ـ عجباً! أما زلتَ نائماً؟
* ولمَ العجب، ما دمتُ واحداً من ملايين السوريين، العاطلين عن العمل!!
ـ عندي لك خبر، سينسيك هموم البطالة والغلاء والفقر والقهر والظلم والتعتير و...
* وما هو هذا الخبر، فدتكَ نفسي؟
ـ حماس حررتْ غزة من الإحتلال الصهيوني..
* إذاً دعني أعود للنوم، لو سمحتَ لي!
ـ أنتَ غير راض عن حكومة غزة، أليسَ كذلك؟
* عزيزي، المسألة أكبر من أن يكون المرءُ متحمّساً لحماس أو منفتحاً على فتح..
ـ نعم؟
* يا أخي، قطاع غزة كان محتلاً أصلاً من طرف حماس وأضرابها!
ـ ولكنّ إسرائيل عادتْ وإجتاحته؟
* جماعة حماس هم من جلبوا القوات الإسرائيلية إلى غزة، ليزعموا الآن أنهم حرروها!!
ـ وما هيَ مصلحتهم في ذلك؟
* إسأل سماحة السيّد، المنصور بالله!
ـ وما علاقة هذا بذاك؟
* نفس اللعبة، الإقليمية، التي عانى منها الشعب اللبناني، المنكود، يعيشها اليوم الشعب الفلسطيني، المنكوب!!
ـ تعني الجماعة، إياهم؟
* ومن الذي يملك براءة إختراع quot; المقاومة الإسلامية quot;، غيرَ أهل قم والقرداحة!!؟
ـ على رسلكَ، الجدران لها آذان!
* ولكنك أنتَ من طلبَ شرح الوضع؟
ـ نعم، شريطة أن لا ننتهي معاً إلى المشرحة!!
* أفضل لنا من هذا التعتير، صدّقني!
ـ قصدكَ أنّ حالنا هنا، مثل حال الغزاويين هناك؟
* حالهم أفضل حتى ؛ لأنهم على الأقل يحظون بوسائل الإعلام المغطية مأساتهم، وبمظاهرات التضامن العربي والعالمي معهم!!
ـ ولكنّ هذا النظام، المقاوم، الذي ينكل بشعبنا إرهاباً ونهباً منذ أربعين عاماً، يكفر الآن عن جرائمه حينما يستنفر إعلامه ومظاهراته للتضامن مع غزة؟!!
* خاصة ً إذا علمنا، أنه لم يتصدّق على أهل غزة بحبّة دواء أو علبة سردين! بينما مصر والسعودية والأردن والكويت والإمارات والمغرب وتونس وغيرها، مدوا جسوراً جوية من أطنان المساعدات لإخوانهم الفلسطينيين و...
ـ ولكنّ فضائية quot; الجعيرة quot; لم يرضها ذلك ؛ فهي نقلتْ لمشاهديها مسيرات القاهرة وعمّان والرباط وغيرها، وقالت: الشعوب في الشارع تتحرك، بينما الأنظمة صامتة!!!
* وحده رئيسنا القائد من كان صوتَ شعبه، الفصيح، فطالب في قمة الدوحة بمحاكمة القادة الصهاينة أمام المحكمة الدولية، بتهمة قتل الرئيس الحريري.. أقصد، قتل الفلسطينيين!!!!
ـ نعم، سمعتُ خطابه القومي وقوله أمام الزعماء العرب : quot; ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة quot;..
* فما أن سمع الإسرائيليون قوله هذا حتى أوقفوا عملياتهم في غزة، وهم الآن يرتجفون خوفاً من القوة السورية التي ستسترد الجولان المحتل!!!
ـ عاجلاً أم أجلاً؟
* عاجلاً، ولوْ! ألم تسمع رئيسنا القائد وهو يعلن تجميد الوساطة التركية!؟
ـ وصاحبه أيضاً، شيخ قطر، أعلن في نفس المؤتمر تجميد علاقة بلده بإسرائيل ؛ فما هيَ قصة quot; التجميد quot; هذه، بالله عليك؟
* ما بعدَ الشتاء إلا الربيع!!
ـ إذا كانوا سيعودون أحباباً وأصحاباً مع إسرائيل، فلمَ يطلبون إذاً من مصر والأردن قطع العلاقات الدبلوماسية معها؟
* لأنه مزادٌ قوميّ، يا صاحبي!!!
ـ بكل الأحوال، فإنّ توقيف إسرائيل لعملياتها في غزة، من طرف واحد، يعني أنّ حماس هيَ التي كسبتْ المعركة...
* وخسرنا فلسطين!!!!
ـ كيف؟
* سيعاود الحمساويون إطلاق ألعابهم النارية، لكي يتسلى الإسرائيليون بدكّ غزة مجدداً : وهكذا، فإنّ القضية تبقى محصورة ضمن هذه الحلقة المفرغة ؛ فلا دولة فلسطينية ولا تحزنون..

دلور ميقري

[email protected]