غزة انتصرت.. أعلم تماما أن كثيرا من القراء سيهزأون بما كتبت لكنني أعلم أيضا أني هازئ بكل من يقول عكس ذلك. غزة انتصرت وحماس انتصرت وفكرة المقاومة انتصرت في شوارع ساو باولو وكاراكاس ولاباز وهافانا وواشنطن وميلانو ولندن وبرلين وباريس وسيدني وعلى امتداد بلاد أميركا وأوروبا وأفريقيا وآسيا ووطننا العربي. غزة انتصرت وحماس انتصرت والمقاومة انتصرت.

رحم الله الشهداء والجرحى ضحوا بدمائهم فكان النصر بصمودهم وعزائهم وتعايشهم مع صمت الأنظمة العربية وغليان الشعوب.. غزة فرزت العالم والأنظمة العربية نفسها وأصبحت رمزا كما جنوب لبنان وستكون حتما النواة الفعلية لدحر الصهاينة وزوال دولتهم المزعومة على أرض فلسطين.

حماس انتصرت وباقي فصائل المقاومة انتصرت.. أنت أيها الجبهاوي والجهادي انتصرت.. ربما لا يذكرون الكثير عنكم في التركيز الإعلامي على حماس لكن الجميع يعرف مواقعكم وعملياتكم وتفانيكم في الدفاع عن أرضكم وخوضكم القتال والجهاد جنبا إلى جنب مع المختلفين معكم في الأيديولوجيات.

سيقفز لكم كثير من المعلقين والصحافيين ليقولوا لكل مقاوم من خارج حماس إن حماس صعدت على كتفيك.. وأقول لكم لا.. والتجربة ماثلة أمامنا في لبنان وما زالت المعادلة كما هي. قفوا خلف حماس جميعا فالوقت ليس وقت مزايدات أبدا.

فبكل بساطة قيادة المقاومة الآن لحماس وعلى كل من يؤمن بالمقاومة أن ينضوي تحت رايتها دون أن يكون مضطرا للإنخراط الكامل فيها.. حماس هي واجهة المقاومة كما لدينا في لبنان حزب الله الذي كوّن حلفا مناصرا له إنطلاقا من قدرته الهائلة وإنجازاته في تحرير الأرض وعودة الأسرى والأهم quot;ديمومتهquot; على الأفكار الأساسية التي تراخى الكثيرون في اعتناقها وأولهم الحزب التقدمي الإشتراكي صاحب إرث كمال جنبلاط.

حركة أمل إنضمت إلى حزب الله بعد عداوة. الحزب السوري القومي الإجتماعي إنضوى تحت راية حزب الله في حرب تموز. الحزب الشيوعي اللبناني إنحاز كليا إلى الخط المقاوم رغم الإختلافات على الساحة الداخلية. وكذلك انضم كثير من شبان الطوائف الأخرى في quot;السرايا اللبنانية لمقاومة الإحتلالquot;.. والأهم كان كسب تعاطف غالبية الشارع المسيحي بعد التفاهم والتحالف مع التيار الوطني الحر بزعامة الجنرال ميشال عون.

شاركت يوما في مهرجان مقاوم بمناسبة عيد العمال. المهرجان نضالي حقوقي مطلبي لكن بيانا للحزب الديمقراطي الشعبي- وهو حزب ستاليني لبناني- أعجبني رغم صغر الحزب وقدراته المحدودة وشهرته الضئيلة. فيه يقول: إنّ الحزب في المرحلة الآنية يضع يده وكل إمكانياته المقاومة تحت إمرة وقيادة حزب الله فالمرحلة تتطلب ذلك والهجمة علينا تتطلب وضع الطوارئ وعند استتباب الامور نعاود نضالنا الأساسي.

النصر لغزة بقيادة حماس.. والمقاومون يعرفون تماما وجهة أسلحتهم.

عصام سحمراني
[email protected]