يتفق الأميركيون على أن الإرهاب عدوٌ للحضارة، ويعلن سياسيوها أنهم لن ينتظروا يوما مثل الحادي عشر من سبتمبر( أيلول)؛ أحاديث كثيرة سادت في الذكرى الثالثة لنكبة أميركا.

•إبلاف تنشر نص حديث بوش الإذاعي
سلطان القحطاني من الرياض: وصف الرئيس بوش الهجوم الذي تعرضت له الولايات المتحدة في 11 أيلول(سبتمبر) من العام 2001 على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع في واشنطن بأنه نتج عن خسائر في الأرواح أكثر مما فقدت أميركا في الهجوم على بيرل هاربر في الحرب العالمية الثانية. وقال إنه رغم مرور الزمن فإن "الذكريات لا تمر ولا تخبو. فما نزال نذكر مشهد النيران ومكالمات الود والمحبة وشجاعة رجال الإنقاذ الذين رأوا الموت بأعينهم."

وذكّر بوش في حديثه الإذاعي الأسبوعي الذي صادف الذكرى الثالثة لهجمات 11أيلول(سبتمبر) بأن العدو الإرهابي الذي قتل مئات الأبرياء ابتهج لمعاناتنا"، ودعا إلى تذكر الكثيرين الذين فقدوا حياتهم فجأة.

ووصف بوش ذلك اليوم بأنه كان نقطة تحول اتضحت فيه للولايات المتحدة "أهداف عدو عاقد التصميم على توسيع مجال قتله وإجبار أميركا على التراجع من العالم." وقال بوش إن الولايات المتحدة قبلت التحدي وستهزم العدو، فهي "مصممة على حماية الوطن من أي هجمات في المستقبل". وقال إنها ستلاحق الإرهابيين وتطاردهم أينما تدربوا وهجعوا أو حاولوا الاستقرار "امتدادا من جبال أفغانستان إلى القرن الإفريقي مرورا بالشرق الأوسط فإلى جزر الفليبين" وفي داخل أميركا.

وأكد بوش على أن الولايات المتحدة مصممة كذلك على نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط لأن من شأن "الحرية أن تحقق السلام والأمن اللذين نرغب فيهما جميعا. فعندما تنال شعوب المنطقة أملا جديدا وحياة الكرامة فإنها ستتخلى عن أساليبها القديمة من البغضاء والكراهية ولن يستطيع الإرهابيون تجنيد سوى قلة." وقال إن أميركا والعالم سيصبحان آمن عندما تشارك حكومات الشرق الأوسط في الحرب على الإرهاب بدلا من رعايته ودعمه.

وتنشر " إيلاف " في ما يلي نص حديث الرئيس بوش الإذاعي بالراديو:
( بوش: أسعدتم صباحا. اليوم هو يوم الذكرى بالنسبة لبلدنا. وإنه ليشرفني أن ينضم إلى في البيت الأبيض اليوم مواطنون أميركيون ممن فقدوا الكثير في الأحداث المريعة التي وقعت في 11 أيلول/سبتمبر 2001 وما زالوا يحسون بخسارتهم يوميا منذ ذلك الحين.

تلخص صراع الخير ضد الشر قبل ثلاث سنوات في صبيحة يوم واحد. فعلى مدى مائة دقيقة ودقيقتين فقد بلدنا من مواطنيه أكثر مما خسر في الهجوم على بيرل هاربر. صحيح أنه مر زمن, لكن الذكريات لا تمر ولا تخبو. فما نزال نذكر مشهد النيران ومكالمات الود والمحبة وشجاعة رجال الإنقاذ الذين رأوا الموت بأعينهم ولم يهربوا.

نذكر قسوة العدو الذي قتل مئات الأبرياء وابتهج لمعاناتنا. نذكر الحياة الغالية التي انتهت مبكرة في الكثيرين دون حق لأحد في أن يزهقها.

