وزارة ديوان رئاسة الإمارات نعته ببيان مقتضب
وفاة الانقلابي "الشارقي" عبد العزيز بن محمد القاسمي

نصر المجالي من لندن: نعت أنباء دولة الإمارات العربية المتحدة وفاة الشيخ عبد العزيز بن محمد القاسمي أمس، وقال بيان مقتضب نشر باختصار عبر وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) الليلة الماضية إن الشيخ عبد العزيز قد توفي، ولم تقدم الوكالة الرسمية أية معلومات أخرى، كما أن الصحف الإمارتية نشرت الخبر في صفحاتها الداخلية، كما ورد نص البيان الرسمي لنعيه من جانب وزارة شؤون الرئاسة الإماراتية. يشار إلى أن الشيخ عبد العزيز قاد انقلابا في العام 1988 ضد ابن عمه حاكم الشارقة وعضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حين كان هذا الأخير في زيارة خاصة للعاصمة البريطانية، وكان عبد العزيز يشغل منصب رئيس ديوان الحاكم.

لكن وساطات خليجية قادتها كل من المملكة العربية السعودية وإمارة دبي الجارة المحاذية للشارقة أدت إلى عزل الشيخ عبد العزيز عن المهام التي نصب نفسه فيها حاكمًا شرعيًا لإمارة الشارقة، وبجهد من الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تم إبعاد الشيخ عبد العزيز عن الشارقة واستضافته إمارة أبوظبي التي تقود دولة الإمارات في مدينة العين التابعة لممتلكاتها على الحدود مع سلطنة عمان.

ومنذ ذلك الوقت، فإن الشيخ عبد العزيز نأى بنفسه عن أي عمل سياسي معارض لحكم الدكتور الشيخ سلطان حاكم الشارقة بطلب من الشيخ زايد الذي تعهد حمايته ورعايته طوال السنوات الفائتة، حيث أيد ابن عمه حاكم الشارقة عن رضى وتسامح تلك الحماية الأبوية من جانب كبير القوم زايد بن سلطان آل نهيان.

وكان شيوخ إمارة دبي وهي الإمارة الثانية الكبرى في اتحاد دولة الإمارات انتصروا للشيخ سلطان بن محمد القاسمي واستضافوه فور عودته من بعد الانقلاب الفاشل مدة أسبوع في مضاربهم، حتى تم التوصل إلى حل للخلاف الذي أدى للانقلاب الذي لم تعترف به أية جهة إماراتية كانت أو خارجية.

ومع وفاة الشيخ عبد العزيز بن محمد القاسمي، فإن واحدًا من الملفات التي لا تزال تفاصيلها غامضة يطوى ويصير في عالم الغيب، وهو ذات حال اغتيال أمير الشارقة الراحل الشيخ خالد بن محمد القاسمي العام 1972، حيث ملف اغتياله بقي ضمن الأسرار الكبيرة التي لا يزال الجيل الإماراتي الجديد يبحث لها عن حلول لفك ألغازها.

وإمارة الشارقة، على ما يذكر هي الإمارة الثالثة من حيث عدد السكان والمساحة في اتحاد دولة الإمارات المشكلة من إمارات ست أخرى هن ابو ظبي ودبي وعجمان وراس الخيمة والفجيرة وأم القيوين، وللقواسم حكام الشارقة ورأس الخيمة تاريخ نضالي طويل استمر لنيف وقرنين من الزمن ضد الاستعمار البرتغالي وصولًا للانتداب البريطاني في نهاية ستينيات القرن الفائت.

وقبل المناداة به أميرًا للشارقة تولى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، منصب وزير التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة في العام 1971 لعامين متتالين، وهو عضو المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 1972، كما أنه عضو فخري في مركز الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية منذ العام 1992، جامعة دورهام، المملكة المتحدة ، وهو الرئيس الأعلى لجامعة الشارقة منذ عام 1997، والرئيس الأعلى للجامعة الأميركية في إمارة الشارقة منذ عام 1997، وأستاذ زائر، جامعة إكستر البريطانية منذ عام 1998، ورئيس المجلس الفخري للخدمات الجامعية العالمية منذ عام 1998، وهو أيضا محاضر بجامعة الشارقة، تاريخ الخليج الحديث منذ عام 1999.

وأخيرا، يتولى الشيخ سلطان الرئاسة الفخرية للجمعية المصرية للدراسات التاريخية منذ عام 2001، وهو ساهم في تأسيس وإنشاء جمعية الشارقة للأعمال الخيرية، والجامعة الأميركية في إمارة الشارقة، وجامعة الشارقة، وكلية الشارقة للفنون ومعهد الشارقة المسرحي والمكتبة العامة بالشارقة وحصن الشارقة والمتحف الإسلامي في الشارقة ومتحف الشارقة للتراث ومتحف الشارقة للآثار ومتحف إمارة الشارقة للفنون ومتحف الشارقة للتاريخ الطبيعي والحديقة الصحراوية ومركز حيوانات الجزيرة العربية ومتحف الشارقة للعلوم ومركز الاستكشاف في إمارة الشارقة ومتحف المحطة ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومركز التدخل المبكر ونادي الثقة للمعاقين.