أعلنت وزارة المالية الأميركية إدراج فرعي مؤسسة الحرمين السعودية في الولايات المتحدة وجزر القمر، وأحد مديريهافيالولايات المتحدة في قائمة الجهات التي ترعى الإرهاب كممولين ومساعدين على تسهيل مهمة الإرهاب.


وفي البيان الذي وصل لـ " إيلاف" قال ستيوارت ليفي وكيل وزارة المالية لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية "إن مؤسة الحرمين قد استُخدمت في جميع أرجاء العالم لتكفل التمويل المالي للعمليات الإرهابية، ولهذا فقد اتخذنا هذا الإجراء لعزل هذين الفرعين وسليمان البوثي من المجتمع المالي في العالم كله."


ويأتي هذا الإعلان في أعقاب أكثر من عامين من التعاون بين المسؤولين الأميركيين والسعوديين للتحقيق في الأنشطة المالية للمؤسسة، التي تدعي أنها منظمة خيرية. وحتى الآن تم الإعلان عن أن أكثر من عشرة فروع لمؤسسة الحرمين تساهم في تسهيل مهمة الإرهاب، مثلما تم ضم اسم المدير السابق للمؤسسة عقيل عبد العزيز العقيل.


وجاء الإعلان عن اسم الفرعين يوم 9 أيلول(سبتمبر) بعد إجراء تحقيقات مكثفة في أنشطة فرعها في الولايات المتحدة، وهو ما بدأ في 18 شباط/فبراير بتفتيش مقار المؤسسة في مدينة أشلاند بولاية أوريغون. وجرى التحقيق بتنسيق الجهد المشترك للمسؤولين في هيئة الضرائب الأميركية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، ومكتب الهجرة والجمارك بوزارة الأمن الوطني.


وقال البيان "إن التحقيق قد أظهر وجود علاقة مباشرة بين فرع مؤسسة الحرمين فيالولايات المتحدة وأسامة بن لادن. وبالإضافة إلى ذلك فإن النص المدون للتحقيق قال إن فرع مؤسسة الحرمين بالولايات المتحدة قد ارتكب مخالفات جنائية لقوانين الضرائب الأميركية وشارك في عمليات تبييض الأموال."


وأضاف البيان أن المنظمة حولت أموالا كان يفترض أنها مخصصة لشراء مسجد في ميزوري وبعث بها لدعم أنشطة الجماعات المسلحة التي هي على علاقة بشبكة القاعدة في الشيشان.


واكتشف المسؤولون أن التبرعات الخيرية التي كان يفترض أن توجه لمساعدة ودعم اللاجئين الشيشان وجدت طريقها أيضا إلى جماعات المقاتلين في الشيشان، حسبما قال البيان.


وذكر البيان أن فرع المؤسسة في جزر القمر استخدم كموقع تمويل انطلقت منه تفجيرات عام 1998 للسفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا.


وبالإضافة إلى ضم مكاتب فرعي المؤسسة ومديرها في الولايات المتحدة إلى قائمة الإرهابيين بالولايات المتحدة، فإن المسؤولين يعتزمون تقديم تلك الأسماء لإدراجها في قائمة لجنة الأمم المتحدة للعقوبات رقم 1267 التي تضم أسماء أنصار ومؤيدي أسامة بن لادن والقاعدة وطالبان. وتعتبر كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ملزمة بتجميد ممتلكات كل الأسماء التي تدرج في تلك القائمة.

و فيما يلي نص بيان وزارة المالية الأميركية الذي حصلت عليه " إيلاف" : ويتمحور حول هذا الموضوع:
( وزارة المالية الأميركية
من مكتب الشؤون العامة
في 9 أيلول/سبتمبر 2004
بيان رقم 1895

فرع مؤسسة الحرمين فيالولايات المتحدة له علاقة بالإرهاب
وزارة المالية تعلن ضم فرع المؤسسة ومديرها لقائمة الإرهابيين

أعلنت وزارة المالية الأميركية عن ضم فرع مؤسسة الحرمين السعودية في الولايات المتحدة، ومديرها بالولايات المتحدة سليمان البوثي إلى قائمة الإرهابيين. بالإضافة إلى فرع المؤسسة في اتحاد جزر القمر.

