بهية مارديني من دمشق: توقعت مصادر سورية ان يحاول مساعد وزير الخارجية الاميركي وليم بيرنز في زيارته اليوم وغدا الى سورية ابرام اتفاق بين دمشق وواشنطن حول القضايا الجوهرية التي تهم الطرفين في المنطقة بدءا من الموضوع العراقي الى الموضوعين اللبناني والفلسطيني الى موضوع السلام بين دمشق وتل ابيب الذي وافقت سورية عليه منذ مبادرة الرئيس بوش للعام 1991.

وفي سياق ذي صلة لفتت المصادر انه ارتفعت خلال الفترة الاخيرة وتيرة حرب التهديدات بين دمشق وتل ابيب ،على خلفية اتهام اسرائيل لسورية بالمسؤولية غير المباشرة عن العملية المزدوجة في بئر السبع عبر سماحها لقيادة حماس بالتواجد على الاراضي السورية.

وفي هذا الصدد قال ل"ايلاف" النائب في البرلمان السوري ومستشار الرئيس الراحل حافظ الاسد الدكتور جورج جبور "ان سورية منذ عام 1973 قبلت بالقرار 383 وقامت سياستها على اساس ضرورة اقامة سلم عادل ودائم في المنطقة وهذه السياسة عبرت عن نفسها في اتفاقية فصل القوات بين سورية واسرائيل في ايار 1974 والتي لم تخرقها سورية ابدا وخرقتها اسرائيل عدة مرات وكان ابرزها اعتداءها على منطقة عين الصاحب قرب دمشق" .

واكد جبور "ان سورية توجت سياستها بموافقتها المبكرة على اقتراح الرئيس الاميركي جورج بوش باعتماد الية مدريد لتطبيق القرارين 338 و242 ، مشيرا الى ان استجابة سورية المبكرة لمبادرة الرئيس بوش في ربيع 1991 اجبرت الولايات المتحدة الاميركية على الضغط على حكومة اسرائيل لكي تتبنى بدورها ايضا مبادرة الرئيس بوش وبالفعل عقد مؤتمر مدريد للسلم واثبتت سورية من خلاله ومنذ عام 1991 وحتى عام 2000 انها الطرف الاكثر رغبة في السلم من خصمها الاسرائيلي" .

واوضح جبور " نعلم ان في العام 2000 كان هناك لقاء بين الرئيس الاسد والرئيس كلينتون وقد ارّخ له الرئيس كلينتون في كتابه الاخير عن سيرته السياسية ومن خلال هذا الكتاب بدا كلينتون وكأنه يعترف ان اسرائيل خدعته وانه هو حاول خداع السوريين بناء على الخديعة الاسرائيلية ، لافتا ان محادثات السلم بين سورية واسرائيل لم تعد قائمة منذ ذلك الوقت رغم نداءات الرئيس بشار الاسد المتكررة بضرورة استئنافها ولاسيما ان الاتفاق بين سورية واسرائيل على ردود السلم انما تم بنسبة انجاز تبلغ اكثر من 80 بالمائة".

وراى جبور "ان اصرار اسرائيل على عدم العودة الى محادثات السلم مع سورية يعود الى شعورها بتفوقها العسكري الكبير ويعود ايضا الى الدعم القوي الذي تقدمه الولايات المتحدة الاميركية على الصعيد السياسي ، معتبرا ان سياسة اسرائيل هذه لن تقود الى شيء لان القوة العسكرية الاسرائيلية التي لم تستطع ان تصنع سلما داخل الاراضي التي تسيطر عليها لن تستطيع ان تصنع سلما في اراضي لا تسيطر عليها وهي اراضي الدول المجاورة لها ".

واشار جبور الى ان اسرائيل تحاول عن طريق القوة العسكرية ان تجعل الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين يهملون حقوقهم في التحرر ، مؤكدا ان هذا الامر لن يتم لان المغتصبة حقوقهم لابد ان يفكروا في استعادتها سواء سلما كما ترغب سورية ولبنان او عبر المقاومة الفلسطينية في الداخل.

وحول زيارة بيرنز اليوم وماذا يحمل لسورية في جعبته اجاب جبور "انه من المتوقع ان يحاول بيرنز الوصول الى اتفاقات حول القضايا الجوهرية العالقة بين دمشق وواشنطن الا ان مايعوق مهمة بيرنز هو الانحياز الاميركي لاسرائيل ونرجو ان تكون زيارة المسؤول الاميركي الرسمي الى سورية مناسبة لمزيد من التعقل الاميركي في معالجة شؤون المنطقة وفي معالجة القضايا السورية الاميركية فاميركا طرف اساسي في قضايا المنطقة وكذلك دمشق ودون اتفاق اميركا ودمشق فان المنطقة ستشهد مزيدا من التوتر الذي هي بغنى عنه اذا اخذ الرئيس بوش بعين الاعتبار مدى الخسارة التي يتعرض لها في العراق حيث تجاوز عدد القتلى الاميركيين ال 1000 ، اضافة الى الاخذ بعين الاعتبار الخسارة المعنوية التي تعانيها بلاده لدى العرب والمسلمين فانه سيدرك ان من مصلحة اميركا الاخذ بنصيحة سورية في كيفية تخفيف التوتر في المنطقة ".

واضاف جبور "انه في القديم اتى شاوول الى دمشق ليهدد المسيحيين وفي الطريق الى دمشق اصيب بالعمى فعالجه دمشقي في كنيسة الحنانية التي ماتزال موجودة حتى الان وشفاه من العمى وانتقل من تهديد مسيحي دمشق الى ان يصبح رسولا للمسيحية في العالم ونامل من بيرنز ان يعيد قصة شاوول الذي اصبح القديس بولس".