وتذكر بلادنا العائلات التي بقيت لتحمّل أعباء الأسى، فأبدت شجاعتها الخاصة. وبعون من مشيئة الله، وبتأييد من بعضها البعض برهنت أسر ضحايا الإرهاب قدرتها على التعايش مع كل الآلام وتحملها. وكل واحد (من الضحايا) ما يزال في فكر الشعب الأميركي وصلواته.

لقد كان الهجوم الإرهابي في 11 أيلول/سبتمبر نقطة تحول بالنسبة لبلادنا. فقد اتضحت لنا أهداف عدو عاقد التصميم على توسيع مجال قتله وإجبار أميركا على التراجع من العالم. وقد قبلت بلادنا المهمة وسنهزم العدو.

والولايات المتحدة الأميركية مصممة على حماية الوطن من أي هجمات في المستقبل. وبلدنا، كما استخلصت لجنة 11 أيلول/سبتمبر، أكثر اليوم أمنا مما كنا عليه قبل ثلاث سنوات، لكننا لسنا آمنين كليا.

ولذا فهناك آلاف عديدة من الرجال والنساء المخلصين الذين يؤدون مهامهم يوميا كحرس للطائرات في الجو ومفتشين في المطارات ومفتشين للشحنات الجوية وحرس للحدود وعمال إنقاذ. ويقوم موظفو مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية في الوقت ذاته بتأدية مهامهم اليومية على مستوى مهني، بينما نعكف على إصلاح هذه الدوائر بشكل يمكننا من تحسس الخطر القابع وراء المنعطف التالي. وتعبر بلادنا عن الامتنان لكل مواطنينا الذين يحترسون للعدو ويستجيبون للإنذار ويحرسون أميركا بيقظتهم.

إن الولايات المتحدة مصممة على المضي في عزمها الشديد على ملاحقة الإرهابيين ومطاردتهم في أمكنة لدريبهم ونومهم أو يحاولون مد جذورهم فيها. لذا بدأنا بحملتنا هذه امتدادا من جبال أفغانستان إلى القرن الإفريقي مرورا بالشرق الأوسط فإلى جزر الفليبين والخلايا المختبئة في بلادنا.

وتم اعتقال أو قتل أكثر من ثلاثة أرباع القياديين الرئيسيين في القاعدة, لكننا نعلم أن الخطر ما زال قائما ضد أميركا. ولذا لن نتهاون حتى يتم العثور على الإرهابيين وتصفية الذين يتآمرون على قتل أبناء شعبنا.

كذلك فإن الولايات المتحدة مصممة على نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط لأن من شأن الحرية أن تحقق السلام والأمن اللذين نرغب فيهما جميعا. فعندما تنال شعوب المنطقة أملا جديدا وعيشا كريما فإنها ستتخلى عن أساليبها القديمة من البغضاء والكراهية، ولن يستطيع الإرهابيون تجنيد سوى قلة. وعندما تنضم حكومات المنطقة إلى الحرب على الإرهاب بدلا من رعاية الإرهابيين ستصبح أميركا والعالم أكثر أمانا. إن عملنا اليوم في أفغانستان اليوم شاق وصعب لكنه عمل تاريخي وضروري. فبالتزاماتنا وتضحياتنا اليوم سنساعد على تغيير الشرق الأوسط ونزيد من ضمانة سلامة أبنائنا وأحفادنا.

لقد وقع عبء التضحيات في الحرب على الإرهاب منذ 11 أيلول/سبتمبر على كاهل أفراد قواتنا المسلحة وعلى عائلاتهم أكثر من غيرهم، ولذا فإن شعبنا مقدر شجاعة الرجال والنساء الذين يخاطرون بحياتهم نيابة عنا في هذه الساعة.

ولن تنسى أميركا أبدا أولئك الذين سقطوا من الرجال والنساء وهم يؤدون آخر واجباتهم، وستكرم أسماءهم إلى الأبد.

