تكتم داخل البرلمان حول الفضيحة :
برلمانيون متورطون في الاتجار بالبشر بباكستان

علي مطر من اسلام أباد: العاملون بالاقسام القنصلية بالسفارات الغربية في اسلام اباد يتلقون من يوم لاخر العشرات من طلبات الحصول على تأشيرات من الكثيرين الذين يصطفون في طوابير طويلة امام الغرف الملحقة بتلك السفارات ، ولكن تجد من حين لاخر ان بعض السيارات الحكومية المميزة تقترب من تلك الغرف ويترجل منها موظقون يحملون عددا من جوازات السفر ولا يضطرون للوقوف في الطوابير بل يدخلون الى داخل تلك السفارات ويدفعون بتلك الجوازات الى الموظفين ويحصلون على معاملة
تفضيلية تجعلهم يعودون بعد ساعة ليحصلوا على الجوازات وقد مهرت بالتاشيرات المطلوبة بدون عقبات تذكر لانهم يمثلون موظفين حكومين او برلمانيين اعضاء في مجلس الشيوخ او البرلمان الوطني .ولكن هذه الطلبات من البرلمانيين ليست بريئة كلها كما يبدو للوهلة الاولى .

حيث أن ما يزيد عن 20 عضواً برلمانيا باكستانيا متورطون في تجارة تهريب البشر من خلال قيامهم باصدار جوازات سفر مزورة يزودون بها من يرغب في دفع الاموال الطائلة لهم نظير مساعدته في الوصول الى الدول الغربية .وبعد انكشاف هذا الامر دون الاشارة له رسميا في البرلمان الوطني حفاظا على المصالح والروابط الحزبية بين التكتلات السياسية المختلفة ؛ فان نائب رئيس البرلمان قد اصدر تعليمات بفرض رقابة مشددة على عمليات ارسال البرلمانيين لجوازاتهم او جوازات سفر عوائلهم للسفارات الاجنبية ودعا لفرض عقوبات على ممارسي هذه التجارة ؛ فكبار الشخصيات البرلمانية متورطة في تسهيل وصول اشخاص بدون كفاءات الى الدول الغربية من خلال استخدام جوازات سفر مزورة .

وما يقوم بعض اعضاء البرلمان الوطني المتهمون بالتورط بتجارة البشر هو انهم يرفقون جوازات سفرهم الرسمية الاصلية مع بعض الجوازات المزورة والعائدة لأفراد ( يزعم العضو البرلماني انهم من افراد أسرته ) و يرفقون بها كتاب تغطية للحصول على تأشيرات لهم كمرافقين للعضو البرلماني المتورط في تجارة البشر من السفارات المختلفة في اسلام أباد ؛ و بهذا يحصل الافراد غير المؤهلين على تأشيرات لدخول الدول الغربية بصفة افراد اسرة العضو البرلماني . ويحصل اعضاء البرلمان المتورطون من هذه التجارة على مبالغ طائلة حيث تصل قيمة ما بقبضونه مقابل التأشيرة الى الولايات المتحدة الى حوالي مليون روبية ( حوالى 20 ألف دولار ) ، بينما تصل التأشيرة الى ايطاليا و المانيا وغيرهما من الدول الأوروبية الى 500,000 روبية ( 10 ألف دولار ).