واشنطن : تستعد الولايات المتحدة لاستقبال بطل "الثورة البرتقالية" الاوكرانية الرئيس فيكتور يوتشينكو بحفاوة، بعدما قاد في بلاده حركة تغيير ديموقراطي ترغب واشنطن ان تمتد الى الجمهوريات السوفياتية السابقة وفي اماكن اخرى من العالم. ويصل يوتيشينكو الاحد الى الولايات المتحدة للمرة الاولى بصفته رئيسا لاوكرانيا على ان يستقبله الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الابيض الاثنين.

اما المحطة المهمة الثانية في زيارة يوتيشينكو التي تستمر حتى الخميس، فستكون الاربعاء في الكونغرس حيث يلقي خطابا امام مجلسي النواب والشيوخ، وهذا شرف خص به الاميركيون في السنتين الماضيتين اقرب المقربين من الولايات المتحدة كرئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الافغاني حميد كرزاي ورئيس الحكومة العراقي اياد علاوي.وقال كل من رئيس مجلس النواب دنيس هاسترت ورئيس الغالبية في مجلس الشيوخ بيل فيرست في بيان مشترك ان "انتخاب الرئيس يوتشينكو يشكل مثالا يحتذى به لانتشار الديموقراطية عبر العالم بالرغم من التهديدات والمضايقات".
وغالبا ما يستشهد بوش بانتصار "الثورة البرتقالية" التي قادها المعارض السابق فيكتور يوتشينكو القريب من الغرب، بهدف دعم سياسته المتمحورة حول تعزيز الحرية والديموقراطية في العالم.

واعرب بوش اخيرا عن رغبته بان تنضم بيلاروسيا التي يرئسها الكسندر لوكاشينكو بقبضة حديد الى قافلة الدول التي انتهجت الديموقراطية. كما يلتقي يوتشينكو كل من نائب الرئيس ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع دونالد رامسفلد. كما يلقي يوتشينكو الذي يسعى الى تقارب اقتصادي مع الولايات المتحدة، كلمة في غرفة التجارة الاميركية في واشنطن. وتأتي زيارته لتضع حدا للعلاقات الباردة بين الولايات المتحدة واوكرانيا ابان نظام الرئيس السابق ليونيد كوتشما الذي كانت تأخذ عليه واشنطن اداءه المتسلط وبيعه اجهزة رادار للعراق اثناء حكم صدام حسين بالرغم من الحظر المفروض عليه.

ولم تتوان الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون في بذل الجهود لتكريس تقدم يوتشينكو على خصمه رئيس الحكومة الاوكراني السابق القريب من موسكو فيكتور يانوكوفيتش الذي فاز العام الماضي في الانتخابات الرئاسية التي اعتبرت مزورة واعيد اجراؤها وربحها يوتشينكو.وستتضمن زيارته محطة اكثر شعبية، لا بل عاطفية، في مدينة شيكاغو حيث تعيش جالية اوكرانية كبيرة تتحدر منها زوجته كاترين شوماشينكو. وشغلت "السيدة الاوكرانية الاولى" في الماضي وظائف عدة في وزارة الخارجية الاميركية وفي دائرة العلاقات العامة في البيت الابيض اضافة الى وزارة المال الاميركية، ما دفع اخصام زوجها الى اتهامها بانها عميلة للاستخبارات الاميركية. ولم تحصل زوجة يوتشينكو المولودة في الولايات المتحدة على الجنسية الاوكرانية الا امس الجمعة.

واوحت واشنطن قبل هذه الزيارة بانها تريد ان تتجنب اي اشارة علنية الى الاشكال حول القرار الاوكراني بالانسحاب من العراق، وهو قرار اتخذ ابان ولاية كوتشما وجدد يوتشينكو التأكيد عليه. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية اخيرا انها "تتفهم الالتزام الذي قطعته الحكومة الاوكرانية ازاء شعبها".
واضافت رايس "اني متأكدة من ان اوكرانيا ستتصرف بطريقة لا تشكل خطرا على مهمة القوات المسلحة التابعة لدول اخرى (في العراق). كل ذلك يتم التخطيط له بشكل مشترك" معربة بذلك عن ارادة واضحة لتطويق الخلاف بين كييف وواشنطن.