وقال ستيوارت ليفي وكيل وزارة المالية لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية "إننا سنواصل استخدام كل ما لدى الحكومة الأميركية من قوة وسلطة لتعقب وتحديد قنوات تمويل الإرهابيين، مثل المنظمات الخيرية الفاسدة في الداخل والخارج. إن مؤسسة الحرمين قد استخدمت في جميع أرجاء العالم لكي تكفل التمويل المالي للعمليات الإرهابية، ولهذا فقد اتخذنا هذا الإجراء لعزل هذين الفرعين وسليمان البوثي من المجتمع المالي في العالم كله."

وبناء على التحقيقات التي أجريت في 19 شباط/فبراير 2004 فقد تم تجميد ممتلكات وأصول فرع مؤسسة الحرمين التي وجد مقرها في ولاية أوريغون. وقبل ذلك بيوم كان قد تم تنفيذ أمر تفتيش صادر عن الحكومة الفيدرالية لكل الممتلكات التي تم شراؤها نيابة عن فرع المؤسسة في الولايات المتحدة. وقد شارك في التحقيق مسؤولون من إدارة الضرائب الأميركية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، ومكتب الهجرة والجمارك بوزارة الأمن الوطني.

وكان فرع المؤسسة بالولايات المتحدة قد أنشئ في 1997 . والوثائق التي تثبت تعيين البوثي كمحام للمنظمة ومنحه سلطات قانونية واسعة كانت بتوقيع عقيل عبد العزيز العقيل المدير السابق لمؤسسة الحرمين. وكانت الولايات المتحدة والأمم المتحدة قد أدرجت اسم العقيل في قائمة لجنة العقوبات رقم 1267 التابعة للمنظمة الدولية بسبب دعم المؤسسة للقاعدة حينما كانت تحت إشرافه.

وأظهر التحقيق وجود علاقة مباشرة بين فرع مؤسسة الحرمين فيالولايات المتحدة وأسامة بن لادن. وبالإضافة إلى ذلك زعم التقرير المدون للتحقيق أن فرع المؤسسة فيالولايات المتحدة ارتكب عدة مخالفات جنائية لقوانين الضرائب في الولايات المتحدة، كما قام بعمليات تبييض الأموال. وتدل المعلومات أن الأفراد العاملين في فرع المؤسسة حاولوا التكتم على حركة الأموال التي كانوا يعتزمون إرسالها إلى الشيشان بمحوها من الأموال المعادة إليهم من إدارة الضرائب والتلاعب في ذكر المجال الذي استخدمت فيه، حيث زعموا أنها كانت لشراء مسجد في مدينة سبرينغ فيلد فيولاية ميزوري.

كما تظهر المعلومات الأخرى التي توفرت لدى الولايات المتحدة أن الأموال التي تم التبرع بها لمؤسسة الحرمين بقصد دعم اللاجئين الشيشان قد تم تحويلها لدعم جماعات المقاتلين في الشيشان وزعمائها المرتبطين بشبكة القاعدة.

ولمؤسسة الحرمين عمليات في جميع أرجاء جزر القمر، وتظهر المعلومات أن اثنين من العاملين بمؤسسة الحرمين في جزر القمر لهما علاقة بالقاعدة. وطبقا لما ورد في نص الوثيقة المعروفة باسم الولايات المتحدة ضد بن لادن فإن اتحاد جزر القمر قد استُخدم كموقع انطلاق وكطريق لتسريب مرتكبي تفجيرات السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998 . وقد سبق الإعلان عن أن أفرع المؤسسة في كينيا وتنزانيا قدمت التمويل وبعض أنواع الدعم العملي الأخرى لتلك الهجمات الإرهابية.

ومنذ آذار/مارس 2002 اشتركت الولايات المتحدة والمملكة السعودية في الإعلان عن أن 11 فرعا لمؤسسة الحرمين تساعد الإرهاب، بناء على وجود أدلة عن تقديمها دعما ماليا وماديا أو قانونيا لشبكة القاعدة والمنظمات التي لها علاقة بها . وتقع تلك الفروع في أفغانستان وألبانيا وبنغلاديش والبوسنة وإثيوبيا وإندونيسيا وكينيا وهولندا وباكستان والصومال وتنزانيا بالإضافة إلى المدير السابق لمؤسسة الحرمين عقيل عبد العزيز العقيل إلى قائمة لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة رقم 1267 التي تضم الإرهابيين الذين لهم علاقة بابن لادن وشبكة القاعدة وحركة طالبان الذين يجب أن تطبق عليهم عقوبات دولية.

