بهية مارديني من دمشق: قال وزير الاعلام السوري احمد الحسن "اننا اكدنا باستمرار حرصنا على وحدة العراق ارضا وشعبا ، وعلى استكمال سيادته بأسرع وقت لتجاوز محنته التي يتعرض لها ، كما عبرنا عن استعدادنا للتعاون معه من اجل اعادة بناء دولته ومؤسساته ، ودعونا كل الأطراف المعنية ولاسيما الولايات المتحدة للتعاون بشان ضبط الحدود وتوفير مناخ الاستقرار للعراق ، وعدم استفحال الفوضى داخله ومنع امتدادها الى دول الجوار".
واضاف الحسن في المؤتمر الصحافي الذي عقده اليوم ( الاحد ) مع نظيره اللبناني ميشال سماحة "ان الادارة الاميركية ادركت اخيرا ضرورة واهمية دعوتنا للحوار بشأن العراق ، وان الخبراء من الطرفين وبالتعاون مع العراق سيجدون الطريق ممهدا لازالة اية عقبات يمكن ان تعيق التوصل الى تقدم ملموس بهذا الشأن".
وشدد الحسن انه "يكفي ان اشير هنا الى ما اكده وزير الخارجية العراقي بعد زيارته لدمشق مؤخرا بان العراق على تنسيق دائم مع سورية بشأن امن الحدود ، ونحن متفقون على النقاط جميعها ، وهناك تطور ايجابي جدا خلال الفترة الاخيرة".
واكد الحسن "انه نتيجة لذلك فان استجابة الادارة الاميركية لمبدأ الحوار المعمق يشكل تطورا ايجابيا على مستوى علاقاتنا الثنائية ، كما سينسحب ذلك ايضا على مجمل الاوضاع في المنطقة ، التي مايزال هناك من يدفع باتجاه استجرارها لصراعات وانفجارات لايمكن التنبؤ بنتائجها".
اما الرأي الاميركي فقد جاء واضحا في البيان الذي تلاه مساعد وزير الخارجية وليم بيرنز على الصحافيين امس (السبت ) فقد قال "لقد اكدنا بشكل خاص على الاهمية القصوى في دعم جهود الحكومة العراقية للوصول للامن والاستقرار".
واضاف "ينبغي الا تستخدم سورية كنقطة انطلاق لزعزعة الاستقرار في العراق ، ولقد ناقشنا ضمن جملة من المواضيع طرق عملية يستطيع من خلالها خبراؤنا العسكريون العمل مع نظرائهم السوريين والعراقيين على هذه المشكلة ، ولكننا اكدنا ان الامر الجوهري هو التقدم الحقيقي وليس اطلاق الشعارات".
واعلن مصدر مطلع في الخارجية السورية امس بعد محادثات الرئيس السوري بشار الاسد مع الموفد الاميركي بيرنز ان دمشق "تعاملت مع زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى وليام بيرنز والوفد الاميركي المرافق له ، بجدية انطلاقا من حرصها على مصالحها وعلى الامن والاستقرار في المنطقة ووجدت في تركيز بيرنز على مسألة التعاون بشأن العراق نقطة ايجابية تلتقي مع مواقف سورية المعلنة تجاه العراق وخاصة ما يتعلق بالحفاظ على وحدة العراق ارضا وشعبا والحرص على امنه واستقراره ".
واشار المصدر "ان الموضوع العراقي اعطي اولوية و اهمية بالغتين من قبل الجانبين السوري والاميركي حيث جرى الاتفاق على طرق عملية وملموسة يستطيع من خلالها خبراء الطرفين بالتعاون مع العراق من التوصل الى خطوات واجراءات عملية لتحقيق هذا الهدف "،ولفت المصدر" ان البحث فى تفاصيل الموضوع العراقي شغل حيزا كبيرا وواسعا من المناقشات بين الرئيس السوري بشار الاسد و بيرنز".
من جانبه قال وزير الاعلام اللبناني ميشال سماحة بعد اطلاعه على نتائج زيارة بيرنز من مصادر سورية واميركية " بالنسبة لي كمراقب مسؤول من لبنان عما جرى امس مع بيرنز احب ان اوضح ان الوفد الذي اتى الى دمشق جاء في 11 ايلول على مستوى مساعد وزير الخارجية وتمثل في عضوية الادارة الاميركية على مختلف اداراتها ، وكافة اختصاصاتها شاركت في هذه المفاوضات وقد افرد البيانان السوري والاميركي الجزء الاكبر من مضمونهما حول العراق انطلاقا من حرص سورية كما قال بيان الخارجية السورية على وحدة العراق".
واكد سماحة على " انني بعد لقائي بوزير الخارجية السوري فاروق الشرع ووزير الاعلام السوري احمد الحسن ووضعي باجواء الاتصالات التي جرت بين القيادة السورية والوفد الاميركي اخرج مرتاحا لكل النقاط التي اثيرت وكيفية معالجتها بين الطرفين ".