بعد مرور نحو 3 سنوات..القلق مازال مستمرًا
ثياب وأعلام سعودية تثير الأسئلة في التلفزيونات والمكاتب الأميركية

.. 3 سنوات مرت وبن لادن لم يسقط بعد
عبدالله المغلوث من كلورادو: رياضيون سعوديون يتدثرون بملابس تقليدية، يتخللهم أمل كثير ويتقدمهم علم وطنهم الأخضر، تُعلق على دخولهم المضمار في افتتاح أولمبياد اثينا مذيعة قناة ان بي سي الأميركية الناقل الحصري للألعاب الصيفية التي انتهت مؤخرا قائلة: "لاأدري لماذا تمتزج في داخلي مشاعر الخوف والقلق عندما يرفرف العلم السعودي أمامي، أتذكر أحداث سبتمبر، هل هم يكرهوننا فعلا؟".
هل هذه الانطباعات التي سجلتها المذيعة نتالي موراليس على مسامع أميركا وماجاورها ذاتها التي تتغلغل في أعماق الأميركي تجاه السعودية بعد ثلاث سنوات من الحدث الذي هز أميركا والعالم؟

ثوب سعودي

"ديفيد رانك: سأدرس الدكتوراه في الشأن السعودي "

ديفيد رانك، حاصل على ماجستير في العلوم السياسية من جامعة دنفر، يتصدر مكتبه علما للسعودية، وكتبا تزدحم على رفوفه الكثيرة، تخلل أغلفتها صورا لوجوه سعودية، يرحب بك باللغة العربية، قائلاً : " السلام عليكم". بصعوبة فادحة تعكسها ابتسامته التائهة. يأمل أن يدرس الدكتوراه في الشأن السعودي، يشير بأصابعه إلى ثوب كالذي يرتديه أي يافع يطوف بجوار المجمعات في الرياض أو يتنزه مع أصدقائه على ضفاف شاطئ نصف القمر في الدمام، يحكي قصة اللباس السعودي الذي يتمايل أمامي تحديدا: "أكتنز لائحة بأرقام سعوديين حصلت عليها من مكتب الطلاب الأجانب في الجامعة، اتصلت بأحدهم قبل عام اسمه ماهر المانع شرحت له اسباب الاتصال ورغبتي في الحصول على معلومات تساعدني في بحوثي".
تابع الأميركي رانك: "استجاب ماهر بلباقة، وأجاب على أسئلتي، استقبلني بذات الثوب الذي يلمع في مكتبي حاليا وأثار حفيظتك وأسئلتك".
كيف التقطت الثوب؟ يرد: "عبرت له عن إعجابي باللباس، في لحظات، انسل الى غرفته ووضع ثوبه اللؤلؤي في كيس وأهداني إياه".
اكتشف ديفيد أخيراً أن السعودي والعربي عندما تمتدح مقتنياته ربما يمنحك إياها أو يشتري لك أشياء تشبهها: "أصبحت لاأمتدح الأشياء التي تسطع من أجساد العرب والسعوديين، أخشى أن أسبب لهم احراجا، بعضهم حقا يعاني من مشاكل مالية ولكن هذه طبيعة خلقوا بمعيتها".

" الربيعة: هل هناك كاميرات خفية تلاحقني؟"

يقول عنه صديقه السعودي محمد الربيعة: " سيصبح صديقنا ثريا يوما، يعرف عن السعودية أكثر مني، هل تصدق أنه يسألني عن قبائل تقطن الجنوب، أتوقع أن يكون مطلبا للقنوات ووسائل الاعلام قريبا".
هل أهداف ديفيد رانك مادية؟ يجيب على ( إيلاف ): "أبدا، أريد أن أقدم عملا مختلفا، أخدم بلدي وأقرب بين الحضارتين العربية والأميركية عبر دراسة حضارة لانملك مصادر كافية وموثوقة عنها وتاريخها، أرغب في تأليف وتقديم برامج وكتب أكثر صدقا".
في الذكرى الثالثة لسبتمبر، هل مازال الأميركي قلق من السعودي؟ : " هذا العام شهدت السعودية أحداثا ارهابية أثبتت بالدليل القاطع عدم تورط الحكومة بالأعمال الارهابية بل تضررت منها كثيرا، هذا ساهم في ارتياح كبير في صفوف العامة الذين لايعرفون الكثير عن الموقف الرسمي والشعبي، أتمنى أن يغيب الارهاب عنا وعنهم".

