نصر المجالي من لندن: كشف تقرير صحافي بريطاني اليوم عن المغالطات التي رافقت قضية اعتقال عزة إبراهيم الدوري وهو كان الرجل الثاني في النظام المنهار، ورصدت الولايات المتحدة مبلغ 10 ملايين دولار للقبض عليه، متهمة إياه بأنه وراء كل عمليات المقاومة المسلحة والتفجيرات التي تجري ضد مصالح عراقية في مدن عديدة وكذلك ضد قوات الاحتلال الأميركية.

وحسب تقارير عديدة، فإن عزة إبراهيم يعاني من داء سرطان الدم (اللوكيميا) وهذه التقارير التي لم تثبت صحتها بعد تقول أنه مات قبل ستة اشهر، وهو كان على القائمة الأميركية التي صدرت متضمنة 55 من أركان النظام السابق.

واليوم، نشرت صحيفة (التايمز) البريطانية ذات العلاقات الجيدة مع مصادر القرار سياسيا في بريطانيا تقريرا تحدثت فيه عن قصة اعتقال عزة إبراهيم التي نفتها مصادر أميركية وعراقية رسمية، حيث لا يزال الرجل الثاني بعد صدام حسين طليقا.

وتكشفت معلومات جديدة لم تنشر من ذي قبل، حول قضية اعتقال عزة إبراهيم ، التي لم تثبت رسميا، وتراجعت الحكومة العراقية الانتقالية، وكذلك المسؤولون الرسميون في قوات التحالف عن تأكيدها في الأسبوعين الأخيرين.

وقالت صحيفة (التايمز) أن كاهنا بريطانيا يدير معهدا للسلام في العاصمة العراقية، طلب إليه مغادرة بغداد بعد مداهمة المعهد الدولي الذي يديره من جانب الشرطة العراقية في الأسبوع الماضي. وكانت وزارة الخارجية البريطانية طلبت إلى رجل الدين اندرو وايت وهو قسيس ينتمي على كاتدرائية كوفنتري البريطانية مغادرة بغداد حيث "حياته أصبحت في خطر". وهذا التحذير جاء لرجل الدين وايت بعد أيام من ورود اسمه في مسالة اعتقال شبيه لعزة إبراهيم الدوري الرجل الثاني في حكم البعث السابق.

وفي التفاصيل، فإن رجل الدين البريطاني وايت، كان استقبل في صومعته في العاصمة العراقية مجموعة من أعضاء جمعية السجناء العراقيين غير الحكومية حيث أبلغوه بأنهم استطاعوا إلقاء القبض على رجل يشبه عزة إبراهيم الدوري، المطارد لقوات التحالف، وطلبوا منه مساعدتهم في الإعلان عن هذا الأمر لدى الجهات المعنية.

وقالت صحيفة (التايمز) في تقريرها، أن رجل الدين البريطاني وايت، سارع إلى الاتصال بالسفارة الأميركية في بغداد، وكذلك مع الناطق الرسمي باسم حكومة إياد علاوي المؤقتة لإبلاغهم بأمر اعتقال عزة إبراهيم. وخلال دقائق وصل أربعة من الجنود الأميركيين بزي غير عسكري إلى صومعة رجل الدين البريطاني لاستلام الرجل المشتبه به.

ومن بعد ذلك، كما تقول صحيفة(التايمز) البريطانية، فإن 150 من رجال الشرطة البريطانية اقتحموا المعهد الذي يرئسه رجل الدين البريطاني وصادروا كل شيء فيه، واكتشف مسؤولون من المعهد أن ما تقدر قيمته بحوالي 22 ألف جنيه دولار أميركي، قد سرقت.

وفي الأخير، فإن رجل الدين البريطاني الذي أعيد إلى لندن قال في تصريحات للصحافة أن الوضع في العراق يزداد انهيارا، وهو أشار أيضا إلى أن عديد من العراقيين يطالبون بعودة سلطة الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة. وهي سلطة سلمت القرار السيادي لحكومة عرقية انتقالية في أول يوليو (تموز) الماضي. وقال رجل الدين "أكبر غلطة ارتكبت هي تسليم السلطة للعراقيين في وقت مبكر".