تُعرف العنصرية بانها تعصب فرد أو فئة من الناس لجنس أو عرق أو قبيلة أو عشيرة أو دين أو طائفة أو معتقد أو حتى لون بشرة، واباحة قتل أو اضطهاد أو حتى ازدراء الفئات الاخرى بدون وجه حق أو سبب واضح سوى انها تختلف عنه في جنسها أو عرقها أو طائفتها أو لون بشرتها. في الدول المتقدمه، العنصرية جريمة عظمي. ولكن في دولنا العربية، العنصرية ليست فقط مشكلة مزمنة بل هي امر محمود جدا ويصل الي درجة الفضيلة.

في بلادنا كنموذج، العنصرية اجتاحت كل الخطابات، فالخطاب السياسي الذي يشير الي التقليل من الاخرين يتزامن مع خطاب ديني شرس يقوم بالدعاء ليل نهار علي اليهود الصهاينة والغرب الصليبي، وكتب دينية ينادي فيها رجل دين او مفكر اسلامي دون حياء باستحلال دم وعرض المواطن المسيحي شريك الوطن كما فعل عماره وامثاله في كتابة quot;فتنة التكفيرquot;الذي اصدرته له الدوله ذاتها ممثلة في وزارة الاوقاف.

ويستطيع اي رجل دين في مصر ان يصدر فتوي تحقر من الاقباط كتلك التي اصدرها بعض من جبهة علماء الازهر، فتوي موثقة ومعلنة تمنع التبرع للكنائس لانها اي -الكنائس- كالملاهي واندية القمار والتي وصف الكاتب حازم عبد الرحمن هذه الفتوي في صحيفة الاهرام بانها quot;فتوة عنصريةquot;، اما ما يلاقية الشيعة والبهائيون في مصر هو جريمة ابادة اجتماعية في وطنهم. ونستطيع ان نقول انه بات كثيرون يعتقدون بان كراهية المخلوق المختلف في العقيدة من طاعة الخالق.

هذا مع خطاب اعلامي كما في مسلسلات حقبة الاستعمار او مسلسلات الجاسوسية التي تظهر الغربيين لا يفعلون شئ الا عشق الفتيات وشرب الخمر في مجتمع تقريبا هو الوحيد الذي يتم التحرش فيه بالمنقبات. فيخلق لنا هذا الفكر عشرات الملايين يكرهون اليهود ثم الغرب ثم القبطي شريك الوطن. والدول العربية باستثناء لبنان تنص دساتيرها لتضمنها المرجعية للشريعة وترسيخ فكر الاعلون والدين الاسمي وهذه النصوص التي تعمل علي تحقير الاقليات الدينية وعدم حصولهم علي اي حقوق. في انتخابات اليونسكو كان المضحك المبكي ان يعود لنا السيد فاروق حسني بعد خسارته وفي محاولة منه لكسب الشارع العربي بعد ان خسر المنصب الدولي ليهاجم العنصرية الغربية البغيضة وانه كان ضحية هؤلاء الغربيون العنصريون الاشرار. سيادة الوزير الذي وفي العلن دعا الاصوات العربية والمسلمة في المجلس التنفيذي للمنظمة والذي له حق التصويت الي انتخابه لانه عربي مسلم، مما دعا رئيس وزراء البحرين بالاتصال بالدول الاسلامية التي لها اعضاء لحثها علي التصويت لفاروق حسني ليس لكفاءته ولكن لانه عربي مسلم، وصرحت السعودية والكويت وليبيا انها ستصوت لفاروق حسني لانه عربي مسلم، بعد هذا كلة يهاجم سيادة الوزير الغرب ويتهمة بالعنصرية.

سيادة الوزير عاش بالغرب لسنوات وتعلم علي ايديهم حتي وصل لما هو فية ويعلم حسنا ان الغرب ليس كذلك، فقد صوتت اليونان واسبانيا ودول اوربية اخرى لصالح فاروق حسني العربي المسلم. سيادة الوزير يعلم حسنا ان السنغالي المسلم احمد امبو رأس اليونسكو لفترتين متتاليتين وصوت له الغربيون لانه كان الاكفأ في هذا الوقت. سيادة الوزير يعلم ان اكثر من يعطي المعونات للعرب هو الغرب في المقابل لم تدفع السعودية او اي دولة عربية اخري دولار واحد لشخص واحد غير مسلم فالتصنيف الديني فقط وتصنيف الشخص علي اساس ايمانه فقط هو شعار الدول العربية والاسلامية.

وربما هذه هي المشكلة الاساسية فقد اصبح الغرب بات مقتنعا انه من الصعب ان ياتي شخص من هذه الدول وله القدرة علي التعامل مع الانسان كانسان بصرف النظر عن معتقدة. فالقادم من هذه الدول قضت علية العنصرية الدينية فما يعنية فقط الانسان ممن له نفس معتقده. للاسف الانظمة العربية لم تقدم شيئا واحدا لتظهر للعالم احترامها للانسانية ممن لا ينتمون اليها ولو علي سبيل التعاطف.

ولم ولن تستطيع هذه الدول ان تدخل النادي الانساني العالمي الذي ينظر للانسان كقيمه دون اعتبارات اخري طالما يعيش علي الفكر المنغلق ونصرة الاخ فقط ظالما او مظلوما. ما حدث ليس بعنصرية ولكنها متطلبات منصب يحتاج الي مهارات شخصية تعاونية وعقول تعطي للجميع ربما من الصعب تواجدها عندنا في ظل هذا المناخ التعليمي والديني والاعلامي الحالي بالرغم من ان مرشحنا كان يحمل اعلي منصب بين المرشحين فهو وزير مقابل سفراء واقل. ولكنها مهارات تواجدت في الفائزه بالمنصب البلغارية ايرينا جيرجويفا بوكوفا التي خدمت الافارقة كثيرا اثناء عملها باليونسكو. وحتي ان افترضنا انه اصبح بعض الغربيين عنصريين كما ادعي الوزير المحترم فبالتأكيد نحن الذين علمناهم هذا وازلنا الجسور معهم بخطابات الكراهية اليومية ومحاولة تدمير حضاراتهم. فهذا رد فعل طبيعي والحمد لله وجدنا شيئا علمناه الغرب ولكنهم كالعادة تفوقوا علينا quot;فعلمناهم العنصرية سبقونا ع اليونسكوquot;