كشفت مصادر سورية مطلعة ل " إيلاف"، عبر اتصال هاتفي من دبي، أن مساعد وزير الخارجية الأميركي وليم بيرنز خرج من دمشق ولن يعود إليها بعد الآن لأنه لم يحصل على أجوبة مقنعة من جانب المسؤولين السوريين حول ملفات عديدة أبرزها الملف اللبناني. وذكرت المصادر أن ما جرى على أرض الواقع وفي صلب المحادثات يختلف تماما عما أشيع عن " حوار " و " خطوات إيجابية متبادلة " مضيفة أن بيرنز " سلّم رسالة إلى السوريين من إدارة بوش تكرر المطالب الأميركية التقليدية وعاد إلى بلده ليراقب من هناك أي خطوات عملية سورية ".
ودعّم المصدر السوري ، واسع الإطلاع ، كلامه بالقول إن " تصريحات بيرنز كانت في جهة وبيان وزارة الخارجية السورية كان في جهة أخرى ". وقال المصدر إن من يقرأ " بيان وزارة الخارجية السورية وما قاله المحللون الرسميون السوريون يعتقد أن من زار دمشق هو مسؤول عربي من دولة شقيقة لا توجد بينها وبين سورية أية خلافات ".
ويبدو من كلام المصدر السوري ل " إيلاف " أن واشنطن تشدد نبرتها حيال دمشق بعد أن كسبت باريس إلى جانبها خاصة فيما يتعلق بالملف اللبناني. ويعتقد المصدر السوري أنه لو كان القرار حول لبنان سياسيا لكانت انسحبت القوات السورية فورا وتجنبت دمشق " وجع الرأس مع القوى الدولية " إلا أن القرار لا يزال أمنيا وبالتالي ستبقى التغيرات في إطار " إعادة انتشار القوات " من مكان إلى آخر في لبنان.
على صعيد آخر ، علمت " إيلاف " من مصادر دبلوماسية أن واشنطن تفكّر جديا في تقديم مختلف أنواع الدعم للقوى السياسية المعارضة والشخصيات الحقوقية السورية إلا أن معظمهم لا يزال يرفض التعاون مع واشنطن وبل ينعتها أحيانا بنعوت أقسى مما تقوله الحكومة السورية. وترى هذه المصادر الدبلوماسية أن واشنطن " استطاعت تبني معارضة عراقية لنظام صدام ولكنها فشلت في ذلك حتى الآن على الجانب السوري". وأكدت المصادر أن واشنطن ترتبط بعلاقات مع شخصيات حقوقية وسياسية سورية ولكنها " غير مباشرة " مشيرة إلى أن السفارات الأوروبية بدمشق تستضيف معارضين سوريين بشكل دائم وتعقد جلسات حوار علنية معهم.