إن الحرب على الإرهاب مستمرة، وإن عزم بلادنا ما زال موضع اختبار، وإننا نبدي طبيعتنا في مواجهة الخطر. فبعد ثلاث سنوات من الهجمات التي تعرضت لها بلادنا يبقى الأميركيون أقوياء عازمين ومتأنين في تحقيق هدف عادل، واثقين من أن النصر قادم.

شكرا لكم لإصغائكم. )

باول يحذر من الإرهاب

بدوره، حذر وزير الخارجية كولن باول من أن الإرهاب يستهدف الحضارة بأسرها. وقال إنه ينبغي أن لا يكون هناك شك بعدما حدث أخيرا من هجمات إرهابية في روسيا وغيرها أدت مقتل مئات الأشخاص، بأن الإرهاب يستهدف الحضارة كلها وليس الولايات المتحدة وحليفاتها ومصالحها في الخارج.

وأضاف باول في خطاب شامل له في جامعة جورج تاون في واشنطن ورصدته " إيلاف " أن "الإرهاب يهدد الحضارة بحد ذاتها لأنه يهاجم أغلى ما في كل الحضارة من مبادئ، وهو حرمة الحياة الإنسانية. فالإرهاب لا يفرق ولا يميز ين عسكريين ومدنيين أو حتى أطفال."

وقال باول إن الإرهابيين لا يعرفون حدودا ولا مبدأ تناسبيا. فهم يسعون إلى قلب نتائج جهود الألفية الماضية للحد من الخراب الذي تحدثه الصراعات بين بني البشر.

وشدد باول على أنه ما من خيار هناك أمام الولايات المتحدة سوى مواجهة تحدي الإرهاب وهزمه على الرغم من أنها ليست البادئة به وغير راغبة فيه.

وعرض باول في خطابه الجامع أمام الجمهور الجامعي رد أميركا على الإرهاب ودور علاقتها الطويلة المستمرة مع شريكاتها في حلف شمال الأطلسي والصراعات الدائرة في أفغانستان والعراق واستمرار الصلة المتينة في الحلف عبر الأطلسي.

وأوضح باول أن دوافع الجماعات الإرهابية تختلف من جماعة إلى أخرى. ففي حين أن جماعة كالقاعدة لها مطامع عالمية ودوافع نابعة من رؤيا وتنبؤات خاصة, فإن اهتمام جماعة أخرى منصب على منطقة جغرافية معينة ولها أهداف سياسية محددة، "إلا أن قتل الأبرياء الذي ينطبع عليه الإرهاب الحديث فمشترك بينها جميعا."

ونفى باول أن يكون هناك أي مسوغ أو مبرر سياسي للقتل المتعمد للناس الأبرياء، وقال إن الولايات المتحدة تعارضه كليا.

وقال باول إن من الصعب قياس مقدار النجاح الذي تحققه الحرب الدائرة على الإرهاب فهي أمر مختلف عن ما عرفه الناس المتحضرون من حروب في الماضي، لكن هناك أمورا كثيرة وحقائق واضحة.

وأشار باول إلى أن القاعدة ظلت إلى ثلاث سنوات مضت تستمع سنوات طويلة بملجأ آمن في أفغانستان حيث كانت تخطط وتتآمر وتدرب وتصدّر الإرهابيين إلى أنحاء العالم. أما اليوم فقد زال الملجأ وأصبحت القاعدة هاربة مشردة.

وأضاف باول أنه قبل ثلاث سنوات أيضا حكم صدام حسين العراق بنظام أنتج أسلحة التدمير الشامل واستخدمها وحفر القبور الجماعية لشعبه بالذات وتعامل مع الإرهابيين المعروفين سنوات طويلة. واليوم زال ذلك النظام بفضل التضحيات التي بذلها الكثيرون.

