قمة ثلاثية في دمشق يوم 16 يوليو الجاري بمشاركة سليمان
العاهل السعودي سيصالح الأسد مع الحريري
العاهل السعودي يغادر إلى شرم الشيخ دمشق تترقب زيارة العاهل السعودي مبارك والملك عبد الله يبحثان في جدة سبل إعادة ترتيب المشهد الإقليمي |
إيلي الحاج من بيروت: علمت quot;إيلافquot; إن الإتصالات والمساعي السعودية بين دمشق وبيروت توصلت إلى ترتيب لقاء مصالحة بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري خلال قمة سعودية ndash; لبنانية ndash; سورية تعقد في دمشق يوم 16 تموز / يوليو الجاري ، ويشارك فيها إلى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس اللبناني ميشال سليمان .
وذكرت معلومات ثقة أن وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز خوجة الذي وصل ليل الإثنين إلى بيروت وعاد صباح اليوم التالي إلى الرياض أبلغ الرئيس الحريري أن المملكة انطلقت في مساعيها مع دمشق من ضرورة تثبيت الإستقرار السياسي والأمني في لبنان على المدى الطويل ، وأن هذا الأمر يستلزم لقاءه الرئيس الأسد ، وأوضح أن العاهل السعودي مستعد للحضور إلى دمشق لهذه الغاية وعقد لقاء قمة مع الرئيس السوري، وأنه يضع كل ثقله المعنوي في إنجاح عملية المصالحة هذه ليتمكن لبنان من القيام من كبواته ومواجهة التحديات التي تنتظره على مختالف الأصعدة. في المقابل أبلغ الخوجة الحريري أن الرئيس الأسد تعهد بالتجاوب مع المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري وأبدى الإستعداد بتسليم هذه المحكمة كل من تراه متورطا ًأو ذا علاقة في هذه الجريمة ، أو يفيد المحكمة بشهادته.
وعلمت quot;إيلافquot; أيضاً أن الحريري- الذي كان مرهقاً بعد يوم الإستشارات النيابية الطويل- قال لخوجة ما مفاده إن هذه الخطوة كبيرة، وإن إجراء المصالحة يستوجب أن تكون القمة الثلاثية ، فتضم إلى الملك عبدالله والرئيس الأسد، الرئيس اللبناني ميشال سليمان ، وأبلغه أنه مستعد لزيارة دمشق ولقاء الأسد مع رئيس الجمهورية بصفته رئيساً للحكومة .
ويعني تحديد موعد القمة في دمشق في 16 من الشهر الجاري أن تشكيل الحكومة اللبنانية سيتم قبل هذا الموعد. وليس وارداً على الإطلاق أن يتوجه الحريري إلى العاصمة السورية بصفته رئيساً مكلفاً تشكيل الحكومة . وبالتالي سيكون على حلفاء سورية في لبنان أو فريق 8 آذار/ مارس الذي يقوده quot;حزب اللهquot; أن يتخلى عن مطالبته بالثلث المعطل في الحكومة ( الثلث+ 1) الذي يرفض الحريري وحلفاؤه إعطاءه لقوى الأقلية النيابية.
كذلك سيكون على قوى 8 آذار/مارس القبول بأن يكون الرئيس سليمان ضمانها في مجلس الوزراء من خلال حصته في هذا المجلس من الوزراء، فضلاً عن القبول ببيان وزاري لا يرضي طموحاتهم في موضوع سلاح quot;المقاومةquot; ويقضي بأن هذا الموضوع مطروح للدرس على طاولة الحوارالوطني التي يترأسها ويرعاها سليمان.
ولاحظ من التقوا الحريري أنه يولي موضوع البيان الوزاري أهمية قصوى ، تعادل أهمية تشكيل الحكومة وتوزيع أعداد الوزراء ،أي الحصص والحقائب فيها باعتبار أنه يشكل خطة العمل ، ولذلك سيسير البحث في وضع البيان بالتوازي مع مساعي تشكيل الحكومة ، وليس بعد إعلانها كما درجت العادة.
أما النقطة التي ستثير جدلا كبيرا ويتوقع أن يصر عليها الحريري ونواب بيروت وحلفاؤه في قوى 14 آذار فهي تضمين البيان الوزاري نقطة تنص على إعلان بيروت مدينة منزوعة السلاح ، أي منع بقاء أي مراكز مسلحة فيها، وإخراج السلاح من أحيائها وشوارعها، والتعامل بشدة مع كل من يظهر بالسلاح أو يستخدمه تحت أي ذريعة، إنطلاقاً من اعتبار أن ماحصل في عائشة بكار ومحيطها ليل الأحد الماضي هو استباحة للعاصمة وأهلها ، ولا مجال للسماح بتكرار هذه المسألة أوالتهاون مع المرتكبين مرة أخرى.
يشار إلى أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان مطلعا على فحوى المساعي السعودية بين دمشق وبيروت، وقد أرسل إلى دمشق على جناح السرعة وفي شكل مفاجىء أمس الثلاثاء الأمين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية كلود غيان ومستشاره الدبلوماسي جان دافيد لوفيت لينقلا إلى القيادة السورية دعم باريس لمساعي المملكة العربية السعودية واستعدادها لبذل أي جهد يُطلب منها منأجل فتح صفحة جديدة في العلاقات بين سورية ولبنان.
التعليقات