محمد الخامري من صنعاء: كشفت مصادر خاصة لـ" إيلاف" أن الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري هذه الأيام لليمن، تأتي في إطار ما تقوم به الحكومة العراقية المؤقتة من تحركات واسعة تصب في مجملها بتحصيل المبالغ التي قد يكون الرئيس العراقي السابق صدام حسين منحها لبعض الدول كالأردن واليمن وغيرها.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الإشارة إليه انه ورغم استبعاد موظفين في وزارة النفط العراقية ومسؤولين عن عمليات إنتاج وتكرير النفط في العراق، ان يكون لليمن أي دور في تلك العمليات، إلا أن هناك شكوكا لدى بعض القيادة العراقية المؤقتة ان اليمن ربما كانت تقوم بتكرير النفط العراقي في مصفاة عدن " 400 كيلو متر جنوب العاصمة صنعاء " قبل خلع الرئيس السابق صدام حسين وأن هناك مبالغ مالية متبقية لدى اليمن جراء تلك العمليات النفطية.
إلى ذلك يرى بعض المراقبين بأن زيباري ربما كان مرسلا من قبل قوات الاحتلال الأميركي لكي يبرم صفقات مع اليمن، بخصوص تكرير البترول العراقي في مصفاة عدن المطلة على بحر العرب ، وأن تكون معظم المشتقات البترولية متاحة لاستخدام البوارج الأميركية بالمحيط الهندي وبحر العرب ، وتوقع المراقبون انه ورغم ان هذه العملية تتعارض مع توجه اليمن في الاستفادة من موقعها لكي تقوم بتزويد السفن الأميركية وسفن التحالف المرابطة في بحر العرب ضمن الأسطول الخامس الذي يتخذ من البحرين مقرا لقيادته العامة باحتياجاتها من المشتقات البترولية اليمنية ، إلا أنها قد ترضخ لهذه المطالب تحت ضغوط اميركية.
من جانب آخر وفي سياق متصل توقع بعض المحللين السياسيين ان تلعب الكشوفات الأميركية لحصص النفط التي كان يوزعها الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وتم الإعلان عنها في وقت سابق دورا في إجبار اليمن على الموافقة بتكرير النفط العراقي في مصافي عدن وبالشروط المطروحة من الجانب الأميركي، خصوصا وان هناك قيادات يمنية في الحزب الحاكم متورطة في تلك الكشوفات " حسب ما أعلن عنه في حينه".
يذكر ان زيارة زيباري الى اليمن كان قد سبقها زيارة وفد عراقي برئاسة مدير عام ديوان الرقابة المالية عبد الهادي حميد فرحان نهاية الأسبوع المنصرم، بغرض تعقب الأموال العراقية التي خرجت عند احتلال القوات الأميركية للعراق.
وقالت المصادر التي حصلت عليها " ايلاف " ان مهمة الوفد العراقي السابق كانت لتعقب أموال عراقية قيل أنها مودعة في البنك المركزي اليمني وبنوك تجارية أخرى، يعتقد أنها وصلت الى اليمن بمعية شخصيات عراقية بارزة تتبع نظام الرئيس السابق صدام حسين كانت قد وصلت إلى صنعاء بعد الاحتلال الأميركي للعراق ، الأمر الذي أوجد خلافات كبيرة بين اليمن والحكومة العراقية المؤقتة التي ترى ان الحكومة اليمنية قد ساندت النظام السابق.
وأضاف المصدر ان رئيس الحكومة العراقية المؤقته كان قد ألغى زيارته لليمن في وقت سابق من اجل هذه البنود التي ترى الحكومة العراقية ان اليمن متورطة فيها، وأوفد وزير خارجيته للتفاوض حولها والتوصل إلى حل يرضي جميع الاطراف.
التعليقات