع ادانة مسلمي فرنسا العملية ودعوتهم الى اطلاق الصحافيين الفرنسيين.
وقد اعرب علوي عن امله في "حوار صريح وصادق" مع المجلس اليهودي. وكان دعا في مناسبات عديدة الى نبذ فكرة معاداة السامية مكررا ان "مهاجمة يهود فرنسا تعتبر هجوما على الاسلام" رافضا في الوقت نفسها القاء المسؤولية فورا ودون دليل على الشبان من اصل مغاربي في فرنسا وداعيا الى تفهم اكبر لما يتعرض له المسلمون انفسهم من اعمال عنف.
وقال احد مسؤولي الاتحاد الاسلامي ان اللقاء مع المنظمات اليهودية ركز على "عدم نقل النزاع" الفلسطيني الاسرائيلي الى فرنسا "والبحث عن وسائل لتعيش الطائفتان في سلام".
من جهته قال المدير العام للمجلس اليهودي حاييم موسيكانت "الاشكالية بالنسبة لنا هي العيش معا تحت سقف المنزل الفرنسي" والسعي في الوقت نفسه الى "عمل تربوي متبادل" مشددا على اهمية التصدي لكل انواع التمييز ومعاداة الاجانب في البلاد.
التعليقات