مراد عباس من الجزائر: استبعد رئيس الحكومة الجزائري أحمد أويحي اليوم ان يكون الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد عانق نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شمعون بيريز على هامش المؤتمر الدولي للارهاب الذي رعته الحكومة الاسبانية خلال اليومين الماضيين، و قال اويحي في مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة الجزائرية إنه "لم يلتق الوفد الذي مثل الجزائر في هذا المؤتمر"، غير أنه أصر على أن بوتفليقة لن يقدم على مثل هذه الخطوة، على الأقل من باب المواقف التاريخية لبلاده المناصرة للقضية الفلسطينية.

و كانت تقارير إعلامية قد نقلت عن الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس " الإسرائيلية خبر معانقة الرئيس بوتفليقة للمسؤول الإسرائيلي بمدريد.

كما أكدت صحيفة ييدعوت أحرونوت" أن بيريز تحدث مع الرئيس الجزائري، على هامش مؤتمر مدريد. وأعرب الرئيس الجزائري خلال الحديث مع بيريز عن أمله بألا تضيع إسرائيل فرصة تصحيح علاقاتها مع الفلسطينيين.

وليست هذه المرة الأولى التي تتردد فيها أنباء عن التقاء مسؤولين جزائريين بإسرائيليين، إذ سبق للرئيس بوتفليقة أن صافح رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق يهود باراك، خلال جنازة العاهل المغربي الملك الحسن الثاني، وبرر بوتفليقة خطوته هذه بدعوى رد التحية التي يقرها الدين الإسلامي، كما قام وفد إعلامي جزائري بزيارة إلى تل أبيب العام 2001 دون مراجعة السلطات الرسمية للبلاد، إلا أن دوائر أخرى اعتبرت ذلك تسابقا خفيا بين عدة دوائر في التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وخلفت هذه الزيارة استنكارا شعبيا وحزبيا واسعا مما دفع بالرئاسة الجزائرية إلى إصدار بيان استنكاري وصفت من خلاله هذه الزيارة بالخيانة.
يذكر أن زوبعة إعلامية خلفتها دعوة الرئيس الجزائري بوتفليقة المطرب الفرنسي أنريكو ماسياس اليهودي الأصل الجزائري المولد، لزيارة الجزائر، خلال وجود الرئيس الجزائري في باريس سنة 2000، غير أن ضغط الشارع أدى إلى إلغائها إلى حين حسب ما جاء في تصريح لماسياس.
ويرى المراقبون أن الخطوات التي يقبل عليها من حين لاخر مسؤولون جزائريون إنما يندرج في إطار سياسة مدروسة وغير معلنة لتمهيد الطريق نحو التطبيع مع الدولة العبرية، وتعتبر الجزائر الدولة المغاربية الوحيدة التي لم تقم بعد علاقات علنية مع إسرائيل، بعد تونس والمغرب ونواكشوط.