نبيل شرف الدين من القاهرة :
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التونسي عبد الوهاب عبد الله، الذي ترأس بلاده هذه الدورة، قال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية إن ليبيا لم تعلن رسميًا عن عدم مشاركتها في القمة العربية، وأكد موسى ضرورة أن يكون الحضور كاملاً وشاملاً وعلى أعلى مستوى في القمة العربية، وسنعمل عليه نظرًا لخطورة الأوضاع التي تمر بها المنطقة، ولضرورة التشاور بشأنها ولإتخاذ مواقف محددة وتحديد السياسات التي ستتبع سواء بالنسبة إلى القضية الفلسطينية أو العراق أو لبنان أو السودان أو الصومال أو غيرها .
من جانبه أكد الأمير سعود الفيصل و
السعودية وليبيا
وأشار موسى إلى أن الجهود تبذل ولا تزال تبذل حتى موعد إنعقاد القمة ليكون الحضور شاملاً وعلى وأعلى مستوى والفترة التي ستسبق القمة ستشهد المزيد من الجهود وأن الإعداد للقمة العربية المقبلة في الرياض جار على قدم وساق، وأكد أهمية اجتماع مجلس الجامعة الوزاري اليوم لتحديد جدول أعمال القمة والتشاور بشأن بعض الترتيبات والقضايا الرئيسية التي ستعرض على القمة .
أما وزير الخارجية السعودي فقد علق في تصريحات له على هامش إجتماعات مجلس الجامعة العربية، على ما تردد عن عدم حضور ليبيا قمة الرياض فقال: quot;لقد تعاملنا مع الموضوع من منطلق السيادة وهذا اختيارنا quot; .. معربًا عن اعتقاده أن هذا غير مرهون بموافقة أي دولة .
وعما إذا كان سيتم استبدال إيران باسرائيل كعدو للمنطقة قال الأمير سعود الفيصل إن هذا الكلام غير صحيح ... وبالنسبة إلينا في المملكة العربية السعودية لو كنا نعتبر إيران عدوًا لما استقبل خادم الحرمين الشريفين الرئيس الإيراني .
وأشار الفيصل إلى أن إيران بلد مهم في المنطقة ولها دورًا إيجابيًا معربًا عن تمنياته بألا تصير المواجهة بين القوى الدولية وإيران إلى منتهاها لأنها ستكون مضرة للمنطقة وأكد على ضرورة تجنب المواجهة وتحقيق الإستقرار في منطقة الخليج والعمل على تطويرها.
وحول موقف المملكة من مبادرة السلام العربية وتعديلها قال الأمير سعود الفيصل إن هذه المبادرة ملك للعرب وليست ملكًا للسعودية وإذا أرادوا تغييرها وتطويرها فهي ملك للعرب. وحول إعادة لبنان طرح موضوع المحكمة الدولية أمام الإجتماع الوزاري قال الفيصل إن ما طرحه اللبنانيون في الإجتماع سبق إتخاذ قرار في شأنه في مجلس الأمن الدولي وبالتالي القرار ليس عربيًا.
العراق ولبنان
وفي الشأن العراقي، قرر وزراء الخارجية العرب يوم الأحد تعيين نائب رئيس بعثة جامعة الدول العربية في بغداد طارق عبد السلام رئيسًا للبعثة خلفًا لرئيسها السابق مختار لماني. وقال عمرو موسى إن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري حدد إطارًا سياسيًا واستراتيجيًا للوضع في العراق باعتبار أن المشكلة في العراق ليست مشكلة أمنية فقط، وإنما هي مشكلة سياسية لها إطار سياسي وأبعاد أخرى نصر نحن في الجامعة العربية على التعامل معها .
وحول تباين موقفي كل من لبنان وسوريا بشأن الموقف من المحكمة الجنائية الدولية في اغتيال رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري ... قال موسى إنهأجري خلال المناقشة اليوم الإتفاق على صياغة يمكن أن تساعدفي التغلب على التباين من خلال الاتصالات القائمة. وقال موسى إن هناك أسسًا لحل أزمة العراق منها التوصل إلى إطارٍ زمني لانسحاب القوات الأجنبية من العراق
مكافحة الإرهاب
وأكد مجلس وزراء الخارجية العرب مواصلة الجهود والمساعي العربية من أجل إصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتشكيل فريق عمل لدراسة سبل تنفيذ التوصيات المتضمنة في إعلان الرياض الصادر عن المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في مدينة الرياض في شهر فبراير 2005 ، ومقترح الملك عبد الله بن عبد العزيز المتعلق بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب والذي من شأنه تقوية التعاون الدولي في هذا المجال المهم .
ورحب المجلس بمبادرة الرئيس التونسي زين العابدين بن على بالدعوة إلى عقد ندوة دولية حول مكافحة الإرهاب واعتماد مدونة سلوك لمكافحة هذه الظاهرة تلتزم بها كل الأطراف. وأكد المجلس دعم جهود الأمم المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب والتأكيد على أهمية التوصيات الواردة في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب الذي اعتمدته الجمعية العامة في أيلول(سبتمبر) الماضي .
وشدد على ضرورة تعزيز التعاون القائم بين جامعة الدول العربية والمنظمات الدولية والإقليمية في مجال مكافحة الإرهاب وخاصة مع لجنة مكافحة الإرهاب المشكلة بموجب قرار مجلس الأمن 1373 لعام 2001، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا .
ودعا إلى تفعيل الآلية التنفيذية للاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، وحث الجهات المعنية في الدول العربية التي لم ترسل إجاباتها على البيانات الخاصة بمتابعة تنفيذ الإتفاقية على إرسالها إلى المكتب العربي للشرطة الجنائية، تمهيدًا لرفعها إلى مجلسي وزراء العدل والداخلية العرب .
التعليقات