تأشيرة وكاميرات

ماريو اورتيز
عينا مدير ادارة الهجرة في غرب أميركا ماريور أورتيز ترحب بالآخرين نيابة عن لسانه، تتحرك في داخلهما ابتسامات متوقدة وحكايات عتيقة، استقبل الجريدة العربية مرتين: "يهمني أن أتواصل مع العرب والمسلمين، أتابع حزنا يتسلق على المساجد والوجوه، أريد أن أطفئ لهيب الأسئلة ونعمل معا من أجل المستقبل".
تزرع ( إيلاف ) سؤالا على سطح مكتبه: بعد سبتمبر الأسود، طلاب عرب ومسلمين، يذهبون لتجديد تأشيراتهم الدراسية، لكن لايعودون، سعوديون كثيرون انصرفوا عن أميركا بسبب الإجراءات التي يشعرون أنها تستهدفهم، يمسك مدير ادارة الجنسية والهجرة بالسؤال ويجيب: "بعد أحداث سبتمبر وكما يعرف الجميع، طرأت تغييرات كثيرة في الأنظمة والتأشيرات المتعلقة بالطلاب والمهاجرين، التفاصيل التي كانت من صلاحياتنا توزعت بين ثلاثة أجهزة يديرها اختصاصيون".
إجابتك لاتشبع السائلين بل تزيدهم تضورا و جوعا ، يعلق أورتيز: "حقا مسؤولياتي تنحصر في تفاصيل الجنسية والهجرة، لكن كما قلت لك سابقا الأنظمة تبدلت وأصبحت عملية استخراج التأشيرة تأخذ وقتا أطول نظرا لطرائق البحث الجديدة والقراءة الدقيقة لملفات المتقدمين ليس للسعودي أو المسلم فحسب بل على الجميع، الظروف الراهنة تتطلب آليات مختلفة".
طلاب تعرضوا لاحتجاز من قبل ادارة الهجرة دون مبررات وجيهة، عاشوا سنوات مفعمة بالإرتياح لكن يشعرون جاريا بظلم كبير وقلق متنام يبدو بجلاء على قسماتهم وحركاتهم المخفورة بالخيبة، يرد ماريو: "مكاتبي مفتوحة للجميع للشكاية والحوار، لايرضينا أن ينتاب أي مقيم نظامي في أميركا باضطهاد أو عنصرية بسبب جنسه أو دينه".
محمد الربيعة (26عاماً)، سعودي يدرس البكالوريس في الادارة المالية، يعيش في كلورادو ( غرب أميركا ) منذ ثلاث سنوات يقول: "رغم مرور سنوات على سبتمبر مازلت اشعر أن كاميرات مزروعة في شقتي وأخرى على كتفي، شعور غريب لكن مازلنا ندفع ثمن أخطاء غيرنا، لايوجد أجمل من أميركا ونظامها التعليمي ،ماذا عساني أن أقول؟".
تابع: "شعرت بضيق عندما شاهدت افتتاح الألعاب الصيفية على قناة اميركية، تكلمت المذيعة عن شعور بالرعب ينتابها عندما تشاهد العلم السعودي، شعور مزعج، ارجو أن نستطيع إلغاء الصورة القاتمة وان يكون الاعلام الأميركي أكثر حرصا على مشاعرنا".

تهافت عربي وسعودي على أميركا

ارتياح أميركي لتعامل السعودية مع الارهاب
على صعيد متصل حصل 14 ألف مواطنا عربيا العام الفارط على الجنسية الأميركية بواسطة برنامج قرعة التأشيرات ( لوتاري ) من بين أكثر من 9.5 مليون طلب تم تلقيها بين نوفمبر وديسمبر2003م.
وحصة الدول العربية كانت على النحو التالي: حصل المصريون 6070 تأشيرة، والمغاربة 5298 تأشيرة، الجزائريون بـ1489 تأشيرة، ثم السودانيون الذين حصلوا على 1015".
وقد تقدم أكثر من 400 سعودي للحصول على التأشيرة الأميركية التي تعد خطوة مبدئية قبل الحصول على البطاقة الخضراء، حيث حصل 30 من السعودية، و40 من اليمن، و44 من الاردن، و48 من العراق، و83 من لبنان، و134 من تونس و 26 من سورية على تأشيرات.
وذكرت ادارة الهجرة ان شروط التقديم على السحب العشوائي هو الحصول على شهادة لاتقل عن ثانوية عامة وشهادة خبرة عمل لاتقل عن عاميين فضلا عن شهادة حسن سيرة وسلوك مصدقة.
من جهة ثانية أكدت دراسة حديثة أعلنتها ادارة البحوث في جامعة شرق تكساس عن تحسن ملموس لأعداد السعوديين الراغبين في الدراسة في أميركا حيث وصلت النسبة الى 23% مقارنة بالعامين الماضين.

[email protected]