ونبه باول إلى أن النجاح في مواجهة هذه الأخطار والتغلب عليها إنما يعتمد على استراتيجية توفق بين الاستخدام الحكيم للقوة والحذق الدبلوماسي. وأشار إلى أن براعة الدبلوماسية البريطانية والأميركية هي التي ساعدت على إقناع الحكومة الليبية بالتخلي عن أسلحة التدمير الشامل واختيار طريق مستقبل جديد.

وخلص باول إلى القول إن الولايات المتحدة لا تنظر إلى العالم اليوم نظرتها إليه زمن الحرب الباردة من خلال منظور تحالف مركزي أوروبي مع أن الأوروبيين يخوضون اليوم تجربة فدرالية تشمل القارة الأوربية كلها. ورغم كل ذلك فلن تحول كل هذه التطورات دون استمرار الشراكة بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

وأوضح باول في ختام حديثه في جامعة جورج تاون أنه يرى شراكة أميركا عبر الأطلس من ثلاثة أوجه هي ضرورة ضمان أمن أوروبا, والنشاط اليومي المستمر للتعاون ضد الإرهاب وتوسيع الشراكة بحيث ينتشر نشاطها ويمتد عملها إلى ما بعد حدود أوروبا.

آرميتج : أميركا لم ترد انتظار عاصفة إرهابية أخرى
وأعلن نائب وزير الخارجية ريتشارد آرميتج أن قرار مهاجمة العراق كان استباقا لكارثة، إذ إن الرئيس بوش "لم يكن مستعدا للانتظار حتى تتجمع العاصفة بعد ما قاسيناه نحن مع العديدين من مواطني الدول الأخرى من 11 أيلول/سبتمبر. فلم نكن مستعدين للانتظار" حتى تتكرر المشكلة مرة أخرى.

وقال آرميتج إنه لا يدّعي بأنه كانت للعراق علاقة بهجمات أيلول/سبتمبر لكنه وصف صدام حسين بأنه "كانت له علاقات مع الإرهابيين بصورة عامة، وسبق له أن استعمل أسلحة التدمير الشامل. والأهم أنه هدد جيرانه وكذب على قادة الشرق الأوسط بمن فيهم الرئيس (حسني) مبارك." وأضاف أن استنتج من الاتصالات التي جرت قبل حرب الخليج الأولى بعد غزو الكويت أن صدام حسين "سيصبح مشكلة لجيرانه."

جاءت تصريحات آميتج هذه في مقابلة أجراها معه التلفزيون المصري بمناسبة الذكرى الثالثة للهجمات الانتحارية بالطائرات على أهداف في نيويورك وواشنطن.

ورد آرميتج على سؤال حول ما إذا كانت حرب العراق تستحق ما بذل فيها من تضحيات بما فيها حياة أكثر من ألف عسكري أميركي وآلاف العراقيين في ضوء عدم العثور على أسلحة تدمير شامل أو دليل على علاقته بالقاعدة فقال إنه يريد أن يذكّر بأن الناس "ينسون عندما يتحدثون عن العراق اليوم أن أكثر من مليون عراقي قتلواعلي يد صدام حسين، وكم قتل واغتصب في الكويت. ولذلك لا بد لنا من المقارنة."

وأكد آرميتج "أننا اليوم في وضع أفضل لأننا واثقون من أن صدام حسين لن يغزو جيرانه مرة أخرى، وأن صدام حسين لن يملك أسلحة تدمير شامل مرة أخرى، ولن يقتل مواطنيه."

وحول تأثير أعمال العنف في العراق على خطط المستقبل وخاصة الانتخابات، وتلميحات الأمين العام للأمم المتحدة إلى إمكانية تأجيل الانتخابات، قال آرميتج إن رئيس الوزراء إياد "علاوي وغيره من أعضاء الحكومة العراقية كانوا واضحين في إعلانهم أن الانتخابات ستجرى في كانون الثاني/يناير 2005 القادم." إلا أنه قال إنه لا يدري ما إذا كانت الانتخابات ستجري بسهوله وما إذا كانت ستقع اضطرابات. لكنه أضاف أن الأمر "سيقتضي جهودا كبيرة من التحالف ومن الأمم المتحدة ومن المواطنين العراقيين لأن الانتخابات ستجرى" في موعدها.