والأطراف والجهات التي تم الإعلان عنها اليوم طبقا للفقرات ( دي آي -- ودي آي آي) الواردة في الأمر التنفيذي الرئاسي رقم 13224 بعد أن تقرر أنها - أي تلك الأطراف -- تشارك في دعم ورعاية وتقديم العون المالي والمادي أو التكنولوجي، أو تقديم خدمات مالية، أو تدعم، أو لها علاقة بالأشخاص الذين ينطبق عليهم الأمر التنفيذي رقم 13224. وهذه الأطراف تنطبق عليها أيضا المواصفات لكي تدرج في قائمة لجنة العقوبات رقم 1267 التابعة للأمم المتحدة بسبب الدعم الذي قدمته لأسامة بن لادن والقاعدة وطالبان.

ومعروف أن ضم تلك الأسماء إلى قائمة الأمم المتحدة يوجب على الدول الأعضاء في المنظمة الدولية فرض عقوبات عليها ويطالبها بتجميد أصول وممتلكات تلك المكاتب. ويعتبر الإعلان عن الجهات التي تدعم الإرهاب وتحديد هوية القائمين به جزءا مهما من الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب. وبالإضافة إلى ذلك فإنه يتم إنذار بقية المنظمات والأفراد بأنهم ممنوعون من التعامل معهم.

إن إجراءات الوقف والتجميد تعد حيوية ومهمة بالنسبة للقضاء على تمويل الإرهاب. وحينما يتم فرض أي إجراء منها فإن أي ممتلكات تكون موجودة في النظام المالي الرسمي وقت صدور الأمر يجب أن يتم تجميدها. كما أن تلك الإجراءات تؤدي وظائف مهمة أخرى، كأن تصبح رادعا للأطراف التي لم تدرج في قائمة رعاية الإرهاب وقد تكون لديها النية لتمويل الأنشطة الإرهابية؛ وفي الكشف عن الطرق التي تسلكها الأموال لتمويل الإرهابيين، وهو ما قد يؤدي للتوصل إلى دلائل تقود إلى معرفة خلايا إرهابية أو ممولين للإرهاب لم يكونوا معروفين من قبل؛ وتعويق تمويل شبكات الإرهاب بتشجيع من يدعمون الإرهابيين على النأي بأنفسهم عن النشاط الإرهابي ونبذهم لأي علاقة كانت تربطهم بالجماعات الإرهابية؛ والقضاء على تدفق الأموال على الإرهابيين بسد القنوات التي كانت تستخدم لنقل الممتلكات التي لها علاقة بهم؛ وإجبار الإرهابيين على اللجوء إلى وسائل أخرى أكثر تكلفة وتحتوي على مخاطرات أكبر لتمويل أنشطتهم؛ وتحقيق التعاون الدولي والاستجابة للالتزامات التي تنص عليها قرارات مجلس الأمن الدولي. )

يذكر أن الولايات المتحدة أعلنت أسماء 387 شخصا وكيانا باعتبارهم إرهابيين، أو من مموليهم، أو مساعديهم. يضاف إلى ذلك أن المجتمع الدولي قام بتجميد ممتلكات تقدر قيمتها بـ142 مليون دولار لها علاقة بالإرهاب.
ووردت معلومات رصدتها " إيلاف " بأن مديرها سليمان البوثي فقد ولد في الثامن من كانون الأول ( ديسمبر) في مصر ويحمل الجنسية السعودية ، ورقم جواز سفرة : B049614

و في حزيران/يونيو 2004 أعلنت الحكومة السعودية عن حل مؤسسة الحرمين وعدد آخر من المنظمات الخيرية السعودية التي تعمل في الخارج وحولت ممتلكاتها إلى كيان جديد أطلق عليه اسم اللجنة الوطنية السعودية للإغاثة وأعمال البر في الخارج. وطبقا لما قالته السفارة السعودية في واشنطن، فإن اللجنة، التي ستكون منظمة غير حكومية تقوم بكل جوانب عمليات المعونة الخاصة في الخارج، وتتولى مسؤولية توزيع التبرعات الخيرية الخاصة من المملكة السعودية.