وأعرب آرميتج عن ثقته بأن الانتخابات ستجرى في الموعد المحدد لكنه أقر بأنها لن تكون مثالية وتامة بسبب الوضع الأمني. وأشار ردا على أحد الأسئلة إلى أن الوضع الأمني تسبب أيضا في بطء عملية إعادة إعمار العراق موضحا أنه تم رغم ذلك إنفاق نحو 1500 مليون دولار فعلا في جهود الإعمار من أصل أكثر من 18 ألف مليون دولار أقرها الكونغرس. وأضاف أنه تم "رصد مبلغ 7 آلاف مليون دولار فيما يتبقى هناك مبلغ 10 آلاف مليون دولار تحتاج إلى تخصيص."

وكشف آرميتج عن أن جهود الإعمار تضاعفت منذ بدأ السفير الأميركي جون نغروبونته مهمته في العراق كما تضاعفت جهود الحكومة العراقية في هذا السبيل وبدأت الأموال في التدفق على العراق بشكل أكثر بكثير مما كان عليه في الماضي. وذكّر آرميتج بأن هناك، بالإضافة إلى الجهود الأميركية، مساهمات دولية و 2400 مليون دولار من عائدات تصدير البترول العراقي ينبغي أخذها في الاعتبار.

وقال ردا على سؤال حول نتائج الحرب على الإرهاب إن الحرب "أصبحت في منتصف الطريق وسنستمر في شنها حتى النهاية"، مشيرا إلى أنها نجحت حتى الآن في زعزعة القاعدة والقضاء على كثير من خلاياها ووقف تمويلها. وأشار كذلك إلى أن من نتائج هذه الحرب تحرير أكثر من خمسين مليون نسمة في أفغانستان والعراق. وقال "نحن نقف على مفترق تاريخي هام يتمثل في انتخابات 9 تشرين أول/أكتوبر في أفغانستان."

وتطرق الحديث في مقابلة آرميتج مع التلفزيون المصري إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فرد على سؤال حول تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم التي وصف فيها ياسر عرفات بأنه إرهابي وأن نفيه أصبح وشيكا، فقال إنه لم يطلع على تصريحات المسؤول الإسرائيلي لكنه أضاف أن الولايات المتحدة تحدثت إلى المسؤولين الإسرائيليين حول هذه المسألة في الماضي "فوجهة نظر الإسرائيليين بالنسبة لعرفات معروفة...إلا أن حقيقة الأمر هي أن عرفات عنصر في حياة الفلسطينيين وينبغي أن نأخذ هذا في الاعتبار."

إلا أن آرميتج أضاف على هذه الحقيقة أن عرفات "لم يستخدم نفوذه لتشكيل سلطة فلسطينية أفضل، سلطة غير موبوءة بالخلافات الداخلية وأكثر قدرة على أن تكون شريكا حقيقيا في التفاوض مع إسرائيل." وأشار إلى أنه لا يعتقد بأن ياسر عرفات سينفى أو يرحل عن الضفة الغربية قريبا.

ووصف آرميتج فكرة نفي عرفات بأنها "ليست فكرة جيدة" وإذا نفذت فستجري الولايات المتحدة اتصالات مع دول المنطقة لبحث القضية وأضاف أن موقف الولايات المتحدة من هذه المسألة واضح ومعروف.

وعن سياسة الاستيطان الإسرائيلية وتأثيرها السلبي على إمكانية قيام دولة فلسطينية في المستقبل قال آرميتج إن الرئيس بوش "كان واضحا تماما بالنسبة لهذه القضية، فقد عرض في 24 حزيران/يونيو 2002 رؤيته بالنسبة لوجود دولتين، ودعا إلى وقف كل النشاط الاستيطاني، وهو سياستنا وموقفنا." وأضاف بأنه كانت للولايات المتحدة خلافات حول هذا الموضوع مع إسرائيل لكنه وصف هذه الخلافات بأنها "اختلاف في وجهات النظر." وقال إن التباحث مع إسرائيل بالوسائل الخاصة حول الموضوع يحقق نتائج أفضل مما يتحقق من الاختلاف العلني.

وعزا آرميتج أسباب عدم إحراز تقدم على طريق حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إلى أن هناك طرفا واحدا مستعدا للتفاوض، مشيرا إلى استعداد إسرائيل للانسحاب من غزة ومن بعض أجزاء الضفة الغربية "لكنه لا توجد سلطة فلسطينية يمكنها التفاوض معها، فها هو رئيس الوزراء يهدد بالاستقالة مما يؤدي إلى استفحال الفوضى في صفوف السلطة الفلسطينية."

وردا على سؤال حول توسيع المستوطنات بحجة النمو الطبيعي للسكان فقال إن ذلك يعتمد على تعريف معنى النمو الطبيعي، فما يجري من "توسيع بنسبة 30 أو 35 بالمائة لا يبدو مقبولا." وقال إن الاتصالات الأميركية التي جرت مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني أكدت على وجوب "وقف كل النشاط الاستيطاني."

كذلك أكد آرميتج أن موقف الولايات المتحدة واضح في قضية جدار وسياج العزل الإسرائيلي وهو أن "كل ما يشكل مزيدا من التعدي على الأراضي الفلسطينية التي ينبغي أن تكون موضع مفاوضة بين الطرفين غير مقبول." إلا أنه أكد أنه "ما من شك في أن الجدار كان فعالا في الحد من قدرة الإرهابيين على العبور لإلحاق الأذى بالإسرائيليين." وقال إن هناك جانبين للقضية، لكنه أكد أن الولايات المتحدة ما زالت تنظر إلى السياج على أنه مشكلة "طالما أنه يشكل محاولة لتغيير الحقائق على الأرض."

وعن اتهام اسرائيل لسوريا بمسؤولية الهجمات الانتحارية في بئر السبع برر آرميتج الاتهام الإسرائيلي بالقول "لم لا؟ فسوريا ترعى حماس وتستضيفها، وسوريا هي الوسيط لانتقال الأسلحة من إيران إلى حزب الله. لذا يبدو لي أن سوريا تتحمل جزءا من المسؤولية."

ودعا آرميتج الرئيس السوري بشار الأسد إلى "إلقاء نظرة متمعنة على ما تقوم به بلاده وما تفعله حكومته في سبيل دعم العنف في الأراضي" المحتلة ويقرر ما إذا كان ذلك في مصلحة سوريا على المدى البعيد. وأكد آرميتج تأييده التام لاستعداد الرئيس الأسد إلى التفاوض مع إسرائيل واصفا ذلك بأنه سيكون أمرا طيبا.

وردد آرميتج ما أعلنه الرئيس بوش ووزير الخارجية باول من أن ما يجري في دارفور بالسودان نوع من الإبادة. وقال إن هناك أدلة "دامغة من المقابلات التي أجريت مع 1136 شخصا من أهالي دارفور ومن الوثائق أن مذبحة إبادة قد حصلت بالفعل."

وأشار ردا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستضغط من أجل فرض عقوبات دولية على السودان إلى أن قرار مجلس الأمن يشير إلى إمكانية فرض عقوبات لكنه أضاف أن الأهم هو "ضرورة أنه يتحتم على الحكومة السودانية أن تسيطر على مليشات الجنجاويت وتحقق الاستقرار في المنطقة." وقال إنه لن يكون هناك داع للحديث عن عقوبات إذا بادرت الحكومة السودانية إلى اتخاذ هذه الخطوات.